كيف تتجسس أمريكا على العالم؟

33

 

 

 

 

الوثائق المسربة من قبل إدوارد سنودن تشير إلى أن الحكومة الأمريكية قامت بعمليات مراقبة شاملة في جميع أنحاء العالم – بما فيها التجسس على حلفاء الولايات المتحدة.

أدت الادعاءات إلى تعهد مجلس الشيوخ الأمريكي بمراجعة طريقة المراقبة التي تقوم بها أكبر منظمة استخبارات في الولايات – وكالة الأمن القومي  (NSA).

ولكن ما هي الأساليب المستخدمة من قبل وكالات التجسس – كما جاء في التسريبات؟

1- الوصول إلى بيانات شركة الإنترنت

 

  

في شهر يونيو كشفت الوثائق المسربة كيف تمكنت الـ NSA  من الوصول المستتر لشركات التكنولوجيا الكبرى.

أظهرت الملفات أن الوكالة تمكنت من التوصل لخوادم تسع شركات إنترنت من بينهم شركات فيسبوك وجوجل ومايكروسوفت وياهو من أجل تتبع الاتصالات عبر الإنترنت في إطار برنامج المراقبة المعروف باسم .Prism

كما ادعت أن المشروع أتاح لوكالة الأمن القومي – جنبًا إلى جنب مع جهة التصنت البريطانية (GCHQ) مقر الاتصالات الحكومية – أتاحت الوصول إلى البريد الإلكتروني وسجلات الدردشة، والبيانات المخزنة، وحركة الاتصالات الصوتية، ونقل الملفات، وبيانات الشبكات الاجتماعية.

ولكن الشركات قامت بنفي عرضهم “الوصول المباشر” للمعلومات والخادمات للوكالة. كما تساءل مختصون عن القوة الحقيقية لبرنامجPrism .

وقال بروفيسور الطب الشرعي الرقمي بيتر سومر لهيئة الإذاعة البريطانية أن هذا الوصول للمعلومات قد يكون أقرب إلى مدخل خاص من باب خلفي، مع قدرة وكالات الاستخبارات على التقاط الإرسال من الخوادم فقط لجمع المعلومات الاستخباراتية حول هدف بعينه.

ما هي البيانات التي يمكن لـ Prism أن تتوصل إليها؟

تقوم بعض من مواقع مايكروسوفت بجمع عنوان البريد الإلكتروني، والاسم، وعنوان المنزل أو العمل، أو أرقام التليفونات. بعض الخدمات تتطلب تسجيل الدخول بالبريد الإلكتروني وكلمة السر. تتلقى مايكروسوفت معلومات يتم إرسالها من قبل برامج تصفح الإنترنت على المواقع التي قام المستخدم بزيارتها مع عنوان الـ IP الخاص بالمستخدم، الموقع السابق لزيارتك، وتوقيت الزيارة. تقوم الشركة أيضًا باستخدام ملفات تعريف الارتباط أو الـ cookies لمعرفة المزيد عن معاينة الصفح.

تقوم شركة ياهو بجمع معلومات شخصية عندما يقوم المستخدم بالتسجيل لخدمات أو منتجات مثل الاسم، العنوان، تاريخ الميلاد، الرمز البريدي والمهنة. كما تسجل ياهو معلومات من جهاز الكمبيوتر الخاص بالمستخدم بما في ذلك عنوان الـ IP.

 

حتى تتمكن من التسجيل لحساب جوجل يتطلب منك إدخال معلومات شخصية مثل الاسم، البريد الإلكتروني، ورقم الهاتف. البريد الإلكتروني الخاص بجوجل – Gmail  – يقوم بتخزين البريد الإلكتروني بالأشخاص الذين تقوم بالتواصل معهم ويقوم بتجميع الردور لكل موضوع على حدة كما يتمتع بقدرة تخزين تصل إلى 10 جيجا بايت. وعندما تقوم بالبحث عن شيء ما يتم تخزين كلمات البحث، عنوان الـ IP معلومات سجل الهاتف، وملفات تعريف الارتباط التي تعرف كل حساب بشكل فريد يتم تخزينها أيضًا. ويتم جمع دردشة المحادثات أيضًا ما لم يقم المستخدم باختيار عكس ذلك.

موقع فيسبوك أيضًا يتطلب معلومات شخصية للتسجيل منها الاسم وعنوان البريد الإلكتروني، تاريخ الميلاد، والجنس. كما يقوم الموقع أيضًا بجمع كل ما تقوم بعمله على الموقع مثل حالتك الاجتماعية المسجلة على صفحتك، الصور والفيديوهات التي تقوم برفعها، تعليقات الحائط، المشاركات التي تقوم بها على صفحات أصدقائك، الرسائل والدردشات. كما يقوم الموقع بتسجيل أسماء أصدقائك وعناوينهم الإلكترونية (إذا قاموا بإضافتها). يتم أيضًا تسجيل المواقع الجغرافية للمستخدمين إذا ما قام أصدقاؤهم بإضافتها.

هذا الموقع يقدم خدمة الدردشة الفورية عبر الكتابة والصوت والفيديو. ويلزم المستخدم بإدخال معلومات الاتصال الخاصة به مثل عنوان البريد الإلكتروني. يقوم الموقع باستخدام الـ cookies لتتبع سلوك المستخدم بهدف تقديم الإعلانات المستهدفة.

الموقع ملك شركة جوجل ويقوم بتطبيق نفس الأساليب لجمع البيانات. إذا قام المستخدم بالدخول باستخدام حساب جوجل الخاص به يتم تسجيل البحث الذي قام به على يوتيوب، قوائم التشغيل والاشتراكات في حسابات المستخدمين الآخرين.

سكايب جزء من شركة مايكروسوفت وخدمته للرسائل الفورية قامت بحل محل خدمة مايكروسوفت للرسائل الفورية في هذا العام. يدخل المستخدم معلوماته الشخصية مثل الاسم واسم المستخدم والعنوان عند التسجيل. أما السن والجنس واللغة المختارة فيتم إدخالها إذا أراد المستخدم. قوائم الاتصال أيضًا يتم تسجيلها كما يتم تسجيل الموقع الجغرافي إذا دخل المستخدم من الهواتف الذكية. الرسائل الفورية والرسائل الصوتية ورسائل الفيديو يتم تسجيلهم بشكل عام من قبل سكايب لمدة تتراوح ما بين 30 و 90 يومًا، مع إمكانية الاحتفاظ بها لفترة أطول إذا أراد المستخدم.

.

المستخدمون الذين يقومون بالتسجيل في شركة أبل – الاشتراك المطلوب للتسجيل لخدمات الـ iTunes أو لتسجيل منتج جديد قاموا بشرائه – لا بد أن يدخلوا الاسم، العنوان، البريد الإلكتروني ورقم الهاتف. كما تقوم شركة أبل بتسجيل معلومات الأشخاص الذين يتصل بهم المستخدمون بما في ذلك الاسم وعنوان البريد الإلكتروني.

 

2- التصنت على كابلات الألياف البصرية

كشفت وثائق تم تسريبها في شهر يونيو من مقر الاتصالات الحكومية البريطاني (GCHQ)، والتي نشرت في صحيفة الجارديان، أن المملكة المتحدة قامت بالتصنت على كابلات الألياف البصرية التي تحمل الاتصالات العالمية،وتتبادل البيانات مع وكالة الأمن القومي الأمريكية.

تقول الوثائق إن GCHQ قادرة على الوصول إلى 200 كابل ألياف بصرية، مما يعطيها القدرة على رصد ما قد يصل إلى 600 مليون اتصال يوميًّا. وقد تم تخزين معلومات عن استخدام الإنترنت والهاتف لمدة تصل إلى 30 يومًا حتى يتم فحص وتحليل تلك المعلومات.

رفض GCHQ التعليق على الادعاءات ولكنه قال إنه يمتثل بدقة للقانون.

 

 

في شهر أكتوبر قامت الجريدة الإيطالية الأسبوعية L’Espresso بنشر ادعاءات أن GHCQ البريطانية و NSA الأمريكية استهدفوا ثلاثة كابلات تحت البحر تقع محطاتها في إيطاليا مما اعترض بيانات عسكرية وتجارية – وهي كابلات جنوب شرق آسيا، الشرق الأوسط، غرب أوروبا 3 و 4 وكابلات أوروبا وآسيا.

ثم مع نهاية شهر أكتوبر نشرت واشنطن بوست ادعاء أن NSA الأمريكية اخترقت كابلات ألياف بصرية ومعدات شبكية أخرى تربط خوادم تديرها شركة جوجل وشركة ياهو مما وفر للوكالة الأمريكية معلومات مثل من أرسل بريد إلكتروني ومتى قام بإرساله، كتابات وصور ومقاطع فيديو في عملية تمت جنبًا إلى جنب مع نظيرها البريطاني GCHQ.

3- التصنت على الهواتف  

في شهر أكتوبر، ذكرت وسائل الإعلام الألمانية أن الولايات المتحدة قد تصنتت على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأكثر من عقد من الزمان – وأن المراقبة لم تنته إلا منذ بضعة أشهر. ادعت الوثائق أيضًا أن وحدة التصنت الأمريكية كانت توجد في سفارة الولايات المتحدة بمدينة برلين – كما كانت تتم عمليات مشابهة في 80 موقعًا حول العالم.

شرح المحقق الصحفي دنكان كامبل في مدونته كيفية استخدام الأجزاء التي تخلو من النوافذ في المباني الرسمية لتصبح “نوافذ إذاعية”. هذه النوافذ الخارجية – والتي تصنع من مادة خاصة لا تقوم بتوصيل الكهرباء – تسمح بعبور موجات الراديو لتصل إلى أجهزة الاستقبال.

ووفقًا لخبراء الأمن،فإن تشفير الهواتف العادية أكثر عرضة لأن أنظمة التشويش تكون منفصلة عن البرنامج المستخدم لإنشاء الرسالة. هذا يتيح الإمكانية للمتصنت أن يضع نفسه بين برنامج صنع الرسالة ونظام التشويش في طرفي المكالمة للحصول على المعلومات قبل أو بعد تشفيرها.

التشفير من البداية إلى النهاية – والذي يستخدمه الآن العديد – يغلق هذه الفجوة من خلال إتاحة التشويش المباشر من قبل البرنامج الصانع للرسالة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من هذه النظم تدير شبكة مغلقة حتى لا تغادر الرسائل شبكتها ولا تمر عبر شبكة الإنترنت العامة ويتم فك تشفيرها فقط عندما تصل إلى المرسل إليه.

كيفية عمل أنظمة التشفير

 

فضلا عن التصنت على هاتف المستشارة، هناك عدة ادعاءات أن الوكالة الأمريكية رصدت الملايين من المكالمات الهاتفية التي أجراها المواطنون الألمان والفرنسيون جنبًا إلى جنب مع رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية لرؤساء المكسيك والبرازيل. كما ذكرت جريدة الجارديان البريطانية أن الوكالة رصدت هواتف 35 من زعماء العالم بعد الحصول على أرقامهم من قبل مسؤول حكومي أمريكي آخر.

 

4- التجسس المستهدف

نشرت مجلة دير شبيجل الألمانية ادعاءات أن الوكالة تجسست أيضًا على مكاتب الاتحاد الأوروبي في أمريكا وأوروبا. وقالت المجلة إنها اطلعت على وثائق مسربة تظهر تجسس الولايات المتحدة على شبكات الكمبيوتر الداخلية للاتحاد الأوروبي في واشنطن وفي مكتب الاتحاد الذي يضم 27 عضوًا في الأمم المتحدة في نيويورك.

تزعم الملفات أن وكالة الأمن القومي قد أجرت أيضًا عملية التصنت في مبنى في بروكسل، حيث يقع مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي، وفي شهر يوليو نشرت صحيفة الجارديان معلومات عن المزيد من الوثائق المسربة أن 38 سفارة وبعثة كانت من “الأهداف” التي تم التجسس عليها من قبل الولايات المتحدة.

من  البلاد التي تم استهدافها فرنسا إيطاليا واليونان وبعض من حلفاء الولايات المتحدة ومن بينهم اليابان وكوريا الشمالية والهند.

وقالت الصحيفة: البلدان المستهدفة شملت فرنسا وإيطاليا واليونان، وكذلك حلفاء أمريكا غير الأوروبيين مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند. كما قيل إن سفارات الاتحاد الأوروبي وبعثات في نيويورك وواشنطن كانت أيضًا تحت المراقبة.

ويقال: إن الملف احتوى على تفاصيل “غير عادية” عن أساليب التجسس تستخدم لاعتراض الرسائل.

الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى