رابعة ترفع شعار لا تراجع عن الدم

 

79

 

 

فى حلقة جديدة بمسلسل التصعيد والاستفزاز الإخوانى، والدفع تجاه مزيد من الدماء فى الشارع، ينظم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى بميدان رابعة العدوية اليوم الثلاثاء مليونية بعنوان «شهداء الانقلاب»، على أن تسبقها مجموعة من المسيرات صوب مديريات الأمن فى المحافظات، وذلك تنديدا بأحداث النصب التذكارى التى وقعت فجر السبت.

كان ما يطلق عليه التحالف الوطنى لدعم الشرعية أعلن عن حشد مؤيدى مرسى من جميع محافظات مصر لرفض ما اعتبروه ممارسات قمعية لوزارة الداخلية تجاه المتظاهرين السلميين. فى المقابل ألقت طائرات للقوات المسلحة منشورًا فجر أمس على معتصمى رابعة العدوية، تناشدهم فيه عدم استعمال العنف، وأن يكون صوتهم فقط هو المعبر عنهم، مناشدًا إياهم الابتعاد عن المنشآت العسكرية.

المنشور قال «يا أبناء الوطن الشرفاء، إن ما شاهدناه بالأمس يظهر أن هناك من يريد أن تكون الفوضى هى قانون الشارع، ولا يفزعه قتل أو عنف أو حرق ممتلكات أو مرافق أو تعطيل سبل الحياة.. إن قواتكم المسلحة تعمل جادة وجاهدة لمنع ذلك عنك وعن غيرك»، وأضاف: «نناشدك أن لا تقترب من منشأة أو وحدة عسكرية. ساعدنا للحفاظ على سلامتك ولا تجعل أحدا يدفعك غضبًا إلى العنف أو التخريب بلا داع. فصوتك يكفى»، واختتم المنشور: «ندعو الجميع للتعاون والاستجابة لتعليمات عناصر القوات المسلحة حرصًا على أمن واستقرار البلاد. فاجعل صوتك هو فقط من يعبر عنك. لا عنف.. لا تخريب.. لا لإراقة الدماء».

بينما علق الداعية صفوت حجازى على المنشور بتأكيد أنه قام بتمزيق كل البيانات التى ألقتها القوات المسلحة، وقال «لو أن عبد الفتاح السيسى أو الذى يكتب له البيانات شريف أو وطنى لكانوا نزلوا بيانا يدينون فيه أحداث مجزرة النصب التذكارى»، وأضاف فى كلمة ألقاها من أعلى منصة رابعة العدوية: كان على القوات المسلحة أن تنفى فى بيانها أنها ليست متورطة فى أحداث النصب التذكارى، مؤكدا أن المتظاهرين لم يهاجموا أو يقتحموا أى مرفق من مرافق الدولة، مشيرا إلى أننا سنظل سلميين ونحن لسنا دعاة عنف، مرددا هتافات «وفر حبرك وفر ورقك انت بتكتب أخرك أجلك.. ومش بنخاف ومستعدين لأكثر منذ ذلك».

بينما أعلنت المنصة الرئيسية عن زحف أنصار مرسى فى مسيرات حاشدة بالنعوش إلى جميع مديريات الأمن بمختلف المحافظات، التى لم تبدأ حتى مثول الجريدة للطبع للمطالبة بالقصاص لضحايا أحداث النصب التذكارى، وأشار التحالف فى بيان ألقاه رئيس حزب الفضيلة السلفى من أعلى منصة رابعة العدوية فجر أمس إلى أن التحالف وضع خطة للتصعيد الشعبى خلال هذا الأسبوع، مضيفا أنه سيتم تنظيم مليونية اليوم تجوب كل المحافظات تنديدا بالمجازر التى وقعت عقب الانقلاب العسكرى الذى وصفه بالغاشم، وسيشهد هذا الأسبوع تصعيدا شعبيا مستمرا وزحفا إلى كل الميادين.

فى حين أعلنت المنصة الرئيسية عن تشييد سرادق عزاء بشارع يوسف عباس لتلقى العزاء من الأسر ورموز الوطن الشرفاء والقوى السياسية بمختلف توجهاتها، فى ضحايا أحداث النصب التذكارى.

ومن جانبه، طالب عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة والقيادى بالتحالف الوطنى لتأييد الشرعية، المعتصمين بميدان رابعة العدوية بعدم الالتفات إلى أى تهديدات، وأن يكون لديهم حسن الظن بالله، كما طالب قيادات الجيش بأن يروا مصر على حقيقتها، وعدم الانحياز إلى جانب دون الآخر، مطالبهم بمشاهدة قناتى «الجزيرة مباشر مصر» و«القدس» وجميع القنوات التى تبث من ميدان رابعة العدوية.

من جانبه، قال أحمد عارف، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، «لن نتفاوض مع الانقلابيين ولن نخون دماء القتلى، أدعياء الديمقراطية الذين رفضوا كل النتائج التى أعلن عنها الشعب سواء فى الانتخابات أو الدستور، لأنهم يعشقون الديكتاتورية ويرفضون مكتسبات الديمقراطية ونتائجها».

على صعيد آخر، دفعت قوات الشرطة بعدد من المدرعات لتعزيز قواتها المتمركزة أسفل كوبرى 6 أكتوبر بطريق النصر، كما كثفت قوات الجيش من وجودها أمام النصب التذكارى، وسادت حالة من الهدوء صباح أمس فى رابعة العدوية، ولجأ عدد كبير من المعتصمين إلى الجلوس فى الخيام، كما وصل عدد من الأوتوبيسات القادمة من المحافظات للمشاركة فى مليونية اليوم، وكثفت اللجان التأمينية للمتظاهرين من وجودها على مداخل ومخارج الميدان والاطلاع على هويات المتظاهرين حاملين العصى والدروع الحديدية وارتدوا الخوذ، كما واصل عدد من شباب الإخوان التدريبات القتالية فى الشوارع الجانبية لميدان رابعة العدوية، وسادت حالة من الهدوء بشارع الطيران وأمام مقر الحرس الجمهورى مع غياب تام للمتظاهرين من أمام المقر ووجود عدد كبير من رجال القوات المسلحة، الجماعة -وفقا لما قاله قيادى إخوانى فى تصريحات خاصة لـ«التحرير»- تبحث عن هدف أساسى لن تعود عنه، وهو الاستمرار فى التظاهر والضغط على المجتمع الدولى من خلال إظهار القوات المسلحة والشرطة تستخدم العنف والقوة فى مواجهة المتظاهرين، حتى يتدخل المجتمع الدولى للضغط على الجيش ومن ثم يوافق على خروج جميع المعتقلين المنتمين إلى الجماعة

التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى