الأخبار

شيخ الأزهر وصل بطائرة عسكرية

12

رصدت «المصري اليوم» كواليس حضور الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ومشاركته فى الحوار الوطنى الذى دعت إليه القوات المسلحة بحضور القوى الوطنية المختلفة، حيث أرسلت القوات المسلحة طائرة عسكرية إلى الأقصر لإحضار شيخ الأزهر، الذى غادر القاهرة يوم الأربعاء من الأسبوع الماضى قبل إلقاء الرئيس المعزول محمد مرسى كلمته التى حضرتها قيادات الدولة.

وأكدت مصادر مقربة من شيخ الأزهر لـ«المصرى اليوم» أن شيخ الأزهر كان يحرص دائما على السفر إلى الأقصر فى كل يوم يلقى فيه الرئيس المعزول كلمة أو يحضر مناسبة، وذلك لعدم الحضور أو المشاركة احتجاجا على الأوضاع السيئة التى آلت إليها أحوال الدولة فى ظل حكم الإخوان المسلمين.

وأشارت المصادر إلى أن «الإخوان» حاولوا أكثر من مرة المطالبة بعزل شيخ الأزهر من منصبه حتى يتولى المنصب قيادة إخوانية، مؤكدة أنهم استغلوا أزمة التسمم فى المدينة الجامعية للأزهر، وحشدوا آلاف الطلاب ليتظاهروا فى المشيخة وداخل الجامعة للمطالبة بإقالة شيخ الأزهر، إلا أن مكائدهم ومحاولاتهم لم تفلح وباءت جميعها بالفشل.

وكشفت المصادر أن شيخ الأزهر أكد خلال الاجتماع الذى عُقد برعاية وزير الدفاع ضرورة الانحياز لإرادة الشعب المصرى بكامله، حقناً للدماء وحماية للشعب، وخروجاً من هذا المأزق السياسى الذى وقع فيه شعب مصر، بين مؤيد للنظام ومعارض لاستمراره، وكل متمسك برأيه لا يتزحزح عنه.

وأكد شيخ الأزهر، خلال الاجتماع، أن أمام الجميع خيارين لا ثالث لهما، إما الانحياز إلى إرادة الشعب وتنفيذ مطالبه كاملة بإسقاط محمد مرسى ونظام الإخوان المسلمين، وهو ما يؤدى لحقن دماء جميع المصريين، أو عدم تنفيذ هذه الرغبات وما يتبعه من وقوع أعمال عنف واستمرار حالة الانقسام الحاد بين جميع فئات وطوائف الشعب المصرى، إلا أنه استقر فى النهاية على ضرورة الانحياز لإرادة الشعب وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، يحتكم فيها الشعب إلى صندوق انتخاب يضمن نزاهته كل من قضاة مصر ورجال القوات المسلحة وقوات الشرطة.

وأعلن شيخ الأزهر للجميع خلال الاجتماع أنه اختار أخف الضررين، قائلا: «قررت أن أنحاز لإرادة الشعب المصرى وأختار أخف الضررين، الذى يعد واجبا شرعيا تفرضه علينا الشريعة الإسلامية الغراء، وهذا الانحياز حماية لمقدرات هذا الشعب العظيم»، مضيفًا: «لن يستطيع أحد كسر إرادة الشعب المصرى الذى أثبت للجميع أنه قادر على اختيار الطريق الصحيح وتصحيح مسار ثورته».

وأكد شيخ الأزهر، فى تصريحات له الخميس، أن الأزهر الشريف لا يملُّ من تحذير المصريين كافَّة من العنف السياسى والبطش بالخصوم فى الرؤى أو المواقف السياسية، أو استباحة دمائهم، قائلا: «الدم المصرى أزكى من أن يُراق لأجل أهداف أو خطوات سياسية مهما كانت».

وأضاف «الطيب»: مَن تتلوَّث يده بدم أخيه فليس أمامه إلا نار جهنَّم خالدًا فيها، كما قال الله سبحانه وهو أصدق القائلين: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا»، مستطرداً: «على كلِّ مَن تُسوِّل له نفسُه أن يُشارك فى إراقة الدِّماء أيًّا كان موقعه أن يتذكَّر قول الرسول، صلَّى الله عليه وسلَّم: «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه».

وقال: «أناشد الجميع إعلاء العقلَ والدِّين والوطن والرحم والإنسانية، حُكَّامًا ومحكومين، وأن تواجهوا مَشاكِلَكم وتحلُّوا أزماتكم بالعقل والحكمة، ورعاية الحقوق الشرعية والإنسانية، واعتبار الدم الوطنى خطًّا أحمر لا يتجاوزه ولا يقتحمه وطنى مخلص يبغى الخير لوطنه فى الحاضر والمستقبل، وسيأتى يومٌ على مَن يُشارك فى ذلك بأى صورةٍ من الصُّوَر يندم فيه فلا ينفعه الندم، ولا يجد حجَّةً يجيب بها ربَّه عزَّ وجلَّ».

وأكد شيخ الأزهر فى تصريحاته أن مصر أقوى من أى فصيل سياسى، وأنها ستظل دائما يدا واحدة، وأن المسلمين والمسيحيين سيظلون نسيجا واحدا لأنها لم تعرف أبدا على مدى التاريخ الحروب والنزاعات الأهلية والطائفية، وإنما كانت دائمًا بلد الأمن والأمان مصداقاً لقول المولى عز وجل: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى