الجماعة تتجاهل أحداث المنصورة

وكأن أرض مصر تحولت إلى قطعة من الجنة، لا تضج ميادينها بالمظاهرات ولا تُروى أرضها بدماء الشهداء، والشرطة لا تدهس المتظاهرين ولا تتعامل بعنف مع المحتجين، وشبابها يعيش حياة رغدة، ما إن يتخرج حتى يجد الوظيفة فى انتظاره.. كل ما سبق كان داعيا لأن تصدر جماعة الإخوان المسلمين بيانا تستنكر فيه تعامل الشرطة مع المتظاهرين فى بنجلاديش.
البيان الذى أصدره محمود غزلان، المتحدث باسم الجماعة، صدر فى نفس اليوم الذى أريقت فيه دماء الشباب فى المنصورة، وتهشمت رأس أحدهم تحت عجلات مدرعة تابعة للشرطة.. تركت الجماعة كل ما يحدث فى مصر وأدانت بشدة ما يحدث فى بنجلاديش من اعتداء الشرطة على المتظاهرين السلميين، الذين تظاهروا بعد الحكم بالإعدام على الشيخ دولار حسين سعيدى، نائب الجماعة الإسلامية هناك.
بيان الجماعة أثار حفيظة عدد كبير من النشطاء والمواطنين، خاصة أنه جاء بالتزامن مع أحداث المنصورة، التى واجهتها الجماعة وحزبها بصمت تام.
«على الأقل يجب على الحزب الحاكم أن يستنكر ما حدث فى المنصورة من قبل الشرطة بل ويتحرك إزاءه برد فعل قوى، لكن التجاهل فى مقابل اهتمام الإخوان بالوضع فى بنجلاديش، سيئ جدا».. الدكتور سمير مرقص، المفكر السياسى، يصف أداء الشرطة فى التعامل مع المتظاهرين السلميين بما كان يحدث فى عهد حبيب العادلى، مطالباً الحزب الحاكم باتخاذ ردود أفعال قوية تتناسب مع ما يحدث على أرض الواقع.
«من وجهة نظرهم الشرطة غير مخطئة فى تعاملها مع المتظاهرين، لذا لا داعى لإصدار بيان أو تقرير، فحزب الحرية والعدالة يعترض على التظاهر ضد الحاكم، لذا أى رد فعل لجهاز الشرطة، الأداة القمعية للنظام، لن يقابله أى رد فعل من قبل الحزب الحاكم. أما استنكارها لأداء الشرطة تجاه المتظاهرين فى بنجلاديش فهو جزء من سياستهم الدولية»، هكذا علق صلاح عيسى، السياسى والمؤرخ، مضيفاً أن حزب الحرية والعدالة يتبنى الرؤية الحكومية والرئاسية التى تنظر إلى المتظاهرين على أنهم بلطجية، وهى نفس الرؤية التى كان يتبناها الحزب الوطنى فى التعامل مع المتظاهرين فى أحداث 25 يناير.
الوطن