الأخبار

”نصف المرتب” مش كفاية

268

 

 

 

”سأتبرع بنصف راتبي وممتلكاتي من أجل مصر” هكذا قدم رئيس الجمهورية ”عبد الفتاح السيسي” مبادرة من أجل التخلص من أعباء الاقتصاد المتراكمة على البلاد، خلال كلمته في حفل تخرج الكلية الحربية، ليدلف من ورائه مجموعة من رجال الاعمال والاعلاميين والفنانين، بالتنازل عن نصف رواتبهم من أجل مصر، لتفتح المبادرة باب التساؤل حول جدوى التبرعات أمام حلول اقتصادية أخرى.

”التبرعات والمعونة فكرة حميدة لكنها تظل مرتبطة بالأزمات” يقول فياض عبد المنعم الخبير الاقتصادي ووزير المالية الأسبق، موضحا أن مبادرة رئيس الجمهورية تستلزم وجود خطط طويلة المدى من أجل الاصلاح الاقتصادي، بجانب فكرة التبرعات.

ويضيف فياض أن الدولة تلجأ لهذا النوع من الدخول والتي تشبه الاقتراض الداخلي، لكن دون أعباء مالية على مصر، حين تشتد الأزمة الاقتصادية، مثلما يحدث في الوقت الحالي إزاء الموازنة العامة، وتضخم الموازنة لأكثر من 60% من الإنفاق الداخلي، مما سبب في عجز يصل إلى 300 مليار جنيه، وصل الآن إلى 260 مليار جنيه.

ويتابع الخبير الاقتصادي إن هناك بعض الدول لجأت لمثل هذا الأسلوب، مثل الصين والهند وألمانيا، بأن يتبرع المواطنون بالبلد إلى الدولة، فالشعب الألماني تبرع للبلد عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، واشتداد الأزمة الاقتصادية وقتها، لكن ذلك كان بالتزامن مع مشاريع كبرى للبنية التحتية، تتكفل به الدولة وحدها، وبالتزامن في نفس الوقت مع مطالب التقشف من الحكومة الالمانية.

ويشير ”فياض” إلى أن الأمر يجب أن يكون بالتوازي من الدولة والأفراد معًا، ليربط الخبير الاقتصادي الأمر بضرورة وجود شفافية في إعلان إنفاق تلك التبرعات، وإنها يجب أن تخرج إما لمشاريع كبرى أو لمساعدة الفقراء والمحتاجين.

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى