الأخبار

هل يبارك الرب جرائم الانقلاب؟!

114

 

 

 

في ذاكرة المسيحية لم يكن “يهوذا” هو الوحيد الذي خان المسيح –عليه السلام- فكثيرون قد خانوه, ومن الذين أحسن إليهم صاحوا قائلين “اصلبه اصلبه”, لقد باع يهوذا المسيح الذي عاش معه ثلاث سنوات يبصر معجزاته التي لم تؤثر فيه و لم تمنعه من خيانته .

وربما تكرر مشهد الصلب يوم 30 يونيو بحذافيره مرة ثانية، وحل الانقلابيين في الكنيسة محل “يهوذا”، وكما حاول المسيح –عليه السلام- تنبيه يهوذا، حاول كذلك الرئيس محمد مرسي منع الكنيسة من السقوط، وكما تجاهل يهوذا الإنذارات تجاهلتها الكنيسة، حتى وقع الانقلاب في كلتا الحالتين، وقال المسيح بكل أسف وألم } الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي { إِنْجِيلُ مَتَّى – الأصحَاحُ 26.

وبما أن التاريخ يعيد نفسه جاءت سياسة الرئيس المخلوع ” مبارك ” تجاه الأقباط مثل سياسة الرومان، ما بين شد وجذب إرضاء للقيصر الجالس على عرش البيت الأبيض، حتى أنه حينما تتأزم الأمور كان يفجر كنيسة لإحداث فتنة وقطف ثمارها، وهو ما طبقه طوال حكمه وكان آخرها كنيسة القديسين.

وعلى خلاف ذلك كان الرئيس مرسي علي النقيض من مكيافيلية مبارك، وعامل جميع المصريين باعتبارهم كيان واحد لا تفرقة بينهم، لذا عاش الأقباط في أمن طوال عام من حكمه دون حوادث تفجيرات، ودون تخصيص دبابة على باب كل كنيسة.

غير أن الكنيسة رأت أن مكاسب الانقلاب العسكري الدموي أحب إليها من الدخول في ملكوت الشرعية، وقد فضح الباحث السياسي د. معتز بالله عبد الفتاح هذا العداء الكنسي للرئيس “مرسي” كاشفاً أن 50% من الذين احتشدوا في انقلاب 30 يونيو كانوا من شعب الكنيسة.!

وكانت أولى هذه المكاسب سيارة فورد مصفحة “زيتية اللون”، أهداها قائد الانقلاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلى البابا تواضروس، بالإضافة إلى تخصيص فريق من القوات الخاصة التابعة للجيش، قوامه خمسة أشخاص بقيادة مقدم لتأمين البابا الذي انقلب على إرادة الرب، قبل أن ينقلب على إرادة الشعب.

البابا “تواضروس” الذي اشتبك مبكراً بتصريحات معادية مع الرئيس مرسي والإخوان في عدة مناسبات رغم قصر فترة توليه كرسي البابوية، وجه التحية للانقلاب على صفحته الشخصية في تويتر قائلاً : “ما أروع أن يسترد الشعب ثورته بفكر “تمرد”!، أنا أصلي من أجل جميع أهل مصر”!

اعتبرت الكنيسة بعد ذلك أنها والانقلاب مثل الزوجين وأنها تعيش معه “شهر عسل”، تدل على ذلك الاتصالات “الحميمية” بين السيسي وتواضرس التي تنتهي دائما بتلك العبارة:” كل الأمور تحت السيطرة”، وهو ما أثار البابا أكثر في دعوة السيسي إلى الترشح للرئاسة، واعدًا إياه بحصوله على أصوات الأقباط بالكامل، بشرط حصول الكنيسة على وضع استثنائي، وشطب كل ما يمت للإسلام ويحدد هوية مصر من الدستور.

وبينما يحذر الإنجيل من دعم الظالم في سفر الأمثال بهذه الآية } مُبَرِّئُ الْمُذْنِبَ وَمُذَنِّبُ الْبَرِيءَ كِلاَهُمَا مَكْرَهَةُ الرَّبِّ {، يرى القس فلوباتير جميل كاهن كنيسة العذراء وأحد أذرع البابا تواضروس، أن الكنيسة الآن تتمتع بنفوذ لم يكن يحلمون به مؤكداً:”ما أكتسبناه بعد ثورة 30 لن نسمح بالتفريط فيه وعلينا أن نتكاتف كمسيحيين على كلمة واحده كما أمرنا الرب ..!”.

كاشفاً النقاب عن أن الكنيسة أصرت أن يحدد موعد محاكمة الرئيس مرسي 4 نوفمبر، وهو اليوم الذي يوافق عيد ميلاد البابا تواضروس “ليكون العيد عيدين”، على حد تعبيره.

وبالعودة إلى ذاكرة 25 يناير 2011 نجد أن بيانات الكنيسة الرسمية كانت تحرم المشاركة في الثورة، وترفض مجرد خروج المسيحيين للشارع أيام الثورة، وبلغ الأمر أن البابا شنودة الثالث قبل موته رفض تأبين قتلى الأقباط الذين خالفوه ونزلوا للمشاركة، معتبراً إياهم مطرودين من ملكوت الرب

 

 

رصد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى