حَاكِموا هذا الوزير

10

 

 

 

لا يجب أن يمر كلام الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم مرور الكِرام.. فما قاله خطير، ويجب التوقف عنده والبحث فيه، بل والتحقيق فيما أكده من معلومات خطيرة..

فالرجل بحكم وظيفته كوزير، تبين له أنَّ أحد كُتُب المرحلة الثانوية لهذا العام، مطبوع على غُلافِه علامة «رابعة»، فأمر بفرم وإعدام كل نسخ الكتاب التى تتجاوز نصف مليون نسخة.. والغريب أنَّ الوزير قد اكتشف أنَّ علامة «رابعة» هذه قد تم نشرها على غُلاف الكتاب من قبل اعتصام «رابعة»، ولا علاقة لها بالاعتصام، لأنها علامة ماسونية ــ كما يؤكِد الوزير ــ تُعَبِّر عن أهداف ومعان للماسونيين، والاخوان جهزوها من قبل  ثورة 30 يونية، إلَّا أنها انتشرت بعد الاعتصام..
وليس هذا كل شىء، فالوزير قد أمر بإعدام كل نُسَخ كتاب التربية القومية للصف الثالث الثانوى، وكتاب الفلسفة وعلم النفس للصف الأول الثانوى، التى تصل إلى حوالى مليون نسخة، بعد أنْ تبيَّنَ للوزير أنَّ هذه الكُتُب بها تعليمات وتعاليم لجماعة الاخوان لايصح أنْ يتم تدريسها بالمدارس..    هذا هو كلام الوزير الذى لا يُحاسَب عما جاء بالكتابين اللذين أشار إليهما، لأنه شَغَل منصبه الوزارى فى 16 يوليو الماضى، بعد إعداد الكُتب المدرسية وطباعتها.. لكن المسئول عما جاء بالكتابين، والمطلوب مُساءلته عن هذا الفعل المشين، وعما تم فى عهده من تدمير للتعليم، وحصر دوره فى الدعوة لجماعة الاخوان وأهدافها ومصالحها، هو الوزير السابق الدكتور ابراهيم غنيم.. هذا الوزير الذى أدار أهم الوزارات كما لو كان ناظراً فى عِزبة للاخوان.. وهو ــ كناظر لهذه العِزبة ــ قد أخْوَنَ مُدرسيها وإدارييها، وحرَّفَ وزيَّف منهاجها، ونفذ تعليمات مكتب الارشاد، ولم يراعِ مصلحة الدولة، وكان همُّه مصلحة الجماعة، فالوطن لديها ولديه لا قيمة له ولابد إن كانت وزارة «الببلاوى» حكومة حقيقية بجد، فعليها فوراً واجب التحقيق فى الوقائع التى كشفها الدكتور محمود أبو النصر، وإحالة الوزير السابق الدكتور ابراهيم غنيم، للنيابة للتحقيق فيما هو منسوب إليه مِنْ إفساد للتعليم..

 

 

 

الوفد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى