موافقة عربية مشروطة على المبادرة الروسية

رحّب مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد أمس، بمشاركة الإمارات، على مستوى المندوبين الدائمين أمس بالمبادرة الروسية «بشرط معرفة تفاصيلها»، معرباً عن «الأمل في أن تؤدي إلى تحقيق إرادة الشعب السوري والحفاظ على وحدته وسيادته وفقا لمسار مؤتمر جنيف»، ودعا إلى «عدم اختزال الأزمة السورية في تداعيات استخدام الأسلحة الكيماوية».
وشاركت دولة الإمارات في الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الذي عقد أمس في مقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة السفير عاشور بوراشد.
وترأس محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية وفد الدولة المشارك في الاجتماع والذي ضم علي الشميلي سكرتير ثالث بسفارة الدولة في القاهرة.
إنجاح المبادرة
وأعرب مجلس جامعة الدول العربية في البيان الختامي، بعد جلسة مطولة امتدت إلى أربع ساعات، عن «الأمل في أن تؤدي المبادرة الروسية، بعد معرفة تفاصيلها، إلى تنفيذ الإجراءات الضرورية لإنجاحها حتى يتمكن المجتمع الدولي من تحقيق إرادة الشعب السوري والحفاظ على وحدته وسيادته وفقا لمسار مؤتمر جنيف».
وأكد «تعامله بإيجابية مع كافة المبادرات الرامية لحل الأزمة السورية»، داعيا «مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بهذا الشأن».
كما حض على «العمل على إخضاع الأسلحة الكيماوية السورية لرقابة المجتمع الدولي في إطار ضمانات ملزمة وقابلة للتحقق بحيث يتم الحصر التام والدقيق لها ووضعها بالكامل تحت إشراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتخلص منها بإشراف جهات الاختصاص التي تتبع الأمم المتحدة أو تلك المنوط بها التخلص منها».
كما جدد المجلس «التأكيد على عدم اختزال الأزمة السورية في تداعيات جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية في (الغوطة الشرقية) والتأكيد أيضا على موقف المجلس الثابت منذ بدء تعامله مع الأزمة السورية».
وذكر البيان بـ«موقف المجلس القاضي بالطلب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ قرار ملزم وإجراءات فاعلة تكفل وقف القتال في سوريا فورا والبدء في عملية سياسية تفاوضية شاملة تحقق الانتقال السياسي الفوري نحو نظام ديمقراطي وتعددي يحترم حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ويحافظ على وحدة سوريا الترابية وسيادتها واستقلالها السياسي ويستعيد وئامها المجتمعي».
وأكد البيان أيضا «ضرورة معاقبة مرتكبي جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية وغيرها من الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري وتقديمهم إلى العدالة الجنائية الدولية باعتبارها جرائم الحرب».
تطور مهم
من جهة اخرى، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أهمية المبادرة الروسية بشأن الأزمة السورية، معتبرا أنها «تشكل تطورا مهماً في مسار معالجة الأزمة». ودعا العربي، في كلمة ألقاها أمام الاجتماع، إلى «مواصلة الجهود من أجل التوصّل إلى حل سلمي للأزمة والتعامل مع المبادرة الروسية بجدية»، مؤكداً أن «الحل السلمي هو الخيار الذي تبنته الجامعة منذ بداية الأزمة».
وحض العربي مجلس الأمن على «تنفيذ بنود هذه المبادرة عبر تبني آلية جدية وفعالة لوضع الأسلحة الكيميائية تحت الإشراف الدولي»، لافتاً إلى أن «هناك ضرورة لأن تتضمن المبادرة الروسية معاقبة مرتكبي جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية والتي لا يمكن اعتبارها جريمة تسقط بالتقادم».
تطمين أردني
في الأثناء، دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مواطنيه إلى «عدم القلق والخوف من مجريات الأوضاع في سوريا»، مشيراً إلى أن المملكة «قوية وقادرة على مواجهة أية تداعيات». وقال الملك خلال زيارة قام بها إلى رئاسة الحكومة، اجتمع خلالها مع رئيس الوزراء عبدالله النسور: «أريد أن أطمئن شعبنا (الأردني) العزيز بأنه لا يوجد داعٍ للقلق والخوف، وموقفنا واضح، فنحن مع الحل السياسي الشامل (للأزمة في سوريا)». وأضاف أن الأردن «قوي وقادر على مواجهة أية تداعيات لحماية مصالحه وأمنه».
موقف مصري
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية «بهدف إنقاذ سوريا والمنطقة بأكملها من صراع ممتد زمنياً وجغرافياً». ودعا فهمي، خلال استقباله وفداً يمثِّل هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة، «جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية، إلى العمل بجديّة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة من خلال المشاركة في مؤتمر جنيف 2». وضم الوفد السوري كلا من هيثم منَّاع، وحسن عبدالعظيم، ورجاء الناصر.
كواليس
شهد مشروع البيان الختامي، حذف جملة تتعلق باستخدام الكيماوي هي «التي لا تسقط بالتقادم ولابد من معاقبة مرتكبيها» وعوّض نبيل العربي عن ذلك بتضمينها في تصريح له لوسائل الإعلام.
شهدت الجلسة انقسامًا حول مقترح السعودية بشأن سوريا، كما تزايدت حدة الانقسام خلال جلسة انعقاد لجنة الصياغة، حيث رفضت الجزائر والعراق ولبنان صيغة القرار الذي أعدته السعودية، ودعمته الإمارات وقطر والكويت.
قام مستشار السفارة الأميركية بزيارة للجامعة العربية بالتزامن مع انعقاد الاجتماع. وقبيل الاجتماع التقى نبيل العربي السفير الروسي.
البيان