الحكومة تدرس إلغاء الدعم: «لازم تشتروا الحاجة بتمنها»

أطلقت الحكومة، بتعليمات مباشرة من الرئاسة، خطة مُحكمة لاجتذاب العملات الأجنبية ومنع خروجها وتهريبها، مع تصاعد أزمة نقص الدولار وتوقف التحويلات، بالتزامن مع طلب معظم الموردين الأجانب الدفع «كاش» فى صفقات توريد السلع الغذائية والأدوية إلى مصر، فيما عقد وزيرا البترول والكهرباء لقاء مع عدد من المستثمرين ورجال الأعمال لبحث إمكانية رفع الدعم كاملاً عن الطاقة.
وقال البنك المركزى إنه يراقب تحويل الأموال من خلال جميع وحدات الجهاز المصرفى وشركات تحويل الأموال. وكشف مصدر مسئول بوزارة البترول عن أنها ستلجأ للتعامل بـ«اليورو» مع الموردين الأجانب إذا عجزت عن توفير الدولار لسداد المتأخرات، وقال إن هيئة البترول تبحث مع شركات الإنتاج المشتركة (المصرية- الأجنبية) توفير 500 مليون دولار شهرياً نتيجة نقص الدولار بالسوق المحلية.
وبدأت رحلة «البحث عن الدولار» لدى المصريين فى الخارج، حيث مد الدكتور طارق وفيق، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، فترة حجز أراضى مشروع «بيت الوطن» أمام المصريين بالخارج التى يسدد ثمنها بالدولار حتى 28 فبراير المقبل.
وأصدرت الرئاسة قراراً جمهورياً لمنع ظاهرة تهريب النقد الأجنبى التى تفاقمت بعد الثورة، بمنع خروج المسافرين بأكثر من 10 آلاف دولار، وتمكنت جمارك مطار القاهرة من ضبط ركاب حاولوا السفر بنقد أجنبى من عملات مختلفة خلال الشهور الثلاثة الماضية يوازى 130 مليون جنيه.
وقال الدكتور محسن عبدالعليم، رئيس الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة، إن الشركات العالمية تلزم المستوردين المحليين للمرة الأولى بدفع مشترياتهم نقداً وعدم تطبيق نظام الدفع بالآجل، وحذر من أن تعميم هذه الطلبات من الأجانب ينذر بأزمة نقص دواء قريباً. وتوقع أحمد صقر، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالإسكندرية، تراجع واردات السلع الغذائية 30% العام المقبل، ما يؤدى إلى رفع الأسعار ونشاط السوق السوداء.
وفى سياق الأزمة الاقتصادية، وتأكيداً لانفراد «الوطن» عن اتجاه الحكومة لرفع الدعم عن الطاقة والمنتجات البترولية، عقدت وزارتا البترول والكهرباء، أمس الأول، لقاء ضم المهندس أسامة كمال، وزير البترول والمهندس محمود بلبع وزير الكهرباء، فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، لمناقشة إمكانية رفع الدعم، وحضر الاجتماع عدد من أساتذة الطاقة ورؤساء الشركات ورجال الأعمال، من بينهم أحمد هيكل، رئيس مجموعة القلعة.
وكشف المهندس أسامة كمال، وزير البترول، فى كلمته عن اعتزام وزارة البترول رفع الدعم كلياً عن المنتجات البترولية (بنزين، سولار، غاز)، قائلاً: «إحنا بنفكر نشيل الدعم ونطرح مكانه بديل مقبول سعرياً، لدى المواطن، زى ما بيعمل القطاع الخاص، ولازم نعوّد المستهلك على ثقافة إن الحاجة يشتريها بتمنها».
وقال المهندس محمود بلبع، وزير الكهرباء، فى كلمته، إن قطاع الكهرباء يحتاج إلى ٣ آلاف ميجاوات سنوياً، لسد احتياجات الطاقة، باستثمارات تصل إلى ٥ مليارات دولار سنوياً.
الوطن