الأخبار

خبير اقتصادي عالمي: «أيام سوداء» بانتظار أمريكا

 

227

 

«أيام سوداء»، هذا ما رأى الخبير الاقتصادى العالمى والحائز على جائزة نوبل فى الاقتصاد بول كروجمان أن الولايات المتحدة فى طريقها إليه عقب الإغلاق الحكومى إثر أزمة الرئيس باراك أوباما مع الحزب الجمهورى حول مشروع «أوباما كير».

 

 

وقال كروجمان فى مقال جديد بصحيفة «نيويورك تايمز» إنه لا يتوقع خيرًا قبل الموعد النهائى لرفع وزارة الخزانة لحد الديون قبل 17 أكتوبر، مضيفًا «لا أتوقع أن نعبر بسلام من موقعة 17 أكتوبر».

 

 

وتابع بقوله «نحن نجنى حاليا ثمار سياساتنا الفاشلة طوال سنوات طويلة وصراع الديوك بين الديمقراطيين والجمهوريين، الذى تحول تدريجيا إلى عدوانية عمياء فى ما بينهما».

 

 

وأشار كروجمان إلى أن قادة الحزب الجمهورى بسبب سوء تقديرهم الجذرى للوضع، وفى الوقت نفسه عدم إدراك أوباما لضرورة التنازل، أوصل البلاد إلى حافة الهاوية مجددًا.

 

 

وأردف قائلا «الأزمة أن كلا الطرفين لا يعرف كيفية التراجع، فأوباما من جهته يشعر أن التراجع بمثابة انكسار وتنازل وسيدمر مصداقيته وخيانة لقواعده الأساسية للحكم، والأمر نفسه بالنسبة إلى الجمهوريين».

 

 

وحاول كروجمان أن يتنبأ بما سماه «نهاية اللعبة» للأزمة الحالية، قائلا «أن يجعل أوباما سوق المال خارج السيطرة، أو حتى أن ينهار بصورة كلية، لن يجبر هذا الجمهوريين على رفع سقف الدين، وأستطيع أن أسمع من الآن تيد كروز وهو يقف يخطب فى الناس قائلا إن انهيار السوق هذا خطأ أوباما كلية، وفى المقابل لا يدرك أوباما أنه يقامر بانهيار اقتصاد البلاد فى معركة وصراع قوى بينه وبين الجمهوريين، دون أن يدرك أن مصير البلاد أهم من تلك الصراعات الحزبية الضيقة».

 

 

واختتم كروجمان مقاله قائلا «أعتقد أننا بحاجة لاتخاذ إجراءات استثنائية من جانب الرئيس وتنازلات قوية لحل الأزمة، وفى المقابل لا يمكن لأى إجراءات من أوباما أن تؤتى ثمارها فى ظل إظهار الجمهوريين حالة اللا مسؤولية المطلقة، لكن من المقلق حقًا أن يقوم محامو البيت الأبيض بتلفيق مبررات قانونية تسمح لأوباما بتجاهل سقف الدين، فهذا سيجعلنا نقف داعين أن يحفظنا الرب من الكوارث المحدقة بنا قريبا».

 

وفى السياق ذاته، حملت تصريحات الرئيس باراك أوباما نفس النبرة التشاؤمية، حينما قال فى حوار مع شبكة «سى إن بى سى» الأمريكية إن «على كل الماليين والاقتصاديين فى وول ستريت أن يقلقوا حاليا لأن مستقبل البلاد كله فى خطر».

 

وتابع قائلا «عندما يكون لديك تلك الحالة من الجمود وتشاهد الولايات المتحدة يمكن أن تتخلف عن سداد التزاماتها فيجب أن يعلم الجميع أننا فى ورطة حقيقية».

 

وفى تصريحات أخرى، لشبكة «إيه بى سى» الأمريكية، خلال إعداده ساندويتش بنفسه نظرًا لقلة الموظفين المساعدين فى البيت الأبيض، قال أوباما: «علينا إدراك أنه لن يكون هناك فائز فى معركة إغلاق الحكومة الحالية، فجميعنا خاسرون».

 

 

وفى المقابل، تستمر حالة الإحباط والغضب تجتاح الشارع الأمريكى إثر إغلاق الحكومة وتسريح نحو 880 ألف موظف، فعقب واقعة إطلاق النار بالقرب من الكونجرس تفاجأت قوات الأمن بإقدام مواطن على حرق نفسه أمام مبنى «الكابيتول هول».

 

 

وقال الرائد باتريك سميث إن الرجل، الذى عثر عليه وألسنة اللهب تغمره، نقل إلى المستشفى ويعانى من إصابات خطرة.

 

 

ولفت مكتب الناطق باسم شرطة متروبوليتان إلى تحقيق سوف تجريه السلطات الأمنية للتحقق إذا ما تعمد الشخص إشعال النار فى نفسه.

 

 

وقال آدم ستيفل، الذى شهد جانبًا من الحادثة، فى أثناء قيامه برياضة الركض بالمتنزه، لشبكة «سى إن إن» الأمريكية: «رأيت الرجل والنيران تغطيه، كان قد غمر نفسه بالجازولين، على ما أعتقد».

وأوضح أنه هرع، بجانب عدد آخر من الأشخاص تراوح عددهم بين 5 و6، إلى خلع قمصانهم لإطفاء النار، مشيرًا إلى مشاهدته قنينة غازولين صغيرة قرب الرجل.

ولم تتضح حتى اللحظة هوية الرجل أو إذا ما كان مشاركًا ضمن مجموعة احتجاجية. وفى محاولة لاحتواء غضب الشارع أعلن مصدران من داخل وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» لـ«سى إن إن» إنهم بصدد إصدار قرار بإعادة نحو 400 ألف من الموظفين المدنيين للوزارة، الذين حصلوا على إجازة قسرية غير مدفوعة الأجر نتيجة لإغلاق الحكومة. وقال المصدران المطلعان: «الخطة فى مراحل الإعداد الأخيرة قبيل توقيعها، لكن هذا لا يشير إلى وجود أى مؤشرات حول حل الأزمة أو تنازل أى من حزبى الكونجرس الرئيسيين بشأن خلافاتهما حول الموازنة».

 

الدستور الاصلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى