الأخبار

مؤرخ السويس يروي بطولات الأقباط في نصر أكتوبر

 

 

9

 

قدم شعب المدينة الباسلة، عدد كبير من الفدائيين؛ لمواجهة احتلال العدو الصهيوني، ولم تفرق السويس، كسائر مدن المحروسة بين مسلم ومسيحي، فالجميع شارك في ملحمة أكتوبر المجيدة، لتظل رمزًا للمقاومة الشعبية على مر التاريخ.

ويروي حسين العشى، مؤرخ السويس، ذكريات بعض البطولات التي قدمها الفدائيين الأقباط، في العيد القومي للمحافظة، بعد أن اكتمل نصر أكتوبر.

فمن الأقباط الفدائيين الذين شاركوا بالحرب اللواء باقي زكي يوسف، رئيس فرع المركبات الجيش الثالث الميداني، وصاحب فكرة استخدام ضغط المياه لتشكيل ثغرة في خط برليف في سبتمبر 1969، والتي تم تنفيذها بالفعل في حرب أكتوبر 1973، حتى تم تسجيل الفكرة باسمة.

في السادس من أكتوبر انطلق القائد “باقي زكي” في ساعة الصفر مع جنوده، وفتحوا 73 ثغرة في خط برليف، في زمن قياسي لا يتعدى الـ3 ساعات تقريبًا، مما سهل دخول المدرعات المحملة بالجنود المصريين والدبابات، ضمن الموجات الأولى لاقتحام سيناء، وعبور الجيش المصري لخط القناة إلى الضفة الشرقية، وبهذا العمل ساعد في تحقيق النصر السريع، وحقق عنصر السرعة والمفاجأة، وقدرت كميات الرمال والأتربة التي تم إزالتها بمقدار 2000 متر مكعب.

سبق قرار انتداب اللواء في مشروع السد العالي في شهر مايو 1969، مشاركته في الحرب، وتعينه رئيسًا لفرع المركبات برتبة مقدم في الفرقة 19 مشاة الميكانيكية، وبتلك الفترة استطاع أن يكتسب خبرة عمليات تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال بأسوان.

وبعد فكرة تحطيم خط برليف، قررت الدولة تكريمه وترقيته إلى رتبة لواء، ومنحه نوط الجمهورية من الدرجة الأولى؛ تقديرًا لبطولاته بحرب أكتوبر.

أما اللواء صليب منير بشارة، وهو أحد أبطال معارك أكتوبر، فكان رئيسًا لهيئة البحوث العسكرية خلال الفترة مايو 1971 وحتى موعد الحرب، وتحت قيادته نشرت الهيئة العديد من البحوث العسكرية لمخططي العبور يوم 6 أكتوبر، والتي كانت مرجعًا استراتجيًا له، وشكلت النشرات كافة التفصيلات للعملية الهجومية لاقتحام قناة السويس.

ويقول العشى: في مقدمة النشرات جاءت النشرة رقم (41) عن عبور، واقتحام الموانع المائية، فقد مرت الحرب بـ6 مراحل، هي:رفع درجة الاستعداد والتحضير، الاستيلاء على رؤوس الكباري والتمسك بها، وقفة للتمويه لمعارك الدبابات في مرحلة التطوير، معارك الثغرة، تطوير معارك الثغرة.

وأصدرت هيئة البحوث العسكرية نشراتها عن المعارك الرئيسية، بناءً على هذا التقسيم..

معركة الاستيلاء على رؤوس الكباري والتمسك بها، ومعارك الدبابات أثناء مرحلة التطوير، ومعارك فتح العدو للثغرة غرب قناة السويس، ومنطقة “الدفرسوار” بالإسماعيلية، خلال مشوار البطل اللواء أركان حرب صليب منير بشارة بالقوات المسلحة (1938-1974).

وحصل بعدها على العديد من الميداليات والأنواط العسكرية، منها: ميدالية فلسطين بالأمر العسكري، وميدالية ذكرى محمد علي، وميدالية التحرير، وميدالية الخدمة الطويلة، والقدوة الحسنة من الطبقة الأولى عام 1962، ونوط الجلاء، ونوط الاستقلال، ونوط النصر، ونوط التدريب من الطبقة الأولى عام 1971.

وفي عام 1979 حصل على نوط الجمهورية العسكرية من الطبقة الأولى في الثلاثين من شهر مارس عام 1974، صدر القرار الجمهوري بتعيين البطل اللواء أركان حرب صليب منير بشارة، عضوًا بمجلس الشعب في 15 أكتوبر عام 1983.

وفي الوقت الذي كانت فيه الطائرة، هي العمود الفقري لقوات الجوية المصرية، كان الطيار أركان حرب مدحت لبيب، مقاتلًا في تشكيل مكون من 4 طائرات ميج 21، وكانت مهمتهم اعتراض وتدمر طائرات العدو الإسرائيلي، والحراسة المباشرة جنبًا إلى جنب مع طائرات السوخوي، والذي كان تكليفها ضرب مطار المليز، وتدمير أي طائرة تعترض السوخوي من تأدية المهام.

ودون اتصال سلكي، اقتلعت طائرات السوخوي، وورائها طائرات الميج 21، في الساعة الثانية إلا عشرة ظهر 6 أكتوبر، عبرت القناة، وفي الثانية بعد الظهر، تم تدمير المطار دون مقاومة من العدو.

وبعد خسارة العزيمة لإسرائيل، قامت بمطاردة الطائرات بالقنابل، ومن هنا جاءت المهمة الأساسية لقاعدة المنصورة الجوية، والتي تنتمي بدايةً من سماء بورسعيد وحتى الإسماعيلية، وقد ظهر العبء الشديد على قاعدة المنصورة الجوية لأن مدخل العدو كان من بورسعيد وحتى السويس، وخلال اللحظة اشتبكت الطائرات مع طائرات العدو 3 اشتباكات، وهي:

الأول كان مع طائرات ميراج- 3، وإجبارها على إلقاء قنابلها في الصحراء دون تنفيذ مهمتها.

والثاني كان للتشكيل الذي كان من ضمنه، حيث دخل في معركة جوية مع 4 طائرات سكاي هوك، وتمكن أحدهم في التشكيل من إسقاط طائرة منها، لكنه استشهد بعد ذلك بعدة أيام.

والثالث كان يوم 11 أكتوبر 73، قام فيه تشيكل رباعي من طائرات الميج 21 بالتوجه نحو 4 طائرات فانتوم للعدو، وتم الاشتباك معهم، سقطت إحداها.

لتكون حصيلة العمليات التي اشترك فيها اللواء أركان حرب مدحت لبيب، 50 طلعة جوية، منها طلعة الضربة الأولي، و3 اشتباكات، وإسقاط طائرة فانتوم للعدو، كما حصل على العديد من الدرجات العلمية والأوسمة والأنواط والنياشين.

وعن الفريق عزيز غالي، قائد فرقة (18)، التي استطاعت أن تحرر مدينة “القنطرة شرق”، بتدمير أقوى حصون خط برليف المدرع الإسرائيلي، وكان بتلك الفترة برتبة عميد، حيث قام بتأمين منطقة شرق القناة من القنطرة وحتى بورسعيد، لمواجهة العدو الإسرائيلي، وفي 12 ديسمبر 1973 تم تعينه قائدًا للجيش الثاني الميداني، وتم منحه رتبة “لواء”، كما ساهم في تدمير قوات العدو بثغرة “الدفرسوار” بالإسماعيلية.

كذلك اللواء فكري بباوي الذي أصيب بإصابات بالغة أثناء مشاركته بحرب أكتوبر المجيدة، وحاول بعض أصدقائه ومنهم “محمد مصيلحي، زكريا عامر” إنقاذه من الموت، وقاموا بحمله لمسافة كبيرة حتى يجدوا ستارًا يحتموا فيه، ثم نقلوه إلى موقع الإسعاف لتلقي العلاج اللازم.

ليكون هؤلاء رمزًا للفداء والمقاومة، في عيد المقاومة، وغيرهم ممن لم يثمنوا أرواحهم إلا فداءً للوطن.
البدسل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى