أمـــــل خليفة

اشتهرت في الفترة الأخيرة في بريطانيا رسالة اليكترونية بإسم ” صاروخ كروز ” فجعلت من كاتبها بطلا شعبيا . وذلك بعدما قامت إحدي بناته بنشر الرسالة كدعاية للكتاب الذي تقوم بترجمته . حيث كتب نيك كروز رسالة موجهة لابنائه الثلاثة ويبلغ عمر أكبرهم اربعين عاما.

و في هذه الرسالة يعنف كروز ويقرع أبناءه علي فشلهم في حياتهم العملية والشخصية علي حد سواء وانعكاسات هذا الفشل علي أحفاده الصغار الذين لولا وجودهم ما كتب شيئاً فيقول ” إنه لا يريد ان يسمع منهم مرة أخري إلا إذا حققوا نجاحا أو إنجازا او كانت لديهم خطة واقعية لتحقيق السعادة لأبنائهم يخبرونه بها .

ويختلف الكاتب دافيد بروكس في الهيرالد تريبيون مع كاتب هذه الرسالة ويعبر عن هذا في مقاله الصحفي فيقول هذه الكلمات قد تكون مؤثرة عاطفيا لكنها لن تحقق التغيير المنشود عمليا لأن تغيير السلوك لا يكون بمهاجمته بل بتقديم البدائل والأمثلة الجيدة علي عكسه لحث الناس واغرائهم علي التغيير . وينتقد بروكس إنسحاب الاب قائلا إن التغيير يجب ان يكون بشكل مرحلي لأن بعض الناس ليس لديهم قوة الارادة لتغيير حياتهم كلها دفعة واحدة . لذلك فإنه من الأفضل إختيار هدف صغير ووضع خطوات قياسية لتحقيقه . كما إنه من الحماقة محاولة إقناع الناس برؤية الاخطاء الظاهرة في طريقهم اعتقاداً بأن التغيير العقلاني سيؤدي إلي تغيير سلوكهم بل العكس يجب محاولة البدء بتغيير السلوك الظاهري علي أمل أن يتصرفوا علي نحو مختلف ويفكروا علي نحو مختلف وفي النهاية يجب حث الناس علي النجاح للحصول علي الاعجاب بدلا من انتقاد الاخطاء لأن الحوافز الايجابية أقوي تأثيرا .ويصل الكاتب اخيرا إلي المجال الذي يكتب فيه وهو السياسة حيث يصرخ الناس في بعضهم البعض طوال الوقت ليكونوا أفضل . مطلقين بهذا دوما النسخة السياسية من صاروخ كروز وهو نموذج قيادة وضيع .

وينصح بروكس القارئ قائلا لا تقرع سلوكا سيئا غير السياق القائم عليه . غير المحفزات السلوكية .واستبدل السلوك السيئ بآخر مختلف جيد ..كن غير مباشر وأعد التوجيه .

الاهالى