محلل امريكي: مرسي لا يهتم بتطبيق الديمقراطية في مصر

خلال ما يسمى بـ«الربيع العربي» أصرت إدارة أوباما على أن تخاطر بالولايات المتحدة حينما تحالفت مع الطغاة العلمانيين مثل الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأوضحت الأحداث الأخيرة أن الجانب الخطأ من الحرية موجود بالشرق الأوسط، وبفضل احتضان فريق أوباما للإخوان المسلمون وصلنا لما نحن عليه الآن؛ كان هذا ما استهل به الكاتب الأمريكي الشهير فرانك جافني -مؤسس ورئيس المركز الأمريكي للدراسات الأمنية- في مقال له بصحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية.
وقال جافني: «توسط مرسي في وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمنظمة الإرهابية حماس، ولكن بعيدا عما يمثل مساهمة حقيقية للسلام، تعد هذه الهدنة نجاح للإسلاميين، لأن هذه الهدنة عرقلت إسرائيل عن شن عمليات برية تهدف إلى تنظيف معاقل الإرهابيين ومخابئ الأسلحة والبنية التحتية في غزة، بالإضافة إلى امتناع إسرائيل من استهداف قيادات حماس جوا».
وأضاف قائلا: يساعد وقف إطلاق النار الجهاديين على إعادة تسليح أنفسهم واستعدادها للجولة المقبلة من الهجمات الإسرائيلية، وتلك المكانة التي منحتها إدارة أوباما للرئيس المصري تجاهلت واقع هام وهو أن الإخوان المسلمون يشترون وقتا إضافيا لتحقيق ما يسميه السوفيت بـ «علاقات أكثر إيجابية مع القوات»، وحالما تتم المهمة، ستتخلى السفينة الأم مصر ومؤسساتها في غزة عن الهدنة الأخيرة وتعيد تجديد جهودها طويلة المدى لـ «دفع اليهود في البحر».
أوضح جافني أن التأييد الواسع الذي حصل عليه مرسي ربما شجعه على إحداث تغيير سياسي شامل، وأن هذه التغييرات تشير إلى عدم اهتمام الرئيس المصري بتطبيق الديمقراطية الليبرالية داخل البلاد واهتمامه أكثر بالسلام الدائم مع إسرائيل، وتزامن الإطاحة بمبارك مع دعم الإدارة الأمريكية الفوري وسيطرة مرسي على مقاليد الحكم في مصر وجعل الشريعة قانون الأرض.
يرى جافني، وعلى حد قوله أنه لم تكن نية المصريون استبدال الطاغية العلماني بآخر إسلامي، وأن الوقت لا يزال مبكرا لمعرفة ما إذا كانت المعارضة المصرية -التي بدأت تتجمع تحت راية جبهة الخلاص الوطني- قادرة على أن تمثل تحديا حقيقيا أمام جماعة الإخوان المسلمون والسلفيين، ولكنه يعود برأي آخر ويقول «حسنا، مع قليل من الحظ، سيقومون بهذا، بدءا من المظاهرات العامة الكبيرة هذا الأسبوع التي يمكنها أن تجبر الإسلاميين على التراجع عن جهودهم الرامية لإصدار أوامر مستقبل مصر».
يختتم الكاتب الأمريكي مقاله متسائلا «إلى أي مدى سيساهم الأفراد الذين لهم علاقة بالإخوان المسلمون ويعملون في خدمة الإدارة الأمريكية في هذه النتائج العكسية الواضحة لسياسات الأمن القومي؟».
التحرير