أنا اتأخونت..!

204

 

نفسى ألاقى موضوع يتكتب مفيهوش مرسى والإخوان والمرشد والشاطر وقنديل والنهضة والسلفيين والثورة والمؤامرة والبلطجية والفلول والاقتصاد المنهار والبلد اللى راح فى ستين ألف داهية. نفسى أكتب عن حاجة مختلفة.. أقرأ حاجة مختلفة.. أعمل حاجة مختلفة. كل حاجة فى البلد اتأخونت.. أنا نفسى قربت اتأخون.

الإخوان أصبحوا كالسرطان فى مراحله المتأخرة. لم يؤخنوا مؤسسات البلد وقواعده الراسخة فقط.. بل أخونوا أدمغة المصريين وقلوبهم.. هذا هو خطرهم الحقيقى. استنفدوا كل رصيدنا من مشاعر الكراهية، وما من خط نمده الآن على استقامته إلا وانتهى بسؤال «متى يغوروا؟». أصبحنا نخاف على أنفسنا وبلدنا وأرزاقنا وعيالنا من الإخوان.. لا لأنهم أقوياء كما يدعون، بل لأنهم سرطان، كلما استأصلناهم ظهروا فى موضع آخر. حاصرونا من أخمص القدم إلى منبت الشعر. دخلوا غرف نومنا. سمموا هواءنا وماءنا وطعامنا. ذوبوا سوادهم فى حبر الكتابة. شككونا فى أنفسنا وفى غيرنا. كرهونا فى كل شىء.. من المشى على الكورنيش إلى الغناء لمصر. صغرونا أمام العالم، وفرجوا علينا «كل اللى يسوى واللى ما يسواش». فتحوا جروحنا وضخوا فيها دمهم الفاسد، وسرطنوا أجسامنا بخلاياهم النائمة والنشطة. شقوا الأرض عن فئران الإرهاب التى «لظلظت» وتعفنت و«طلعت لها دقون» فى مراحيض أمن الدولة، وجرأوا علينا كلاب حماس التى أطلقتها إسرائيل من سلاسلها لتنهش اليد الممدودة إلى فلسطين منذ أكثر من ستين عاماً، وطمعوا فينا دولة تافهة مثل «قطر».. عمرها من عمر نانسى عجرم، وليست لها من مواصفات «الدولة» سوى بئر نفط وبرميل على عرش واستوديو إخبارى.

لم نعد نتكلم فى شىء إلا الإخوان.

نفسى أتكلم مع صديق أو صديقة من غير ما نجيب سيرة الإخوان. نتكلم عن الحب.. عن بنت حلوة.. عن فيلم لـ«أنجلينا».. عن أغنية منير الجديدة.. عن ماتش الريال والبارسا.. عن القصيدة. كل حاجة حلوة فى حياتنا بقت «كارفة» إخوان. كل مصيبة فيها إخوان. تقول لواحد صاحبك فى التليفون: أخبارك إيه؟.. يقولك: الله يخرب بيت الإخوان. تفتح التليفزيون على قناة أفلام تلاقى إيدك رايحة بالريموت على الإخوان. تتفرج على إعلان شيبسى أو جبنة تطرش إخوان. تفتح الفيس بوك تلاقى كل الشتايم والإفيهات وقلة الأدب عن الإخوان. بتحب باسم يوسف.. عشان -بس- بيهزأ الإخوان ورئيس الإخوان وكل اللى يتشدد للإخوان. تلعب عشرة طاولة مع صاحبك تتراهنوا على سقوط الإخوان. تحلق شعرك.. يوقع إخوان. تهرش.. تخر إخوان. تخلع ضرسك تكتشف أن العصب اللى مسبب لك الألم إخوان. تحشش.. تهلوس إخوان. تجيب سيرة اللحمة الضانى.. ريقك يجرى على الإخوان. تعدى على ميدان التحرير.. تتف وتلعن الإخوان. تسأل الغلبان: إديت صوتك لمين يا دغف؟.. يقولك: «ما تفكرنيش».. ويملس على قفاه. تسأل النخبوى: إديت صوتك للإخوان ليه يا زبالة؟.. يقولك: إنت جاوبت. تسأل «الأسوانى»: قبضت كام يا برنس؟.. يبجح فى وشك ويسحبها «إسكندرانى». تضرب الثورجى على خده اليمين وتسأله: هتحلها إزاى يا برم بعد ما لبستنا فى حيط؟.. يعمل لك فيها مسيح ويديك الخد الشمال. تسألنى: إنت اتأخونت والّا إيه؟.. أقولك: احسب كام مرة قلت كلمة «إخوان» فى المقال وإنت تعرف.. وعشان ما تزعلش: الله يحرق الإخوان على اللى جابوا الإخوان على اليوم اللى شفنا فيه الإخوان.. ارتحت؟!.

الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى