الأخبار

يدعو من قطر لإشعال الحرب الأهلية في مصر

29

 

 

 

أكد معهد واشنطن الأمريكي لدراسات الشرق الأدنى، أن الشيخ يوسف القرضاوي أشعل حربا طائفية جديدة بين الدول الإسلامية السنية وبعضها البعض، بعد أن اتخذ من قطر قاعدة لإطلاق الفتاوى المتطرفة التي تؤجج العنف بين المسلمين.
وأكد “ديفيد شينكر” مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، أن القرضاوي أصبح رمزا لإشعال الصراع الديني في العالم الإسلامي، بعد أن ظل لسنوات يقدم نفسه على أنه رمز للوسطية، لكنه انكشف مؤخرا بعد أن أقحم نفسه والدين في الصراعات السياسية بالمنطقة وأبرزها ما يجري في سوريا حيث دعا لقتال الشيعة وفي مصر دعا لقتال الجيش والمسلمين السنة الآخرين الرافضين لعودة الإخوان للحكم.
وأصبح القرضاوي مثيرا للجدل بشدة، خاصة بعد فتواه الأخيرة منها تأييده للعمليات والتفجيرات الإرهابية، وإباحته ضرب الزوج لزوجته (إذا كان خفيفا) بالإضافة إلى اتهامه الشيعة بالكفر والزندقة وأنهم أشد كفرا من “اليهود”، فضلا عن أنه أصبح منظر أيديولوجي لتنظيم الإخوان المسلمين ومفتى خاصة بالجماعة.
وأشار شينكر إلى أن تصريحات القرضاوي أصبحت استفزازية ومسببة للانشقاق على نحو غير معهود، وقبل بضعة أسابيع، استقال نائبه في “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، رجل الدين الموريتاني عبد الله بن بيه، من منصبه بسبب خلافات حول مصر وسوريا ففي مصر كان موقف القرضاوي مختلفا، حيث دعا إلى قتال الجيش المصري علنا وقتل المصريين على الرغم من أنهم مسلمون سنة، وادعى غضب الله على مصر وأنه سيحل على المصريين غضب الله بعد عزل مرسي.
وكانت الطامة الكبرى عندما أصدر فتوى طالب فيها المسلمين في العالم بالتوجه للقتال والاستشهاد في مصر، وقال القرضاوي “سوف يسألك الله في يوم الحساب إن كنت قد شاهدت هذه المجازر البشرية”.
وفي 14 أغسطس ظهر القرضاوي على قناة “الجزيرة” القطرية عقب فض اعتصام تنظيم الإخوان في القاهرة، للتحريض على الحرب الأهلية ودعوة المصريين للاقتتال، وناشد المصريين بحماسة قائلاً “انزلوا إلى الشوارع” وواجهوا الجيش، ووصف ذلك بأنه “فرض عين على كل مسلم مصري قادر ومؤمن بأن يترك منزله”.
وفي وقت لاحق من ذلك الشهر هاجم القرضاوي – من على قناة “الجزيرة” وعبر بيان “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” – مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة لإصداره فتوى تدعم الإطاحة بمرسي.
وبالنسبة لجمعة، عكست مشاركة الملايين من المتظاهرين المناهضين لمرسي تفويضاً شعبياً من أجل التغيير. ومع ذلك، فبالنسبة للقرضاوي، كان جمعة بمثابة “متحدث باسم الجيش”، و “عبداً للشرطة والمسئولين في السلطة”، ومتعهد الفتاوى “الشاذة”.
وفي خطوة أبعد من ذلك، وصف القرضاوي أيضاً أنصار ما أسماه -بالانقلاب- الجيش والمصريين بأنهم “خوارج”، حتى أنه لقب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بأنه خائن “سيعاقبه الله في الدنيا قبل الآخرة”، وحذر من أن هؤلاء “السيسي ورئيس الجمهورية المؤقت ووزير الداخلية”هم “قتلة سيقتلهم الله”.
ورداً على ذلك، قال جمعة من على شاشة التليفزيون المصري ان “القرضاوي رجل عجوز ويعاني من مرض فقد الذاكرة”. وبالمثل، فإن بعض زملاء جمعة في جامعة “الأزهر” – المؤسسة الدينية البارزة في مصر – انتقدوا القرضاوي لزرعه الفتنة بين المسلمين، وعزوا سوء تقديره إلى “الخرف”.
كما اختلف بعض الإسلاميين المصريين الآخرين مع تدخل القرضاوي في الشئون السياسية الداخلية. على سبيل المثال، وصفه رئيس “حزب مصر” ذا الميول الإسلامية، بأنه “خائن”، وطالب بإلغاء جنسيته. وأعلن مسئول “حركة الجهاد الإسلامي” المصرية نبيل نعيم أن فتاوى القرضاوي كانت “في خدمة أمريكا وإسرائيل”.
وحتى إن نجل القرضاوي عبد الرحمن يوسف انتقد موقف والده. ففي رسالة إلى صحيفة “اليوم السابع” اليومية المصرية، كتب يقول إن مرسي عُزل من السلطة لأنه حكم بطريقة غير ديمقراطية وخالف قسمه الرئاسي. وتساءل “بأي التزام لله تطلب منا أن نتركه في السلطة”؟ وأضاف أن فتاوى القتال التي أصدرها والده قد “أحرجته” و “أحزنته”.
وفي سوريا كان القرضاوي لسنوات من أهم الداعمين للنظام السوري وحزب الله الشيعي اللبناني، وكان يعتبرهم رمز المقاومة الإسلامية ضد إسرائيل والآن أصبح الشيعة كفارا، بل ودعا القرضاوي من على منبر الجمعة في قطر أمريكا لضرب سوريا مثلما فعلت في ليبيا.
صدي البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى