الأخبار

احترموا عقولنا !!!!!!!!

 

90

طرد الكاتب الكبير الأستاذ حلمى النمنم من الجامعة ومنعه بواسطة طلاب الإخوان من إلقاء محاضرة له، هو قمة الإرهاب والإفلاس الذى يمكن أن تواجهه أى حركة شبابية تدّعى أنها تناصر الحريات وتسعى إلى مواجهة «القمع والاستبداد»!

لا يمكن لحركة تسمى نفسها حركة «طلاب ضد الانقلاب» تنادى بالحريات فى الجامعة أن تحجر على حرية التعبير لكاتب لا يملك سوى كلمته أو صوته.

لا يمكن لمن يشكو صدقاً أو كذباً من أنه يعيش فى «مجتمع استبدادى تصادَر فيه الحريات العامة» أن يكون أول من يمارس القمع أو الاستبداد ضد الأصوات المخالفة له.

إن جريمة الأستاذ حلمى النمنم أن لديه شريط فيديو يذاع على اليوتيوب يقول إن المصريين بطبيعتهم شعب علمانى، ودون الدخول فيما إذا كان هذا الكلام مجتزَأ من سياقه أو أنه غير مشوه، فلنفترض أنه قال هذا الكلام كما جاء، فليكن، إنها فى البداية والنهاية وجهة نظر لا يعاقب عليها القانون وليست مخالفة لأفكار السنة والجماعة أو مسألة سب أو قذف ضد أى فرد أو جماعة.

إنها ببساطة وجهة نظر قد يتفق البعض معها أو قد يختلفون فى كل أو جزء مما جاء فيها.

هنا يأتى السؤال: ماذا كان سيحدث لو تم تمكين الأستاذ حلمى النمنم من إبداء أو شرح وجهة نظره؟ ولماذا لم يستمعوا إليه ثم يناقشوه فيما يقول؟.

إن الرأى لا يرَد عليه إلا برأى آخر!

واليوم تتحدث جماعة الإخوان وأنصارها عن إحياء ذكرى شهداء قصر العينى ومحمد محمود رغم أنهم كانوا -وقتها- ضد التظاهرة ككل، بل قاموا بإدانة أصحابها ووصفوهم بأبشع النعوت!

كيف نصدق من يقول الشىء ويفعل نقيضه، وكيف نحترم من يحرّم الفعل فى حينه ثم يدعو للاحتفال فى ذكراه!

وكأننا فقدنا الذاكرة، وفقدنا القدرة على الحكم على الأشياء والأفعال والبشر!

نرجوكم احترموا عقولنا واحترموا أنفسكم حتى يحترمكم التاريخ.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى