نقص السولار ينعش سوقه السوداء

 

 

كتب :نادر حسن

 

قال سائقو سيارات أجرة للنقل الجماعي بالقاهرة الكبرى اليوم الأحد إن أزمة السولار التي تشهدها البلاد منذ أكثر من ثلاثة أشهر أنعشت السوق السوداء لبيع المنتج، وإن لتر السولار يباع بنحو 2.5 جنيه في السوق السوداء بينما يبلغ سعره الرسمي 1.1 جنيه.

وقال وسيط رفض ذكر اسمه كونه يبيع الوقود بالسوق السوداء التي يجرمها القانون المصري إن تجارة السولار تؤمن له مكسبا جيدا فى ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد منذ ثورة 25 يناير.

وقال الوسيط لـ “أصوات مصرية” إنه يتاجر فى السولار بمشاركة مجموعه من أصدقائه.

ويعاني الاقتصاد المصري من أثر الاضطرابات التي تجتاح البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في ثورة شعبية انطلقت في يناير 2011، وتسببت الاضطرابات والانفلات الأمني في هروب الاستثمارات والسائحين.

وتواجه مصر أزمة وقود تسببت في احتجاجات وقطع طرق كان أحدثها إضراب لسائقي الميكروباصات في عدد من المحافظات صباح اليوم، وتقول الحكومة إن التهريب هو سبب الأزمة.

وقال حسن محمود -سائق- إن بعض أصحاب محطات الوقود المرخصة يبيعون السولار بأعلى من السعر الرسمي أيضا، ويبررون ذلك بأن حصص السولار المحددة من الحكومة يأتي إليهم ليوم واحد فى الأسبوع، وتتولى الحكومة استيراد وتوزيع الوقود في مصر.

وقال إن الشراء من السوق السوداء يكون أحيانا أفضل من الانتظار أكثر من ثلاث ساعات للحصول على السولار بالسعر الرسمي من محطة الوقود.

وقال سائق آخر لأصوات مصرية إنه “يستغرق أكثر من خمس ساعات كاملة يوميا من أجل الحصول على السولار” من المحطات بالسعر الرسمي، وأضاف أن بعض السائقين “يعمل ليوم ويحصل على إجازة فى اليوم التالي للحصول على السولار”.

وقال وزير البترول أسامة كمال لقناة الجزيرة في وقت سابق إن توزيع السولار المدعم سيتم عبر البطاقات الذكية خلال الفترة المقبلة لضمان وصول الدعم لمستحقيه، وإن القطاعات التي سيتاح لها شراء السولار المدعم تشمل نقل الركاب والبضائع والزراعة وصيد الأسماك.

وتقول الحكومة إنها تنوي البدء في تطبيق نظام توزيع الوقود بالطاقات الذكية مطلع يوليو المقبل، ويهدف النظام بالاساس لمحاصرة عجز الموازنة الذي يذهب معظمه لدعم الطاقة.

ويبتلع دعم الطاقة 20 بالمئة من الميزانية ويتزايد ذلك العبء مع ارتفاع تكلفة استيراد النفط بفعل تراجع قيمة الجنيه، وتتوقع الحكومة ارتفاع عجز الموازنة العامة إلى 12.3 بالمئة من الناتج الاقتصادي السنوي في عام حتى يونيو المقبل.

وقال سائق ميكروباص فضل عدم ذكر اسمه إن تجار السوق السوداء يستخدمون عربات “الكارو” للمرور بـ”جراكن” السولار وبيعها لأصحاب الميكروباصات، وأضاف “تتم تلك العملية فى ساعة متأخرة من الليل”.

وقال وزير البترول فى وقت سابق إن مكافحة التهريب مسؤولية مشتركة بين وزارتي البترول والتموين ومباحث التموين التابعة لوزارة الداخلية والمحليات.

وقال السائق إن سعر “جركن” السولار سعة 20 لترا بلغت 50 جنيها في السوق السوداء بينما يبلغ سعره الأصلي حوالي 22 جنيها.

 

اصوات مصرية