الأخبار

4 أخطاء يقر بها الرئيس الأسبق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية في حرب 6 أكتوبر

111

 

لا تزال حقائق حرب أكتوبر 1973 غير مكتملة، بل وتثير الكثير من الجدل داخل إسرائيل. وفى روايات اثنين من كبار القادة الإسرائيليين وقت الحرب يعترفان بأن تحصينات الجيش الإسرائيلى شرق قناة السويس لم تكن كافية، وأن عدم استدعاء جنود الاحتياط بالكامل أحدث خللا كبيرا، وذلك على عكس ما هو سائد من أن الجيش الإسرائيلى أعلن التعبئة العامة، وفقا لما نقلته صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس.

جاء ذلك فى ندوة عقدتها الصحيفة فى معهد دراسات الأمن القومى بتل أبيب، بمناسبة الذكرى السنوية الأربعين لحرب أكتوبر، بمشاركة «إيلى زعيرا»، رئيس المخابرات العسكرية أيام الحرب، «وزافى زامير» رئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) آنذاك.

وفى الندوة، أقر «زعيرا» بارتكاب إسرائيل عددا من الأخطاء الجسيمة، ما تسبب فى هزيمتها، قائلا إن الخطأ الاول هو أن القيادة العسكرية لم تدرك جيدا مشكلة المصريين الكبرى، وهى العار»، مضيفا: «لم ينس المصريون ما حدث لهم من انكسار على أيدى 2.5 مليون يهودى قادمين من كافة الدول الأوروبية، وهزيمة سلاحهم الجوى، تحديدا فى حرب الأيام الستة عام 1967.. لو أدركنا هذه النقطة جيدا، لفهمنا سعيهم الدؤوب وحاجتهم الماسة إلى تحقيق نصر على إسرائيل، حتى ولو كان صغيرا».

ومضى «زعيرا» قائلا إن «الخطأ الثانى هو تمسكنا بالاعتقاد الإسرائيلى الراسخ آنذاك، والمتمثل فى عدم قدرة المصريين على مهاجمة إسرائيل، وهو أمر ندمت عليه شخصيا لعدم فهمى الجيد للأمور المهنية العسكرية للجانب المصرى».

وتابع: «كان علينا عدم السماح باستمرار الوضع كما كان عليه قبل بدء الحرب، فهناك ما يزيد على 100 الف جندى مصرى على الضفة الغربية لقناة السويس، فيما لا يوجد سوى 1000 جندى من القوات الإسرائيلية على الجانب الآخر، إضافة إلى اننا لم نستدع كل قوات الاحتياط الإسرائيلية فى مثل هذه الأوقات العصيبة»، وهذا هو الخطأ الثالث.

ومع احتدام النقاش حول حقيقة استدعاء جنود الاحتياط، واعتبار عدد من الحضور أنه تم بالفعل استدعاؤهم، حسب الصحيفة، أضاف «زعيرا»: «لم أكن راضيا عن تحصينات القوات الإسرائيلية على طول قناة السويس، وتحدثت فى هذا الأمر مع رئيس الأركان قائلا: (ليس هناك سوى 300 متر تفصلنا عن القوات المصرية فى الجانب الآخر)، ليرد عليه رئيس الأركان: (لدينا معلومات أكيدة بأن القوات المصرية ليس لديها أى نية لعبور قناة السويس، وحال عزمهم العبور أؤكد لك أنهم سيواجهون طوفان الموت)».

أما رابع الأخطاء، فهو خطأ شخصى كشف عنه «زعيرا»، وهو نسيانه تدوين ملاحظته الشهيرة (ماذا لو)، والتى دائما ما تطرح عليه مئات الأسئلة والملاحظات، قائلا: «تحركت بعكس ما كنت اعتدت فعله فى حياتى، فكنت دائما أحمل فى جعبتى مفكرة اكتب فيها كلمتين شهيرتين (ماذا لو)، هاتان الكلمتان دائما ما يتبعهما مئات الملاحظات، فالخطأ فى هذا التوقيت اننى لم أطرح أسئلة فى الأمور التى اعتدت التشكيك فى حدوثها».

أما رئيس الموساد الأسبق، زافى زامير، فقال إن «مؤشرات اندلاع الحرب ظهرت بداياتها قبل يوم 6 أكتوبر، وذلك تقريبا فى شهرى فبراير ومارس من عام 1973، حيث بدأنا نتلقى معلومات شفهية بشأن بدء الهجوم واندلاع الحرب، إضافة معلومات مؤرشفة ومؤرخة بنوايا للرئيس المصرى الراحل أنور السادات لشن عملية عسكرية فى أوائل مارس أو إبريل من ذلك العام، وذلك بعد نشره مجموعة من القوات على الشاطئ الغربى للقناة، وهو نهج سوفييتى معروف فى الحروب».

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى