الأخبار

أمريكا لن تغامر بقطع المعونة عن مصر

 

 

48

«تعليق جزء من المعونة ورقة ضغط على مصر لتنفيذ سياسات أمريكا»، هذا ما رآه خبراء عسكريون تعليقا على إقدام الحكومة الأمريكية ورئيسها باراك أوباما على تعليق المعونة الأمريكية لمصر، فى خطوة تدريجية لقطع المعونة بشكل تام.

 

الخبير العسكرى اللواء نبيل فؤاد، قال إن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية من اقتطاع جزء من المعونة الأمريكية لمصر، ما هو إلا رسالة موجهة للضغط على مصر للاستجابة إلى المطالب الأمريكية، مضيفا أن ما تم اقتطاعه لن يؤثر بشكل كبير على الجيش المصرى.

 

فؤاد أشار إلى أن قطع المعونة بشكل تام سيؤدى إلى حدوث حالة من الارتباك فى تسليح الجيش المصرى، ولكنه ليس بسبب حجم المعونة الذى يقدر بـ1.3 مليار دولار، ولكن تأثيرها سيكون بسبب قدرتها التكنولوجية الهائلة التى تصعب على مصر تعويضها.

 

فؤاد أوضح أن المشكلة ستكمن فى قطع الإمدادات الخاصة بقطع غيار الطائرات والدبابات والصواريخ التى يتم استيرادها من أمريكا، منوها أن جميع قطع الغيار يتم استيرادها من أمريكا ولن تستطيع أى دولة أخرى إمدادنا بقطع الغيار التى يقتصر وجودها لدى الجيش الأمريكى فقط.

 

وحول إمكانية سلاح المهندسين التابع للقوات المسلحة بتعويض قطع الغيار، قال الخبير العسكرى إن سلاح المهندسين المصريين يستطيع أن يصنع بعض قطع الغيار المحدودة فى التكنولوجيا، ولكن تعويضها بشكل كامل صعب، بسبب التطور التكنولوجى الهائل للسلاح الأمريكى.

 

فؤاد أشار إلى أن تنوع مصادر السلاح ضرورة لا بد من أن تقدم مصر عليها، بحيث تقتنى أسلحة متطورة من دول مختلفة مثل روسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا، لافتا إلى أن هذه الدول ستعطينا أحدث الأسلحة التى قد تفوق الأسلحة الأمريكية، وأن تعاملها معنا سيكون مختلفا عن أمريكا، بمعنى أنها ستعطينا احتياجاتنا العسكرية مقابل المال لا كمعونة مثل أمريكا، متسائلا هل الاقتصاد المصرى يسمح بتنوع مصادر السلاح واقتناء الأسلحة بمليارات الدولار؟ مؤكدا أن هذا هو الحل أمام الدولة المصرية من أجل التحرر من الضغوط الخارجية، بحيث تصبح مصر قادرة على اتخاذ القرار دون الرضوخ إلى تأثيرات خارجية.

 

اللواء حسام سويلم أكد أن ما تم إعلانه ما هو إلا محاولات تهويش، مضيفا أن أمريكا لا تستطيع بأى شكل من الأشكال أن تقطع المعونات العسكرية عن مصر، وأن الكونجرس الأمريكى أعلن صراحة أن قطع المعونة العسكرية عن مصر سيؤدى إلى فقد أمريكا آخر ورقة للضغط على مصر، وبالتالى ستصبح مصر خارج السيطرة الأمريكية مما يهدد الأمن القومى الأمريكى فى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وتهديد مصالح إسرائيل بشكل خاص.

 

سويلم أضاف لـ«التحرير» أن أمريكا تحدثت فى السابق عن قطع المعونة، ثم عادت وأمدت مصر بمبلغ 564 مليون دولار، مشددا على أن الخاسر الأكبر هو أمريكا لا مصر، لسبب بسيط للغاية وهو أن قطع المعونة سيفتح أفقا جديدة أمام القيادة المصرية لتنوع مصادر السلاح من دول كروسيا والصين، لافتا إلى أن أمريكا لن تكون بهذا الغباء السياسى للوقوع فى فخ قطع العلاقات مع مصر.

 

الخبير العسكرى اللواء محيى نوح أوضح أنه إذا كانت أمريكا ستستخدم المعونة كورقة للضغط على مصر للضغط عليها، فلا بد من المبادرة برفض المعونة بشكل نهائى قبل أن تقطعها أمريكا، لافتا إلى أنه من العار أن تستمر أمريكا بالتلويح لمصر بقطع المعونة أو تعليقها، مشيرا إلى ضرورة النظر فى التعامل مع أمريكا بمنظور ثورى حتى تلزم أمريكا حدودها.

 

نوح أوضح أن أمريكا لن تستطيع أن تقطع العلاقات مع مصر، لأن مصر بالنسبة لها «رمانة الميزان» بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن قرار قطع المعونة سيحدث حالة من الاختلاف الحاد فى الوسط السياسى الأمريكى.

 

وأشار نوح إلى ضرورة أن يتم التنوع فى مصادر السلاح المصرى من عدد من الدول المتقدمة، وأن لا يقتصر تسليحنا على أمريكا فقط، حتى لا يتأثر تسليح الجيش المصرى عند حدوث أى احتقان سياسى

 

الدستور الاصلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى