الأخبار

كيري يتحدى البيت الأبيض في السياسة الأمريكية بشأن مصر

77

 

 

 

 

ذكر موقع “ديلي بيست” الإخباري الأمريكي، اليوم الإثنين، أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، لا يتفق مع فريق إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وخاصة سوزان رايس مستشارة الأمن القومي بشأن كيفية التعامل مع مصر، إلا أنه ولسوء حظ رايس، فإن كيري هو المنفذ الفعلي للسياسة الأمريكية وأنه يفعل ذلك بطريقته.

وقال الموقع إن مستشارة الأمن القومي الأمريكي، طلبت من كيري قبل زيارته الأخيرة للقاهرة أن يدلي بتصريحات قوية في الاجتماعات الخاصة وعلنية بشأن محاكمة الرئيس المعزول من قبل الجيش محمد مرسي، إلا أن كيري قرر تجاهل توجيهات البيت الأبيض.

وذكر الموقع أن التوتر بين مستشارة الأمن القومي وكيري اتضح بجلاء للرأي العام الأسبوع الماضي عندما وضعت رايس تقييمًا انتقاديًا للحكومة المصرية وهو ما يتناقض مع تقييم كيري الذي قال إن مصر تمضي على طريق الديمقراطية.

وأشار الموقع إلى أن الخلاف العلني الآن ظل وراء الكواليس لمدة أشهر ويعكس السياسات الأمريكية الخارجية المتضاربة للغاية بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية بشأن مصر.

ونسب الموقع إلى نواب وخبراء ومسئولين داخل الإدارة قولهم إن المعارك والاضطراب الداخلي
يعرقل منهج الإدارة الأمريكية في التعامل مع مصر.

وقال مسئول في الإدارة للموقع “جون كيري لا يتفق مع سوزان رايس في نواح كبيرة من سياستنا بشأن مصر وقد اتخذ قرارا متعمدا ومدروسا بعدم الحديث عن مرسي في اجتماعاته في القاهرة، سوزان رايس لم تكن سعيدة بهذا الأمر”.

وأكد مسئولان آخران في الإدارة الخلاف بين كيري ورايس بشأن مصر وأن الخلاف بينهما بشان كيفية إدارة العلاقة الأمريكية – المصرية المتوترة للغاية، ما هو إلا دليل آخر على الكيفية التي يوجه بها البيت الأبيض سياسة أمريكا حيال مصر بطريقة تتضارب مع وجهات نظر ورغبات وزارة الخارجية والبنتاجون.

وسلط الموقع الضوء على تصريح كيري في زيارته لمصر يوم 3 نوفمبر حينما قال: ” خارطة الطريق للديمقراطية يتم تنفيذها وفق أفضل تصوراتنا ” مشيرا إلى أن كيري لم يذكر مرسي علنا ولو مرة واحدة في هذه الزيارة.

وقال الموقع إن مسئولين ومصادر قريبة من الحكومة المصرية قالوا إن كيري لم يثر قضية
محاكمة مرسي في اجتماعات خاصة عديدة مع مسئولين مصريين.

وسلط الموقع الضوء على تصريح رايس يوم 13 نوفمبر والذي قالت فيه “حاولنا ان نوضح للشعب المصري والحكومة المصرية اننا ندعمهم في طريق العودة إلى حكومة ديمقراطية منتخبة لكن الحكومة يجب أن تتسم بالشمولية عن طريق عملية يشارك فيها جميع المصريين وبدون عنف ولهذا، فإن عملية فض الاعتصامات في بعض الميادين في القاهرة ومقتل أكثر من ألف شخص، يمثل لدينا مشكلة مع هذا الأمر ولا يمكننا التظاهر بالعمل كما هو معتاد مع حكومة بغض النظر صديقة أم لا، تتخذ مثل هذا الإجراء ضد شعبها”.

وقال الموقع إنه قبل ظهور خلاف كيري ورايس بشأن مصر إلى العلن، اختلف البيت الأبيض ووزارة الخارجية وراء الكواليس بشأن سياسة الغدارة تجاه مصر وأنه خلال مراجعة للإدارة استمرت شهرا للمساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، دفعت وزارتا الخارجية والدفاع الأمريكيتان باتجاه الحفاظ على غالبية المساعدات في الوقت الذي أصر فيه البيت الأبيض على تعليق غالبية المساعدات ورهنها بمدى التقدم الذي ستحرزه الحكومة المصرية.

ونسب الموقع إلى خبير في الشؤون الأمريكية – المصرية مقرب من الإدارة الامريكية قوله: “هناك اختلافات حقيقة في المنهج الرئيسي تجاه مصر بين رايس وكيري، لم تكن المساعدات سيتم تعليقها إذا كان الأمر يتعلق بكيري وتشاك هاجل وزير الدفاع”.

وقال الموقع إن رايس التي قضت معظم حياتها العملية في التعامل مع القضايا الأفريقية، لديها تاريخ حافل بالتأكيد على حقوق الإنسان والمخاوف بشان الديمقراطية، غير أن كيري يميل إلى الدبلوماسية النفعية أو الاقتصادية والانخراط مع الأنظمة التي ربما لا تعمل بافضل سلوك لها.

وأردف الموقع يقول إن هاجل يتمتع بعلاقات وثيقة مع قادة الجيش المصري وتحدث إلى الفريق عبد الفتاح السيسي أكثر من 20 مرة منذ الإطاحة بمرسي.

وقال الموقع إن كيري اتبع نهجا بيروقراطيا عندما لجأ إلى عدم ذكر اسم مرسي وأن السفارة
الأمريكية في القاهرة، لديها مخاوف بِشأن أمنها الخاص منذ هجمات 11 سبتمبر 2012، ولهذا فهي قلقة من الخروج ببيانات قوية بشأن محاكمة مرسي.

ومضى الموقع يقول إن البيت الأبيض مصر على أن جميع كيانات الإدارة الأمريكية تتشارك في هدف واحد وهو “مساعدة مصر على العودة إلى مسار الديمقراطية”.

وقال باتريك فينتريل المتحدث باسم رايس لديلي بيست: ” فريق الأمن القومي بالكامل بما في ذلك السفيرة رايس ووزير الخارجية والوزير هاجل، يعملون بتوافق لتنفيذ سياسة الرئيس بشأن مصر وتحديدا تشجيع مصر على الانتقال إلى حكم ديقمراطي مدني منتخب يحترم حقوق الإنسان وحريات جميع المصريين “.

وأضاف “الحكومة المصرية المؤقتة الحالية وقعت خارطة طريق واضحة لعودة مصر للحكم الديمقراطي ونحن في الإدارة نعمل مع الزعماء المصريين لتشجيعهم بقوة على الالتزام
بالوعود التي قطعوها على أنفسهم”.

 

 

الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى