الأخبار

بين جولات ومبادرات الوزير.

 

238

قبل شهر، خرج وزير الصحة الدكتور عادل العدوي علي وسائل الإعلام، يزف المرضى ببشرى الخلاص من الإهمال داخل المستشفيات بإطلاق مبادرته “نحو مستشفيات نظيفة”، لم يلبث أن تمر أيام حتى تراكمت القمامة داخل العنابر وغرف العناية المركزة والاستقبال، ليخاطب الصابرين والمحتسبين بمبادرة جديدة تحت عنوان “من القلب للقلب” للقضاء على مرض روماتيزم القلب للأطفال.

لا أحد يلمس صدق جولات ومبادرات الوزير، قالها جابر عبدالصمد، ويرددها من هم على حاله، ممن تضطرهم أوجاعهم للتردد أسبوعيًا على مستشفيات الحكومة. جابر يقصد وحدات الغسيل الكلوي بمستشفى القصر العيني، وفي كل مرة يجد الحال يزداد سوءًا “المستشفي بقى حالها يصعب علي أي حد، المخلفات في كل مكان، والمرضى يشتركون كل اتنين على سرير”، ما رسخ لدى الرجل الأربعيني يقين أن مبادرات وزير الصحة على غرار جولاته “لا تسمن ولا تغني من جوع”.

الوضع لا يعجب حتى الأطباء أنفسهم، فمنهم من يعتبر أن الصحة في مصر تحولت من قرارات فعالة وتعليمات صارمة إلى جولات شكلية ومبادرات تطلق يوميًا أوصلت المواطنين إلى مرحلة التشبع من كثرة التصريحات الجاهزة، بحسب الدكتور تامر البوهي وكيل نقابة أطباء السويس، مضيفًا “المستشفيات أصبحت خرابة وفي تدهور مستمر، لا تقدم حتى في خدمات الطوارئ، والوزير يطلق مبادرة الروماتيزم رغم أن حلها في توفير المضاد الحيوي”.

ورغم هذا لازال هناك من يتفاءل بأن الأفضل قادم، يعتقد أن وزير الصحة لديه رؤية نافذة لحل مشكلات مترسخة في المجتمع على رأسها مرض الحمى الروماتيزمية ، الحديث للدكتور محمد أيمن رجب رئيس قطاع الصحة السابق، يقول “لو رجعنا بذاكرتنا إلى الوراء نجد أن مرض الإسهال الصيفي الذي قتل العديد من الأطفال منذ سنوات لم يحل إلا بمبادرة محاربة الجفاف، وكذلك مبادرة التطعيم ضد شلل الاطفال، فالوزير يطلق مبادرات جيدة للقضاء على مشكلات إهمال سنوات بالمستشفيات الحكومية نتيجة سلوك أفراد بالقطاع الطبي وأعمال التطوير لأنه في النهاية لا يمتلك عصا سيدنا موسى ويتحمل عبء موازنة الصحة”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى