السرقة بالإكراه تجتاح مدينة أكتوبر

126644_660_3390402_opt

 

بندقية آلية، مطواة، «موس»، فرد خرطوش، أسلحة.. 3 أشخاص فى العقد الرابع من عمرهم يقفون فى وصلة دهشور بمنطقة ثان أكتوبر يسرقون المارة بالإكراه، الميعاد قبل أذان الفجر بنصف الساعة، يهمس الشخص فى أذن صديقه «يالا عشان نجيب فلوس أصل إحنا عايزين نشترى برشام وناكل».

هذا الحوار يتكرر بين كل التشكيلات العصابية التى ترتكب وقائع السرقات بالإكراه. المتهمون يحدّدون التوقيت والمكان الذى ينفذون فيه تلك الوقائع، هكذا قال المقدم فوزى عامر رئيس مباحث ثان أكتوبر عن وقائع السرقات بالإكراه.

المقدم عامر يتحدث لـ«الوطن»، عن وقائع السرقات بالإكراه وانتشارها، وكيفية التعامل معها، والدوافع وراء ارتكابها، وعن هدوء المتهمين أثناء مناقشتهم لتلك الوقائع، وكأنهم لم يرتكبوا أى جريمة، وأن هذا هو «الطريق الأسهل للحصول على المال أو هذا حال البلاد».. يقصد الانفلات الأمنى الذى ساد البلاد عقب ثورة 25 يناير، وعن إلقاء القبض على 28 متهماً كوّنوا 6 تشكيلات عصابية للسرقة بالإكراه خلال الـ6 أشهر الماضية.

يضيف رئيس مباحث ثان أكتوبر، حول طريقة المتهمين فى السرقة والتفكير فيها، قائلاً: «بعد ثورة يناير، وهروب عدد من الخطرين من السجون، بعضهم كوّن تشكيلات عصابية للسرقة بالإكراه، مستغلين حالة الانفلات الأمنى التى سادت البلاد، واعتمدت تلك التشكيلات على الأسلحة الآلية وورش تصنيع السلاح الخرطوش الذى انتشر بكثافة.

ويتابع: «معظم التشكيلات صبية تتراوح أعمارهم بين 18 و19 سنة، يقودهم مسجل خطر هارب من السجون، ويكون حاملاً البندقية الآلية لتهديد الضحية، ويكون دوره أيضاً البحث عن أطفال الشوارع لتجنيدهم للعمل معه، ويكلَّف كل منهم بحمل فرد خرطوش أو مطواة أو سكين، ويجرى الاتفاق على مواعيد تنفيذ تلك الجرائم والأماكن قبل التنفيذ.

ويستكمل: «يتفق معظم المتهمين على تنفيذ جرائمهم فى المناطق النائية والمهجورة، ثم يجبرون الضحية على الوقوف بسيارته وتهديده والاستيلاء على متعلقاته الشخصية والأموال الموجودة معه، وإذا كان التشكيل كبيراً وكله مسجلون خطر، فإنهم يستولون على السيارة ويقومون بمساومة صاحبها على دفع مبلغ مالى مقابل إعادتها مرة أخرى.

ويضيف المقدم عامر: «معظم البلاغات التى نخطر بها من قبل الضحايا تكون إما قبل صلاة الفجر أو بعدها بوقت قصير، لأن المتهمين يتربّصون بأى شخص يقود سيارة أو يسير على قدميه أو حتى سيارة ميكروباص، وسرقة مستقليها بالإكراه.

ويفرق عن الوقائع التى تحدث بالمصادفة والأخرى التى يتم فيها مراقبة الضحية لفترة زمنية ويقول: أما عن وقائع السرقات بالإكراه التى تحدث بالمصادفة، فتكون فى أماكن نائية أو جبلية مثل طريق «دهشور – الفيوم»، الذى تكرّرت عليه حوادث السرقات بالإكراه كثيراً، أما عن الوقائع التى تتم بعد مراقبة المتهمين للضحية، فتكون عقب خروجه من بنك أو من شركة صرافة، ويستولون عن المبلغ المالى.

وعن كيفية التعامل مع البلاغات، يقول رئيس المباحث: «نعرض صوراً لمسجلين خطر وهاربين من أحكام للمجنى عليهم عقب حضوره إلى ديوان القسم، وإذا تعرّف على أحدهم يتم عمل التحريات اللازمة وإعداد أكمنة لضبطه، وأيضاً ينتقل ضباط من القسم إلى مكان الواقعة لمناقشة أى شهود للتوصل إلى هوية المتهمين وفحص عدد من التشكيلات التى تُرتكب مثل هذه الوقائع.

ويقول «عامر»: إن جريمة السرقة بالإكراه تبدأ بسرقة مبلغ مالى وتنتهى بجريمة قتل، وروى واقعة قتل نائب مأمور تلا، قائلاً: «الواقعة كانت سرقة مبلغ مالى وانتهت بقتل المجنى عليه بـ33 طلقة من سلاح آلى»، مضيفاً: «الجناة يبرّرون ذلك بقولهم، إن المجنى عليهم يكون معهم سلاح.. يعنى نسيبهم يموتنا.. إحنا نخلص على طول.. إيه اللى يحصل يعنى، مات وخلص».

وأوضح أن آخر 6 أشهر تمكّن من ضبط 28 متهماً كوّنوا تشكيلات عصابية لسرقة المارة وقائدى السيارات بالإكراه، ويضحك قائلاً: «يعنى الواحد يمسك المتهمين، يطلع فيهم ناس مسجلة، وناس مش مسجلة وفيهم طلبة كمان.. السلاح بيخلى قلب المتهم جامد.. تلاقى العيل ماسك بندقية آلية وممكن يموّت الضحية عشان كده بيخاف وبإيديه اللى هو عايزه.. والطريقة دى بتخلى المتهم قلبه يجمد ويرتكب وقائع أخرى».

أنهى المقدم عامر كلامه قائلاً: «من فترة الحوادث كانت كل يوم 8 وقائع سرقة بالإكراه فى يوم واحد، دلوقتى 8 وقائع فى شهر، فى شهرين، عشان الشرطة بتطارد المتهمين على طول».

 

الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى