
قال د. هشام قنديل إن مصرع ١٩ مصرياً وإصابة ما يزيد على مائة إنسان لا يستدعى استقالته، بل اتبع السياسة العامة فى مصر الآن وجدد الثقة فى رئيس هيئة السكك الحديدية -كما فعل اتحاد الكرة مع «برادلى» بعد هزيمة المنتخب بسباعية- أما الرئيس محمد مرسى، فقد طالب بتوفير أقصى درجات الرعاية الطبية للمصابين فى مستشفيات لا يتوفر فيها القطن والشاش والدم! وبمعاقبة المسئولين أياً كانت مناصبهم، فتم حبس سائق القطار بعد تجديد الثقة فى رئيس الهيئة!!
لم يتأخر السيد محافظ الجيزة فسارع بإعلان تسعيرة روح المواطن المصرى التى تصعد إلى بارئها بخمسة آلاف جنيه!!
ما هذا العبث والترهل والانهيار فى مؤسسات الدولة، التى استكانت إلى نظرية تبيح القتل اليومى للمصريين بكل برود، وهى مسئولية النظام السابق القابع فى السجون، فقرروا أن يتركوا البلد ينهار والناس تموت مجاناً وبأرخص الأثمان، ونسمع نفس تبريرات النظام السابق ونفس طريقة الأداء. استمعوا لتصريحات د. حسن البرنس، أمس، وهو يتحدث عن مصرع ١٦ -حتى ظهر أمس- بأن هناك ٧ قرارات إزالة لم ينفذها السكان، هل سمعتم نفس التبريرات من قبل، بنفس اللهجة والأداء الكريه، لم يتغير شىء فى بر مصر.
لماذا يموت الفقراء فى بلادنا، ويسجن بسببهم الفقراء أيضاً؟ فى حادث أسيوط كما فى حادث البدرشين، المدان عامل «تحويلة» جاهل يعمل بلا أى إمكانات، أو سائق قطار غلبان يعمل فى أسوأ ظروف، أما السادة الكبار فهم أهل للثقة، لا يدانون، ولا يساءلون، مع أنهم أصحاب الجرم الأكبر!!
ماذا اتخذ السيد رئيس الوزراء من قرارات بعد حادث أسيوط، هل اعتمد ميزانية فورية لصيانة القضبان وتجديد الماكينات والعربات؟ هل استبعد القطارات المتهالكة، أم خشى من الزحام فترك الشعب فى مواجهة الموت؟ وماذا قدم له الوزير الجديد من خطط وماذا فعل بها؟
الشعب يموت يومياً والمسئولون يتحركون ببطء وبلادة ونحن نقاوم اليأس بملعقة صغيرة تتحطم فى مواجهة أعاصير نظام وحكومات ضعيفة وفاشلة وعاجزة أدمنت التبرير والنوم فى أحضان أفكار النظام القديم الذى سقط بمثل هذه الجرائم.
الحزن أصبح ضيفاً مقيماً فى بيوت المصريين، والفرح فى وجداننا كالأساطير نسمع عنه ولا نراه أو نحسه، وكاد رصيد الصبر ينفد، ولم تعد لنا إلا رحمة الله.
الوطن
زر الذهاب إلى الأعلى