الأخبار

النقيب صلاح ضحية الإرهاب: “لسه طالب الشهادة..

140

 

“لسه طالب الشهادة.. ربنا ينولهالي”.. بتلك الأمنية افتتح النقيب صلاح محمد حسين عبدالمطلب حديثه لـ”الوطن”، لمن لا يعرف النقيب صلاح ،هو ضابط شرطة أصيب يوم 28 فبراير الماضي في انفجار قنبلة زرعتها عناصر إخوانية في طريقه هو والقوة والمرافقة له على طريق أبو كبير هيهيا بالشرقية، ماتسبب في إصابته بتمزق في الذراع أدى لاحقا إلى البتر.

وعن تفاصيل إصابته ورحلته العلاجية في لندن والمواقف التى تعرض لها ومعنوياته وحكايات أخرى دار حديث “الوطن” مع النقيب صلاح ، لنرسم صورة دقيقة لهذا البطل الذي ذرفت عيناه الدموع وهو يقول من أعماق قلبه “نفسي في الشهادة”.

يوم 28 نوفمبر الماضي، وبينما كان النقيب صلاح حسين برفقة قوة أمنية من مديرية أمن الشرقية، وفي تقاطع على طريق هيها أبو كبير انفجرت قنبلة زرعتها عناصر إخوانية، ما أدى لإصابة صلاح بتمزق شديد في الكتف والذراع.

يحكي النقيب صلاح “كنا في مأمورية وكان معنا عدد من زملائي الضباط على رأسهم مأمور قسم أبو كبير وعدد من الجنود، وعلى طريق ههيا أبو كبير انفجرت قنبلة بالقرب من السيارة التي كنت استقلها، كان صوت الانفجار مروعا ونظرت حولي فوجدت أحد زملائي الضباط أصيب هو وأحد الجنود، في تلك اللحظة اكتشفت أنني لا أستطيع تحريك ذراعي الأيمن، وفوجئت أنه قد تمزق تماما من منطقة الكتف، عظام الذراع سحقت تماما، وما هي إلا لحظات وبعد انحسار الدخان والأتربة حتى شاهدت طفلة صغيرة اسمها صابرين كانت قد أصيبت فى الانفجار، وخوفا من وقوع انفجار آخر حملتها بذراعي الأيسر وعبرت بها الطريق جريا حتى وصلنا لسوبر ماركت تركتها فيها ثم فقدت وعيي”.

يتابع صلاح “تم نقلي لمستشفى أبو كبير المركزي ثم لمستشفى الأحرار، وعندما استعدت وعيي في المستشفى كنت شايل دراعي المقطوع، وطبعا حالتي كانت صعبة جدا، فقامت وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالتنسيق مع القوات المسلحة، وتمت الموافقة على نقلي بطائرة في نفس الليلة للمستشفى العسكري ومنها للندن التي قضيت بها 6 أشهر.

وعن الأيام التي قضاها في لندن، قال صلاح إنه كان يدعو الله ليلا ونهارا أن يعجل بشفائه حتى يعود لمصر، وألا يطيل بقاءه هناك، وكلما كان يتصل به أحد زملائه كان يطالبه بأن يبلغ القيادات بأنه سيعود من لندن للعمل مرة أخرى، “أنا بحب البلد وبأعشق ترابها وأموت فيه، أنا هتعلم ضرب النار بإيدي الشمال عشان أفضل أقاوم الإرهاب وأحاربه لحد ما نخلص مصر منه أو ربنا يكرمني بالشهادة”.

وحول رحلة علاجه، قال إنه أجرى عمليات كثيرة في ذراعه، وتمت زراعة عضلات وأوتار وشرايين وتركيب ذراع صناعي حديث يستجيب لإشارات المخ، مشيرا إلى أنه فخور بإصابته، وستظل مصدرا لفخره مادامت الروح تتردد بين ضلوعه.

وأكد صلاح أن ما حدث زاده إصرارا على مواصلة العمل في الشرطة لخدمة مصر كلها، وسيكون سعيدا بأي قرار يتخذه اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية بشأن نقله للعمل في أي موقع شرطي، لافتا إلى أنه يبحث حاليا عن عروس، وعندما يتزوج سيعمل جاهدا على إلحاق أولاده بكلية الشرطة، لأنها مدرسة التضحية والتفاني.

ووجه النقيب صلاح رسالة للشباب طالبهم فيها بالعمل من أجل مصر، وألا يلتفتوا لتهديدات الجماعة الإرهابية ومحاولاتها للتخريب والدمار، كما وجه رسالة شكر للقوات المسلحة ووزير الداخلية واللواء أبوبكر عبدالكريم مساعد الوزير للإعلام والعلاقات العامة، واللواء طارق المراكبي واللواء أيمن حلمي مدير الإعلام بوزارة الداخلية، واللواء مليجي فتوح مدير أمن الشرقية.

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى