الفرقة الثانية مشاة: المجند الشافعي..العميد يسري..والقائد أبوسعده

143

 

“لم نكن نصدق أننا سنحارب، كان كل من يسمع الخبر يعتقد انه ليس حقيقة، قيل لنا ألا نخبر الجنود عن موعد العبور إلا الساعة الواحدة والنصف، وعلي الرغم من هذا، لم نصدق إلا عندما رأينا الطيران المصري يعبر في الساعة الثانية، ثم يعود بعد ذلك مخلفاً وراءه الكثير من الدخان في منطقة تمركز العدو”

هذا هو حال لسان معظم الجنود الذين ظلوا وقتاً طويلا يبحثون عن قرار الحرب ويستميتون لسماعه منذ يوم النكسة، وحال العميد “يسري عمارة”، الجندي الذي آسر أشهر جندي إسرائيلي، قائد اللواء الإسرائيلي المدرع 190 “عساف ياجور”.

العميد “يسري” ولد بمحافظة المنوفية وتخرج في الكلية الحربية ثم انضم للفرقة الثانية مشاة، وكان مكان خدمته بمنطقة صحراوية بين محافظتي الإسماعيلية والسويس، تمر بهم يومياً دورية إسرائيلية، و الأوامر الصادرة لهم واضحة بعدم إطلاق النار..

في إحدى الأيام عاد المجند “توفيق الشافعي” بعد أجازته إلى الفرقة الثانية ومعه صورة خطوبته التي عُقدت خلال الأجازة محتفلا مع أصدقائه، لكن الدورية الإسرائيلية التي عبرت بعد ذلك قامت بإطلاق النار بشكل عشوائي مما أدي لمقتل الشافعي!

كان ذلك بداية غضب الفرقة الثانية التي أرادت الانتقام فأطلقت النيران في اليوم التالي لمرور الدورية الإسرائيلية، وبعد مناقشة الأمر مع القادة تم تكوين سرية استطلاع، تمكنت من الدخول لمنطقة مرور قوات العدو ومن ثم تدمير سيارة له وأسر أول ضابط إسرائيلي، أسمه “دان ابيدان شمعون”.

عندما جاء قرار العبور، كان الجميع يحاول بذل قصارى جهده لتحقيق الحلم الذي ظل يراودهم سنيناً طويلة، ومن ضمن هؤلاء العميد “حسن ابو سعده” قائد الفرقة الثانية، الذي كان يضع خطة جديدة للتعامل مع سرب الدبابات الإسرائيلي، وهي أن يسمح لقوات العدو بالدخول إلى أرض القتال دون أن يعترض طريقها أحد، وكان هذا السرب يحتوي على ما يقرب لـ 100 دبابة على رأسهم قائد اللواء المدرع “عساف ياجوري”.

وبعد تعمق اللواء على مسافة 3 كيلومترات في ارض القتال، تفاجأوا بإطلاق النيران المصرية عليهم من ثلاث جهات، حيث تم تدمير عدد كبير من الدبابات، وأسر عدد آخر، ومن ثم قام “عساف ياجوري” بالخروج من دبابته ومعه مجموعه أخرى من جنود العدو للاختباء في إحدى الحفر الأرضية، لكن الجنود المصريين تمكنوا من إلقاء القبض عليهم..

وعلى حسب رواية العميد “يسري عمارة” فقد كان في ذلك الوقت قد أصيب على يد جندي إسرائيلي تمكن من إطلاق النار عليه وقتله، لكنه سمع بعد ذلك صوت أربعة جنود إسرائيليين قادم من إحدى الحفر الأرضية، قائلين لا تطلقوا النيران نحن أسرى، ثم القوا القبض عليهم ، واتضح  بعد ذلك أن “عساف ياجوري” كان من ضمنهم.

شارك العميد “يسري” في حرب الاستنزاف وشهد النكسة والحرب والعبور، واكتسب شهرته إثر ضبطه لقائد اللواء الإسرائيلي 190، كان واحداً ضمن الفرقة الثانية التي استشهد فيها المجند “توفيق الشافعي” ووضع قائدها “أبوسعده “خطة الإيقاع بقوات العدو التي تحدث عنها الرئيس الراحل أنور السادات في سيرته “البحث عن الذات”.

 

أخبار اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى