الأخبار

فى مجلس العموم البريطانى!

 

238

 

فى المبنى العتيق لمجلس العموم البريطانى داخل سراى ويستمنستر، الذى يعود تاريخه إلى منتصف القرن الـ19، اجتمع وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية الذى يزور لندن الآن بعدد من نواب حزب المحافظين المعارض والأعضاء فيما يسمى مجلس المحافظين للشرق الأوسط CHEC، كان اللقاء بقاعة بيل المسماة على اسم رئيس الوزراء البريطانى فى أواسط القرن الـ19 سير روبرت بيل peel، وقد استعرضنا خلاله للحضور الذين قارب عددهم الـ200 عضو تفاصيل الوضع الحالى فى مصر، متخطين مسألة توصيف ما حدث فى أعقاب 30 يونيو، وما إن كان انقلاباً عسكرياً أم لا، وقلت دعونا من هذه القضية فنحن فى مصر نعتز بأن الجيش تدخل لتنفيذ إرادة الجماهير فى إسقاط حكومة الإخوان.

وقلت إن القضية الآن فى مصر هى عملية إعادة البناء، فمصر تبنى ديمقراطيتها عن طريق وضع الأساس السليم من نظام ديمقراطى جديد، وهو الدستور الذى سيليه الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، فأين أنتم من ذلك؟ هذه هى القضية: هل تقفون مع الشعب المصرى الذى يسعى لبناء نظام ديمقراطى سليم، أم أنكم تعارضونه وتحاولون أن تفرضوا عليه النظام الاستبدادى الذى أسقطه؟ فردت البارونة كاتموز، رئيسة المجلس، وهى عضو بمجلس اللوردات: نحن ليس لنا أن نفرض أى حكم على الشعب المصرى، كل ما نرجوه هو ألا ترتكبوا نفس خطأ الإخوان فتستبعدوا بعض الفصائل السياسية، فلا تجىء ديمقراطيتكم مكتملة الأركان.

قلت: إننا لم نستبعد أحداً، فالكل مدعو للمشاركة فى إعادة البناء، إلا من هم متهمون بأفعال أضرت المصلحة العامة ويعاقب عليها القانون، لكن الواقع أن الفصيل الذى تتحدثون عنه هو الذى يرفض العمل السياسى ويفضل عليه استخدام العنف ضد الشعب والسلطة، وقلت: لقد عرض على ثمانية من الأحزاب الدينية أن تتقدم بمرشحيها للجنة الدستور لكنها رفضت جميعاً فيما عدا حزب النور السلفى، وهو الآن ممثل فى لجنة الـ50 ونحن نقبله ونتعامل مع ممثليه أسوة بجميع الأعضاء، وقد نختلف معه فى بعض المواقف داخل اللجنة، لكننا لا نقصيه مادام أنه قبل قواعد العمل السياسى، ولم يفضل عليها ممارسة العنف.

وسألنى أحد الأعضاء: لقد تدخل الجيش فى إسقاط النظام السابق بناء على رغبة الجماهير، كما قلت، فهل فى كل مرة ترغب الجماهير فى التغيير ستكون مهمة الجيش التدخل لتحقيق تلك الرغبة؟ قلت: إن ما دفع الجيش للتدخل هو أن كل السبل الديمقراطية فى التغيير كانت قد سُدت فى وجه الشعب مما شكل وضعاً استثنائياً، فالرئيس مرسى كان قد رفض الإجراء الديمقراطى الذى طالب به الشعب وهو الانتخابات المبكرة، فى الوقت الذى لم يكن هناك مجلس للشعب ينوب عن الجماهير فى سحب الثقة من الرئيس أو عزله، لذلك خرج الشعب بنفسه يعلن عن رغبته فى التغيير ويمارس حقه الطبيعى فى اختيار من يحكمه.

وقلت: ورداً على سؤالك فإن الطريقة الوحيدة لتفادى تكرار هذا الوضع الاستثنائى هو ما نقوم به الآن من بناء نظام ديمقراطى سليم يسمح بالتعبير عن رأى الجماهير، ويضمن لها أن تختار حكامها بالطريقة الديمقراطية السليمة، وهو ما لا نرى منكم التأييد الواجب له.

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى