الأخبار

عشوائية الحكومة

186

 

 

لن تنصلح حال البلد ما دامت العشوائية هى السائدة فى الشارع السياسى.

.. فليست هناك خطة واضحة يجرى تطبيقها الآن.

.. أى نعم، هناك خارطة طريق تم الإعلان عنها عقب التخلّص من حكم الإخوان الاستبدادى الفاشى ورئىس فاشل أراد هدم البلاد ومؤسساتها لصالح تنظيمه الإرهابى.

.. لكن هناك عشوائية أيضًا فى تلك الخريطة.

.. ولا أحد يعلم مَن هو صاحب القرار.

.. ومَن يفكّر لمستقبل البلاد واستقرارها واستعادة مؤسساتها ودورها وتأثيرها بما يليق بها وشعبها.

.. ليس هناك أحد.. يفعل ذلك.

.. ليس هناك مَن هو مهموم بمستقبل هذا البلد.

.. ولعلنا ما وجدناه فى لجنة الخمسين لكتابة الدستور، إذ بها مَن يسعى إلى مصالحه الشخصية وليس من أجل مستقبل الوطن.

.. أى نعم، هناك مخلصون وطنيون داخل اللجنة يسعون إلى تحقيق أكبر قدر من الإنجازات فى الدستور الذى يليق بشعب خرج مرّتين فى أقل من 3 سنوات ضد نظامين استبداديين فاشيين.

.. لكن هناك أيضًا مَن يسعى إلى المصالح الشخصية.

.. فهناك مَن يصر على الإبقاء على مجلس الشورى الفاسد.

.. وهناك مَن يسعى لإدخال البلاد مرة أخرى فى متاهات كتابة الدستور.. وجعل للأحزاب دور مهم فى تشكيل السلطة التنفيذية رغم أن الجميع يرى أنه ليست هناك أحزاب، وإن وجدت فهى ضعيفة وليس لها وجود فى الشارع.

لكن تقول إيه عن أشخاص يحاولون استغلال الوضع الراهن وفرض أنفسهم.. وفرض أجندتهم على مستقبل البلاد من أجل مصالحهم الشخصية فى نفس الوقت الذى يدّعون فيه الثورية الآن، وأنهم وقفوا أمام مبارك وبعده الإخوان، رغم أن الجميع يعرف أنه كان شريكًا لنظام مبارك.. وسعى لتقديم فروض الطاعة للإخوان.

.. لكنه يدّعى ويفرض رأيه الآن مستغلًا كذبه وغياب العقل المرجح.

.. فللأسف تسير لجنة الخمسين فى كتابة الدستور دون سياسة ولا خطة ولا رشد فى حق الشعب فى دستوره الذى به ينتقل إلى مرحلة ديمقراطية حقيقية.

.. فلا يمكن أبدًا تمرير مواد فى الدستور لصالح أشخاص معينة على حساب المجتمع ومستقبل البلاد.

.. ولا يمكن أبدًا تمرير مواد لا تصلح للتطبيق الآن!!

.. فهل يمكن أن يشكّل حزب من الأحزاب القائمة حكومة الآن.. بما فيها «الوفد» الذى حوّله السيد البدوى إلى حزب عزبة خاصة.. وقد فشل فشلًا ذريعًا فى الشارع على يديه، إلا أنه يطمح فى وراثة الحزب الوطنى والإخوان.

.. فيصل الأمر به إلى أن يتحكّم فى مواد أساسية فى الدستور.. ويجعل نظام الحكم شبه رئاسى «بالله عليكم سنعيش فى نظام شبه أى حاجة على طول من أجل المصالح الشخصية»!!

ولعل من العشوائية التى نعيش فيها.. حالة النصب التذكارى الذى تم زرعه فى التحرير فجأة!!

.. ولعل منظر النصب كريه.. فكيف يقوم رئىس الوزراء بوضع حجر الأساس بهذا الشكل؟!

أين الوعد الذى تم ذكره من قبل أن تُقام مسابقة عالمية لإنشاء مثل هذا النصب التذكارى؟

.. إنها قرارات عشوائية لا تصب فى مصلحة الوطن أبدًا.

.. بالطبع ليس هناك عقل رشيد يسهم فى وضع خطة للمستقبل.. ومن أجل الوطن والمواطنين.

.. فلا يمكن أن تقوم قائمة الدولة بتلك السياسات والقرارات العشوائية

 

الدستور الاصلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى