الأخبار

مهنية وحياد صحف العالم «فى إجازة» مع مرسى

 

 

280

الصحف الغربية أفردت نبأ محاكمة مبارك على صفحاتها الأولى ووصفتها بـ«التاريخية».. لكن بدلة مرسى وصراخه أبرز ما لفت انتباهها!

«محاكمة مبارك لحظة فارقة لمصر».. «مبارك فى القفص.. بدء المحاكمة التاريخية للرئيس السابق».. «محاكمة مبارك صورة صارخة للسلطة الضائعة».. كانت هذه بعض من أبرز عناوين الصفحات الأولى لعدد من أهم الصحف الغربية الصادرة صباح يوم الثالث من أغسطس 2011، حيث كانت تجرى وقائع أول جلسة من جلسات محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك.

فى ذلك الوقت، تبارت صحف كـ«الواشنطن بوست» و«النيويورك تايمز» و«الجارديان» فى تقديم المحاكمة على أنها حدث تاريخى فاصل بالنسبة إلى أكبر بلد عربى، وللمنطقة بشكل عام، فأشادت «الواشنطن بوست» على سبيل المثال بالمحاكمة، وقالت إنها سوف تكون بمثابة «عبرة للحكام العرب السلطويين الآخرين الذين كان يشعرون بأنهم لا يمكن الإطاحة بهم».

كما أشارت إلى أنه باستثناء محاكمة الرئيس العراقى الراحل صدام حسين التى صاغتها الولايات المتحدة، فإنه لم يمثل أى رئيس عربى آخر فى التاريخ للمحاكمة أمام شعبه.

أما صحيفة «الجارديان» البريطانية التى تحولت بعد ثورة يونيو إلى ساحة للهجوم على ما تصفه بـ«الانقلاب» فأسهبت فى وصف محاكمة مبارك «التاريخية»، وقالت حينها إن معظم المصريين لم يكونوا يتخيلون أبدًا حدوثها، بسبب الشك بأن جنرالات المجلس العسكرى يمكن أن يتحولوا ضد قائدهم الأعلى السابق والقضاء الذى كان مواليًا له.

غير أنه مع بدء جلسات محاكمة الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى، من النادر أن تجد صحيفة واحدة من هذه الصحف، وقد نشرت خبرًا عن المحاكمة على صفحتها الأولى، وكأنما تريد أن توجه رسالة ضمنية بعدم اعترافها بهذه المحاكمة.

وبدلا من أن تقدم المحاكمة فى سياق موضوعى ومحايد، فقد تحولت هذه الصحف إلى التشكيك فى المحاكمة ذاتها ودوافعها، بل ذهبت إلى حد التشكيك فى الاتهام الرئيسى الموجه لمرسى وهو «التحريض على قتل المتظاهرين» أمام قصر الاتحادية الرئاسى، فزعمت «الجارديان» أن عدد أنصار الإخوان الذين قتلوا فى هذه الأحداث كان أكبر من عدد المعارضين.

تحولت «الجارديان»، إلى الهجوم على القيادة الجديدة فى القاهرة، والتحذير من أن مصر «ما بعد الانقلاب» عائدة إلى الحكم العسكرى. كان أهم ما ركزت عليه هو إظهار «تحدى» مرسى للمحكمة من خلال زعمه بأنه «ما زال الرئيس الشرعى» والبدلة التى ارتداها بدلا من زى السجن الرسمى.

أما مجلة «فورين بوليسى» فذهبت لحد اقتباس كلمات مرسى فى المحكمة لتجعلها عنوانًا لأحد مواضيعها «هذه ليست محكمة.. هذا انقلاب»، وسلطت فيه الضوء على ما وصفته بـ«الانقسام الشديد» فى مصر بعد عزل مرسى.

تحولت تغطيات صحف أخرى للمحاكمة، مثل «النيويورك تايمز»، إلى التركيز على ما تصفه بـ«حملة القمع المشددة» الأمنية ضد جماعة الإخوان المسلمين، وتصوير المحاكمة على أنها مؤشر على عزم الحكومة المدعومة من الجيش على القضاء الكامل على الإخوان. كان واضحًا للغاية إصرار هذه الصحف على استخدام مفردة «الانقلاب»، رغم أنها تذكر على استحياء أن الجيش تدخل لعزل مرسى، بعد خروج ملايين المصريين بصورة غير مسبوقة إلى الشوارع للمطالبة برحيله، والإشارة إلى تدهور الوضع الاقتصادى وإقصاء المعارضة السياسية وعمل كل ما يمكن لحماية مصالح جماعة الإخوان خلال حكم المعزول

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى