إسرائيل 2013 أقوى اقتصاديا أضعف اجتماعيا

58

 

 

احتفلت إسرائيل أمس بالذكرى الخامسة والستين لتأسيسها على أنقاض فلسطين, لكن أضواء الألعاب النارية لم تحجب نقاط ضعفها الداخلية, حسب بعض المثقفين الإسرائيليين.

ويرى هؤلاء المثقفون أن إسرائيل 2013، مختلفة جدا في أوضاعها الداخلية مقارنة بالماضي, فهي أقل لحمة وتكافلا وأكثر مادية وتطرفا قوميا ودينيا.

وتؤكد تقارير منظمة التعاون الدولية على تزايد الفجوة الاجتماعية بين الشرقيين والغربيين وبين العرب واليهود.

ويرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب يهودا شنهاف أن إسرائيل اليوم قوية اقتصاديا وضعيفة اجتماعيا, بسبب ازدياد الفجوات بين شرائحها المختلفة, نتيجة تبنيها نظام الليبرالية المالية وخصخصة الخدمات منذ منتصف الثمانينيات.

وردا على سؤال الجزيرة نت يوضح شنهاف -الذي يغّرد عادة خارج السرب الإسرائيلي- أن إسرائيل 2013 أكثر مادية وعسكرية وانغلاقا داخل “الغيتو” وأكثر انعزالا في العالم وأقرب للعالم الثالث وأقل مساواة.

مقدمة للفاشية
ويؤكد أن ازدياد الفوارق بين الشرقيين والغربيين أكبر, ونسبة المتهربين من الخدمة العسكرية تكاد تبلغ الـ50% مثلما أن السلوك الاستهلاكي والأنانية يتعمقان.

بالمقابل يشير شنهاف إلى أن إسرائيل تستعيد لحمتها الداخلية التي كسرت نتيجة الفوارق الاقتصادية الاجتماعية, بواسطة العسكرية والصهيونية, وهذه رؤية قصيرة النظر لأنها تمهّد لولادة الفاشية.

وتتفق الكاتبة ليلاخ وولخ مع شنهاف في رؤيته بشأن عمق التغييرات الجوهرية التي تتعرض لها إسرائيل اليوم، وتشير إلى أن الشعب أصبح بخلاف الماضي, جماعة متناقضة تسودها الأنانية.

وتذهب لحد القول -في مقال نشرته في موقع “والا” الإخباري اليوم- إن الشك قد تسلل إلى قلوب الإسرائيليين ولا رواية واحدة توحدهم، قدمهم الأولى في البلاد والأخرى خارجها.

متطرفة دينيا
ويذهب الأديب الإسرائيلي البارز حاييم غوري (85 عاما) للقول إنه ينبغي على إسرائيل القيام اليوم بحساب للنفس، معبرا عن قلقه العميق من تنامي التطرف الديني فيها ومن تحّول الصراع مع الفلسطينيين إلى صراع ديني.

رون بن يشاي “المخاطر الداخلية أقل من التحديات الخارجية” (الجزيرة)

كما حذر غوري في حديث للإذاعة العامة اليوم بمناسبة “يوم الاستقلال” من خطورة اتساع الفجوات والكراهية بين المتدينين والعلمانيين.

ويواصل غوري “عندما أقمنا دولة كنا متحدين وفقراء ونتقاسم كسرة الخبز والبيضة واليوم يقض مضاجعي أن الإسرائيليين منقسمون لدرجة أنهم يستصعبون الاتفاق حول الخروج لحرب أو لسلام”.

وترى صحيفة هآرتس في افتتاحيتها اليوم أن إسرائيل قصة نجاح للصهيونية, لكن عدة مشاكل داخلية وخارجية تهّدد بإفشالها وعلى رأسها المشروع الاستيطاني.

لكن المشاكل الداخلية لا تقل أهمية بنظرها فتعرب الصحيفة عن خشيتها من تراجع الديمقراطية في إسرائيل ومن أن تتحكم ديانة ظلامية فيها مثل اليهودية الأصولية المعادية للمرأة والعلم والعمل والخدمة العسكرية.

الربيع العربي
وعلى غرار توصيات (مؤتمر هرتزليا) الأمني الثالث عشر بالشهر الماضي تعتبر صحيفة هآرتس أن عدم تسوية الصراع مع الفلسطينيين وضعف اللحمة الداخلية, أخطر من قنبلة إيران, وتبعد أغلبية يهود العالم عن إسرائيل, وتدفع الشباب والمتعلمين للهجرة.

يشار إلى أن مؤتمر هرتزليا قد اعتبر تفشي الفساد واتساع الفجوات الاجتماعية وضعف التكافل خطرا داخليا كبيرا.

ونبهت هآرتس إلى أن أفعال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تناقض أقواله وتستفز الشعوب العربية في فترة يقظتها الراهنة.

وهذا ما عبّر عنه وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون الذي يولي بطبيعة الحال أهمية أكبر للتحديات الخارجية التي تجعل من تدمير إسرائيل عملية آخذة بالتبلور.

وشدد يعلون على خطورة مشروع إيران النووي, وعلى عملية التغيير غير المسبوقة في الجوار العربي. بالمقابل أمن يعلون على قوة إسرائيل اليوم عسكريا, وهذا ما أكده المعلق للشؤون العسكرية رون بن يشاي الذي يعتبر إسرائيل ما زالت قصة نجاح رغم كل الإخفاقات.

وأضاف بن يشاي للجزيرة نت أن قوة الردع الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين تراجعت, لكنه أشار إلى استمرار قوة معنوياتها وإنجازاتها في مجال الأمن القومي.

وتابع “إسرائيل ستكون أقوى مما هي عليه اليوم, لو أنجبت قادة سياسيين يركزون أقل على “الأنا” وأكثر مسؤولية ورسالة”.

الجزيره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى