الأخبار

الفتاة التي رأت «المرأة المسعورة»

66

 

ربما لم تستطع مستحدثات القرن الحادي والعشرين بكل ما شهده من تقدم في شتي المجالات من محو أفكار المصريين وتعلقهم بالأساطير والخرافات التي لا تستطيع أن تصمد طويلاً أمام المنطق.

وكما يقال فإن “الله عرفوه بالعقل”، كذلك سوف يتمكن عقلك من إنكار ما سُمِّيَ بـ “المرأة المسعورة” وما تردد عنها من روايات طافت جموع المعمورة وانتقلت بسرعة من محافظة إلى أخرى بطريقة غلبت الخيال العلمي في تصوراته الغريبة للحياة.

فبعد أن تناقلت الروايات ظهور “المرأة المسعورة” بعدد من مراكز وقرى الأقصر ومهاجمتها للأهالي وما روي عنها بأنها أصيبت بالسعار بعد أن قام كلب بعقرها ورفضها أخذ التطعيمات خوفاً علي حياة جنينها وعقب ولادتها، أصيبت المرأة بالسعار وأكلت طفلها، وحال اكتشاف أسرتها لذلك فرت هاربة بين الزراعات والضواحي النائية.

وعلى الرغم من ذلك، لم تثبت حتى الآن حقيقة ما تردد عنها وعن قدراتها الخارقة في الجري السريع وتمكنها من التواري عن الأنظار بطريقة غريبة.

تنقلت تلك الرواية تقريباً بكافة أنحاء الجمهورية تاركة وراءها حالة من الخوف والفزع من جانب الأهالي؛ لتخوفهم من مهاجمة “المرأة المسعورة ” لهم، رغم التصريحات من جانب الأمن التي تنفي وجودها، مؤكدة ن الهدف من تناقل تلك القصة هو بث الرعب والخوف في نفوس الأهالي الآمنين.

إلا أن منطقة “نجع الخطباء” شرق محافظة الأقصر عانت مساء الخميس الرعب والخوف بعد تجدد شائعة ظهور المسعورة، ولكن تلك المرة اختلفت عما سبقها؛ نظراً لوجود شاهد عيان.

“البديل” التقت بالفتاة التي أثير حولها بأنها رأت المرأة المسعورة؛ لتحكي لنا هذه الواقعة..

أسماء إبراهيم، البالغة من العمر 20 سنة تقول إنها بعد العشاء سمعت طرقات على الباب وظنت أن الطارق إحدى صديقات شقيقاتها أو إحدى جاراتها، ودعت الطارقة إلى دخول المنزل، وذلك أثناء تواجدها إلى جوار والدتها في غرفة مجاورة من باب المنزل، وأضافت أن الطرق استمر حتى اضطررت إلى فتح الباب بنفسها.

واستطردت “عقب فتح الباب لم أرَ أمام سوى شخص متوسط الطول يرتدي جلبابًا فضفاضًا أسود اللون وعلى رأسه حجاب أسود متخذاً جزءاً منه لتغطية وجهه وإخفاء معالمه، إلا أن لون بشرته كان أسود اللون، وذلك ما استطعت ملاحظته بالنظر إلى جلد اليد، وعقب حديثي مع هذه الشخصية المفزعة، قامت بإصدار صوت غريب أصابني بالهلع، ولم أستطع التحدث والنداء على والدي أو أشقائي، إلا أنني لاحظت أن معصم يده كان يحمل ساعة رجالية فضلاً عن ارتدائه حذاءً رجاليًّا”.

وتابعت أنها بسبب تأخرها في العودة إلى أفراد أسرتها إلى داخل المنزل خرج أبوها لينادي على تلك الطارقة على الباب الذي يتضح من الوهلة الأولى أنها امرأة؛ نظراً لملابسها والحجاب الذي ترتديه، وهو ما يتنافى مع الساعة والحذاء الرجالي.

وأضافت أن أباها تعقب “المرأة المسعورة”، ولكنها تمكنت في أقل من دقيقتين من الفرار والهروب عن طريق المنازل المجاورة لبيتها والمنزل المهجور منذ فترة طويلة.

وعن سؤال أسماء عن طريقة تحديدها لهوية الشخصية التي رأتها وربطها برواية “المسعورة” أكدت أنها كانت تسمع عن المرأة المسعورة كثيراً وأن أحد الأهالي المجاورين لمنزلها كان يؤكد أنه على صلة قرابة بها، وأن أهل المرأة السمعورة دائمًا ودومًا ما يبحثون عنها، فضلاً عما سمعته من روايات تشير إلى ظهور المسعورة في منطقة السمانين ومناطق غرب الأقصر، وكذلك سماعها لذلك الصوت المخيف الذي صدر منها وأرعبها وجعلها على يقين بأنها تقف أمام المرأة المسعورة.

وبمناقشتها حول إذا ما كانت تلك الشخصية المجهولة أحد اللصوص الذي لجأ إلى أسلوب التنكر، أوضحت أن المرأة لم تغادر مكانها من أمام الباب، متسائلة: إذا كان الغرض السرقة فلماذا تطرق علىَّ الباب وتستأذن للدخول؟!

أسماء أصيبت عقب رؤيتها “المرأة المسعورة” والتي يصعب أن تكون هي نظراً لتلك التداخلات الغريبة في الرواية بالإغماء ثلاث مرات، وأصيبت بالفزع الشديد.

 

ENN

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى