
في سبق جديد لمفتي الجمهورية، نشرت وكالة الأنباء العالمية “رويترز”، مقالاً مطولاً باللغة الإنجليزية لفضيلة الأستاذ الدكتور “علي جمعة” -مفتي الجمهورية- تحدث فيه عن التحديات الكبيرة، التي تواجهها مصر بعد مرور سنتين على الثورة المصرية، وكيفية مواجهتها، كما عرض فضيلته للتطور الذي حدث في المؤسسة الدينية في مصر، وقدم كذلك كشف حساب عن فترة توليه منصب الإفتاء، وحجم التطور الذي شهدته دار الإفتاء المصرية، خلال السنوات العشر الماضية.
فيما يخص التحديات الكبيرة، التي تواجهها مصر حاليًا، أكد مفتي الجمهورية، أنه في ظل التحديات الكبرى التي تحيط بنا، فقد آن الأوان أن نصطف جميعًا صفًا واحدًا، من أجل مصر قوية مستقرة، وشدد المفتي أن الخلافات ستستمر بين كافة الأطياف السياسية، كنتيجة طبيعية للديمقراطية التي نشهدها، وطالب الجميع بإعلاء مصلحة البلاد والعباد.
وأوضح مفتي الجمهورية -في مقاله الذي نشرته وكالة رويترز العالمية- أن الاستقرار السياسي، وتحقيق الأمن، من شأنه أن يعود على البلاد بنمو اقتصادي، وتنمية شاملة في شتى القطاعات.
وفيما يتعلق بالمؤسسة الدينية الإسلامية، أكد مفتي الجمهورية، أن الفترة الماضية شهدت تعزيزًا لدور الأزهر الوطني، في المشهد المصري بقيادة الإمام الأكبر، وأصبح الأزهر مظلة تجمع كافة الأطياف، تحت رايته الواسعة.
وأشار فضيلته، أن من أبرز النتائج المحورية لمرحلة ما بعد الثورة، هو استعادة هيئة كبار العلماء ككيان مكتمل الأركان، له لائحته الداخلية المنظمة لأعماله، مما سيمكنها من توسيع دورها ليس فقط في مصر وحدها بل في العالم كافة، مضيفًا أن جميع أعضاء هيئة كبار العلماء، وعلى رأسهم الإمام الأكبر، عازمون على تحويل الهيئة إلى مؤسسة ذات ثقل عالمي.
وكشف مفتي الجمهورية، أن الأزهر اتخذ خطوات ملموسة لإطلاق قناة فضائية تتحدث بلسان الدين الحنيف، وتنشر الرسالة الحقيقية للإسلام وتضبط إيقاع الخطاب الديني الذي يواجه شيئاً من الانفلات.
وأكد فضيلة المفتي، أن مشيخة الطرق الصوفية ركن مهم من أركان المؤسسة الدينية في مصر بحكم التاريخ، والواقع وسوف يكتمل دورها المحوري في الحياة الدينية بمصر، عن قريب من خلال منظومة من التطوير تعكف قياداتها على تفعيلها الآن.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن عملية انتخاب مفتي الديار المصرية التي تمت من خلال هيئة كبار العلماء بطريقة مهنية نزيهة، تعد بحق علامة فارقة فى تاريخ المؤسسة الدينية.
ووجه الدكتور “علي جمعة”، رسالة عبر مقاله في رويترز، هنأ فيها فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي عبد الكريم علام مفتي الجمهورية الجديد، بمناسبة توليه المنصب خلفًا له، وقال: “أود أن أغتنم هذه الفرصة لتهنئة أخي الأستاذ الدكتور شوقي عبد الكريم مفتي مصر المقبل، وأتمنى له كل التوفيق، والنجاح في أداء هذا الدور المهم والأساسي في الحياة اليومية والدينية لتوجيه الملايين، وإرشادهم إلى صحيح الدين في مصر والعالم”، وأضاف فضيلته أنه لديه ثقة كبيرة أن المفتي الجديد سوف يستمر في قيادة هذه المؤسسة المهمة إلى آفاق أكبر من أي وقت مضى.
وفي نهاية مقاله، قدم فضيلته كشف حساب لفترة توليه منصب مفتي الديار المصرية، التي استمرت عشر سنوات، أكد فيها فضيلته أن دار الإفتاء لم يقتصر دورها على إصدار الفتاوى فحسب، بل أصبحت مؤسسة متعددة الأنشطة تعمل في الأبحاث والتواصل والتدريب والتعليم، والتنسيق مع المنظمات العالمية من أجل نشر رسالة السلام والوئام والرحمة.
وأضاف فضيلته: “إننا بفضل الله استطعنا تحويل دار الإفتاء، إلى مؤسسة مستقلة لها نظام إداري مستقل، ولائحة داخلية وهيكل تنظيمي وميزانية خاصة تتيح لها العمل في سيولة واستقلال، وكان آخر حلقات هذا الاستقلال هو انتخاب المفتي عن طريق هيئة كبار العلماء”.
وقال مفتي الجمهورية: “لقد تحولت دار الإفتاء في فترة منصبي، من مجرد كينونة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بشخص المفتي، إلى مؤسسة حديثة تضم بين جدرانها مجلس أمانة الفتوى، كنظام داخلي وهيكل تنظيمي وإداري، وسيرورات عمل تتيح التواصل مع طالبي الفتوى في العالم بتسع لغات”.
واختتم، أن هذه المجهودات لم ولن تذهب سدى فعلى مدار السنوات القليلة الماضية حصلت دار الإفتاء على العديد من الأوسمة والجوائز المرموقة وكان آخرها اعتراف الأمم المتحدة بأن دار الإفتاء المصرية، من أكثر المؤسسات الدينية، تأثيرًا في العالم.
مؤكدًا، أن هذا التطور الهائل الذي شهدته الدار، تم تنفيذه من خلال النظرة الثاقبة للظروف المتغيرة التي يشهدها المجتمع الحديث في مصر، وكذلك المكانة الخاصة لمصر في العالم الإسلامي على نطاق أوسع.
الدستور
زر الذهاب إلى الأعلى