الأخبار

ما حدث للإخوان المسلمين ليس دليلا على انتهائهم

108

أوضحت مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية في إحدى تقاريرها الذي للكاتب، أن ما حدث مؤخرا لجماعة الإخوان المسلمين من عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وحبسه في مكان غير معلوم والقبض على العديد من قياداتهم والمنتميين لهم، وحظر نشاط الجماعة في مصر، لا يعد مؤشرا على انتهاء الجماعة وانكسارها، لأنها واجهت مصاعب أكثر من ذلك من قبل، واستطاعت بعدها العودة كما كانت من قبل وأقوى كثيرا.

واستطاعت الجماعة أن تتجمع وتعود مرة أخرى بعد اغتيال مؤسسها “حسن البنا” عام 1949، فعادت عام 1952 لمساعدة الظباط الأحرار لإنهاء الحكم الملكي في مصر وعزل الملك فاروق، والمرة الثانية كانت عام 1970 في ظل الحرية النسبية التي وفرها لهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد سنوات من الاعتقال والاغتيالات التي شهدها أعضاء الجماعة وقيادتها.

وأشارالتقرير أن ما حدث خلال محاكمة الرئيس السابق يوم الاثنين الماضي في أكاديمية الشرطة، كان دليلا على العنف، والعنصرية والشراسة الموجودين في سياسة الحكومة المصرية المؤقتة التي يشرف عليها الآن المجلس العسكري.

ولفت التقرير إلى أن التهمة الرئيسية التي يحاكم عليها “مرسي” بجانب تهم أخرى هي التحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية في شهر ديسمبر الماضي، بعد أن توجهت أعداد كبيرة إلى القصر احتجاجا على الاعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس السابق، ونشبت اشتباكات بينهم وبين قوات الأمن أسفرت عن قتل 10 أشخاص وإصابة 748 أخرين.

ورأى التقرير أن عدم محاكمة وزير الداخلية السابق الذي شارك مرسي وجماعته في قتل وتعذيب المتظاهرين، هو دليلا قاطعا على محاولة النظام الحاكم بقطع رأس جماعة الاخوان المسلمين، وتدميرهم تماما.

ولفت التقرير إلى أن الحكومة المصرية الآن أصبحت تتمتع بقوة ونفوذ كبيرين أكبر مما حظت به جماعة الاخوان المسلمين، مؤكدة على أن المظاهرات والاحتجاجات الفوضوية وغير المنظمة والتي اتسم أغلبها بالعنف زادت من شعبية الحكومة المصرية الجديدة، كما أنها زادت من كراهية المصريين للجماعة.

وأوضح التقرير أن جماعة الاخوان المسلمين من الممكن أن تعود كما كانت وأقوى عن طريق اتباع ثلاث خطوات، أولها أن تؤسس الجماعة مقر لها في الخارج وأن تتصل ببعضها عن طريق استخدام التكنولوجيا الرقمية، وشبكات التواصل الاجتماعي.

وأقترح التقرير أن يتولى قيادة مكتب الجماعة في الخارج قيادتها الذين هربوا إلى الخارج، مثل المرشد السابق لجماعة الاخوان المسلمين محمود حسين والذي قالت وسائل الأعلام أنه في تركيا أوقطر، أو القيادي الأخواني والمفكر جمعة أمين الموجود في لندن.

ثاني خطوة، هي أن تقوم الجماعة بإعادة بناء نفسها من الأسفل إلى الأعلي، وذلك بسبب احتجاز الرئيس السابق والعديد من قيادات جماعة الأخوان المسلمين لأجل غير مسمي، ولكن عليهم الانتظار لأن هذه الخطوات من الممكن أن تستغرق سنوات عديدة.

وثالث خطوة، هي ترشيح القيادات الصغيرة في الجماعة نفسها في مجلس الشعب كمستقلين، وبذلك يستطيعوا التهرب من الحظر الذي فرضته الحكومة على الأحزاب والأئتلافات الدينية، وأكدت المجلة أن بهذه الطريقة سيفوز شباب الجماعة بالعديد من المقاعد في المجالس.

وأكد التقرير أن هذه الخطوات هي أفضل طريقة لإعادة بناء الجماعة مرة أخرى، ولكنها ستكون بعيدة كل البعد عن أفكار قيادات الجماعة المتعطشين للسلطة، ولكن من المحتمل أن تأتي في أذهان القيادات الصغيرة وشباب الجماعة.

 

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى