الأخبار

هل تحمي القناة شركة صهيونية؟

 

89

 

 

ما بين الإدعاءات التي نشرتها بعض وسائل الإعلام والمواقع العربية والأجنبية الموجهة، حول استعانة الجيش بشركة إسرائيلية لتأمين قناة السويس، وبين تكذيب المسئولين في القوات المسلحة، يقف الشعب المصري منقسم لجزءين، حسب الانتماء السياسي؛ فالبعض اتخذ الخبر وسيلة لمهاجمة ثورة 30 يونيو، والبعض الآخر ثقته في الإدارة السياسية بعد رحيل الإخوان جعله ينفي الخبر بمجرد تلقيه.

بدأت جريدة “البديل”، البحث والتحري لمعرفة أصل القضية الشائكة، التي أثارتها بعض القنوات والمواقع الإخبارية الموجهة، في تقرير لها عن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، يتحدث عن استعانة الحكومة المصرية بشركة تدعى “سي جال مارتيم سكيورتي” لتأمين الممر الملاحي لقناة السويس، وقد أثبت التقرير في وثائق له أن هذه الشركة لها أصول صهيونية، حيث يقود الشركة بعض ضباط البحرية الإسرائيليين، على رأسهم “إلعازر ماروم”، أحد قادة الهجوم على أسطول الحرية التركي 2011، والمشارك في الهجوم على غزة 2008، وهناك أيضًا “عامي إيلون”، رئيس الشباك السابق.

أثبت التقرير أن الشركة تعتمد على ضباط الجيش الإسرائيليين السابقين في تسويق نفسها في المنطقة العربية، وأن الأجهزة الأمنية الصهيونية دائمًا ما تستعين بعد ذلك بهولاء الضباط في بعض العمليات المخابراتية.

ونشر موقع الشركة الخاص له أن لديه عملاء في أكثر من منطقة بحرية، وأن الشركة لا يمكنها إنزال قوات مسلحة لها إلا بإذن من سلطات هذه الدولة، وجاء اسم السويس في جمهورية مصر العربية كثاني اسم في العملاء، ويأتي أيضًا ملطا، البحر الأحمر، العقبة، الإمارات، عمان، مدغشقر، هذا وأغلق موقع الشركة سريعًا في ظهر الأمس الأربعاء، عقب ساعات محدودة من نشر التقارير.

هذا، وجاء تعليق الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، لينفي كل ما أتى في التقرير، مؤكدًا أن القوات المسلحة المصرية على كفاءة عالية لحماية أراضي مصر وممراتها الملاحية، وأن هناك 7 جهات عسكرية وأمنية مصرية، هم الذين يشرفون بأنفسهم على حماية الممر الملاحي المصري، دون الاستعانة بأي عناصر أجنبية.

كما أكد اللواء أسامة عسكر، قائد الجيش الثالث الميداني، أن القوات المصرية قادرة تمامًا على تأمين وحماية قناة السويس، موضحًا أن القوات الجوية وحرس الحدود وقوات الجيش الثالث والثاني والعاملين بالهيئة “كالوحوش”، يعملون 24 ساعة من أجل تنظيم العملية التأمينية للقناة.

وقال اللواء أحمد وصفي، قائد الجيش الثاني الميداني، إن “قناة السويس مؤمنة تمامًا برًا وبحرًا وجوًا من قبل قوات الجيش، والذي يعد خير أجناد الأرض كما وصفهم الله -عز وجل- في كتابه الكريم”، موضحًا أن قوات الجيش كفيلة بحماية القناة “ولسنا في حاجة إلى الاستعانة بجهات خارجية لتأمينها”.

من جانبه، علّق خيري سليمان، خبير أمني واستراتيجي، أن قناة السويس هي شأن مصري خالص، خاضت مصر من أجلها ثلاثة حروب مع الكيان الصهيوني، وليس من الطبيعي أن يتم تسليمها للعدو بعد ذلك، كما أكد أن كافة العاملين بالقناة هم مصريين مئة بالمائة.

وأجرت “البديل” استفتاءً بين مجموعة كبيرة من أهالي مدينة السويس لمعرفة مدى تقبلهم لهذا الخبر، حيث جاءت النتائج كالآتي 65% ممن شملتهم الاستفتاء يعتبرون هذه الأخبار هي أخبار مصدرها غير معروف وغير موثوق به، ومصدره من قبل بعض وسائل الإعلام الموجهة والمواقع الإخبارية الأجنبية، لتشويه صورة ثورة 30 يونيو، وخاصة أن التقارير المعلنة تفتقد لوجود أي سند دولي أو قانوني لها.

ويرى 35% آخرين أن هذه أخبار صحيحة، والذي يؤكدها أن النظام المصري على وفاق مع الكيان الصهيوني منذ ثورة 30 يونيو، وذلك على حد زعمهم.

 

البديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى