انهيار جسر الصف يكشف كارثة ري أراضي الظهير الصحراوي بمياه الصرف الصحي

نهيار جسر الصف يكشف كارثة ري أراضي الظهير الصحراوي بمياه الصرف الصحي
ما زالت حالة الطوارئ معلنة بوزارة الموارد المائية والري حتى الانتهاء من عمل الشفاطات، التي تنقل المياه التي أغرقت الأراضي الزراعية بالظهير الصحراوي والمنازل المجاورة لها بمركز الصف بمحافظة الجيزة إلى مخرات السيول، التي تم تحويل مجرى مصرف الصف إليها إلى حين الانتهاء من أعمال صيانة الجسر، الذي انهار عند الكيلو 20 فجر أمس الأربعاء.
يقول الدكتور خالد وصيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والري في تصريح خاص لـ “البديل” إن ما تم من ترميم يعد حلاًّ عاجلاً وسريعًا للمشكلة على ترعة الصف، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، كوزارة الري والزراعة والإسكان والبيئة، بجانب الشركة القابضة لمياه الشرب والقوات المسلحة وشركة المقاولين العرب.
وأشار وصيف إلى أن المشكلة تعود لأكثر من 23 سنة، وأن الحل الدائم والنهائي للمشكلة يرتكز على استخدام الترعة الجديدة والموازية للترعة القديمة، والتي تعوق استخدامها حتى الآن التعديات المنتشرة على جوانبها وفي مقدمتها المحاجر.
وأضاف وصيف أن الوزارة اتخذت إجراءات منذ حوالي شهر لطرح عملية ردم لتلك المحاجر التي تعوق استخدام الترعة الجديدة.
وأرجع علاء عابد عضو مجلس الشعب عن دائرة مركز الصف السابق ما حدث من انهيار جزء من الجسر بالصف بطول 25 مترًا إلى عدم سحب المقررات اليومية من مياه المصرف الصحي والمستخدمة في ري الأراضى؛ لأن المزارعين يقضون إجازة العيد؛ مما أدى إلى تراكم المياه خلف الجسر وهدمه، لافتًا إلى أنه تم إصلاح الجسر بشكل مؤقت بتضافر جهود القوات المسلحة ووزارة الري ومحافظة الجيزة.
وأوضح عضو مجلس الشعب السابق أن المياه التي اندفعت أتلفت ما يقرب من خمسة آلاف فدان و25 منزلاً في القرية المجاورة للزراعات؛ مما اضطر الأهالي إلى مغادرة منازلهم والانتقال إلى منازل أقاربهم، حتى يتم الانتهاء من ترميم منازلهم، والتي لم تعلن أي جهة حكومية عن تحملها نفقات الترميم، مؤكدًا أن خطورة مياه المصرف لا تقع في إتلافها للزراعات والمنازل، بل تعود إلى نوع المياه التي تجري بالمصرف، حيث إن ما يطلق عليه ترعة الصف هو في الحقيقة مصرف صرف صحي (مصرف وادي حوف) يبدأ من حلوان حتى قرية القبابات بأطفيح، مارًّا بمركز الصف بمحافظة الجيزة، مشيرًا إلى أن هذا المصرف يستقبل الصرف الصحي لجنوب القاهرة بالكامل.
وأشار عابد إلى أن مياه هذا المصرف مخصصة لزراعة 60 ألف فدان بالظهير الصحراوي لمحافظة الجيزة، وكان من المقرر أن تتم معالجة هذه المياه لتصلح للزراعة، إلا أن الدولة لم تنشئ محطة لمعالجتها بالصف؛ مما اضطر مالكي الأراضي الزراعية لاستخدام مياه الصرف الصحي دون معالجة في ري أراضيهم.
وناشد عابد الدولة سرعة إنشاء محطة لمعالجة هذه المياه؛ حتى تصبح صالحة للزراعة وسقي الحيوانات، مطالبًا بمنع زراعة هذه الأراضى بمحاصيل زراعية بعينها مثل الخضراوات والفاكهة وتحويلها إلى زراعات خشبية فقط، حتى تتم المعالجة؛ لأن هذه المياه تصيب الإنسان بأمراض خطيرة، كالسرطانات والفيروسات الكبدية.
يذكر أن ترعة الصف تعاني منذ أكثر من 23 سنة من مشكلات فنية؛ مما أدى بالوزارة إلى إنشاء ترعة بديلة موازية للترعة القديمة، وتوجهت لجنة من وزراء الري والزراعة والإسكان والبيئة إلى موقع الترعة منذ شهر، وأوصت بضرورة ردم المحاجر التي تعوق عمل الترعة، وعليه قامت الوزارة بطرح عملية الردم بين المقاولين طبقًا للقانون.
البديل