البابا الذى لا يريده الإسلاميون

جرجس فكري
تباينت آراء بعض قيادات الأحزاب الإسلامية، حول شخصية وأداء البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقس، فى المائة يوم الأولى من توليه منصبه، واتفقت على نقدها للكنيسة لتعاونها من جبهة الإنقاذ والليبراليين.
وقال الدكتور جمال حشمت، عضو مجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة، إن فترة الـ100 يوم التى أمضاها البابا تواضروس الثانى، منذ توليه أمور الكنيسة، تكشف عن شخصية، «صدامية» إلى حد ما، مؤكدا أن ذلك «تجلى فى بعض قرارته، مثل الانسحاب من الجمعية التأسيسية للدستور ومقاطعة الحوار الوطنى».
وتعجب حشمت، من تعاون الكنيسة والأقباط مع التيار الليبرالى، مؤكدا أن الكنيسة والإسلاميين، يشتركان فى تدينهما، وهما صمام أمان للوطن، وكلاهما يحمل مسئولية وفى مواقع تنفيذية على عكس التيار الليبرالى».
وأوضح حشمت، أن خوف الاقباط من الإخوان بسبب السلفيين والجهاديين، لكن أغلب من ينتخب حزب الحرية والعدالة أقباط، مشيرا إلى أن هدف الاخوان هو خروج الأقباط من العزلة لكن البابا الجديد والكنيسة لا يعملان على ذلك من خلال المشاركة فى العمل الوطنى.
وأكد شعبان عبدالعليم، عضو الهيئة العليا لحزب النور، أن فترة جلوس البابا تواضروس ليست كافية للحكم عليه، وقال: «اعتقد أنه ليس صداميا، لكن غضب التيار السلفى بسبب انسحاب الكنيسة، من الجمعية التأسيسية واعتراضها على المادة 219 الخاصة بالشريعة الإسلامية».
وقال عبدالعليم: «البابا شنودة يتميز عن البابا الجديد بخبرته وثقافته الواسعة، لكن تواضروس يطور من مواقفه السياسية، كما أنه مشغول ببناء وإعادة هيكلة الكنيسة من الداخل أكثر من السياسة».
وأوضح محمود عامر، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، «أن الكنيسة والبابا الجديد، بجانب بعض القوى السياسية راهنوا على سقوط النظام»، مؤكدا أن «البابا يتعاون مع جبهة الإنقاذ ووقف فى صفوف المعارضة».
وأكمل عامر: «البابا الجديد من البداية اهتم بالسياسة وانحاز لجبهة الإنقاذ، ولكن بمرور الأيام، عدل من مواقفه، وانحاز إلى الشرعية واهتم بالجوانب الروحية».
وأكد علاء أبوالنصر أمين عام حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، أنه كان يأمل أن تحمل تصريحات البابا الحكمة، ولا يتطرق إلى خلافات دينية، وطالبه أن يتبع مبدأ الكنيسة «دع مال قيصر لقيصر»، موضحا أنه ما كان على الكنيسة، اتخاذ موقف سياسى والحشد لها».
وتعجب أبوالنصر من تصريحات البابا تواضروس التى، وصفها بـ«افتقادها للحكمة»، مثل اتهامه للدستور، «بأنه ضد المواطنة» بالرغم من أن الدستور يحتوى على نص خاص بالمواطنة من خلال المادة 33 فى الدستور، بالإضافة لتصريحات خطيرة للبابا ضد الشريعة والمادة 219»، وتمنى أبوالنصر، أن يدعم البابا الوحدة الوطنية، ناشد الشباب المسيحى بالتعقل والسعى إلى وحدة الأمة.