الأخبار

حقوقيون وأزهريون يرفضون فتاوى “سلفية”

82

رانيا أحمد

أثارت فتاوى “سلفية” صدرت في العام الماضي جدلا لما نالته من شهرة واسعة في القنوات الدينية، وما حملته من “اعتداء” على حقوق النساء بشأن الطعام والملبس والخروج إلى الشارع وغيره.

ورفض حقوقيون وأزهريون الفتاوى التي صدرت ضد النساء، وتسيء النظرة إليهن، مثل فتوى “حرمت على النساء نزول البحر باعتباره ذكر وملامسته لها يعتبر زنا”، وكذلك” تحريم تناول الخيار والموز لتشابههم مع العضو الذكري وإثارة المرأة”.

وقالت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر لأصوات مصرية، إن هذه الفتاوى تعبر عن سوء فهم لصحيح الإسلام، مؤكدة أن الدين الإسلامى كرم المرأة، سواء فى الأحاديث النبوية أو في القرآن، ودللت على ذلك بخطبة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم  والذي حرص على ذكر النساء فيها.

وأضافت أن “هؤلاء الشيوخ قاموا بتشويه صورة الدين الإسلامي، وأظهرت الدين وكأنه يقلل من شأن النساء”.

وأكد الدكتور سيد زايد، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أنه توجد قواعد محددة لإصدار الفتاوى، قائلا “المفترض أنها لا تصدر إلا من خلال الأزهر الشريف ومن قبل لجنة  الفتوى التابعة للأزهر والأوقاف واللجان الخاصة”.

وأضاف زايد “لابد أن تكون الفتاوى مواكبة للعصر ومرتبطة بالواقع، وأن يتم التأكد من ملائمتها لظروف المجتمع وأحواله قبل إصدارها”.

وأكد أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر أن هذه الفتاوى لابد أن تكون وسطية ومرتبطة بتعاليم الدين الإسلامي، على عكس الفتاوى التى كان يصدرها السلفيون ضد المرأة التي تدعو إلى بقاء النساء فى المنزل، والعودة بهم للعصور “الجاهلية” .

وطالب زايد بوضع معايير محددة لإصدار الفتاوى عبر قوانين تجرم إصدارها إلا من خلال رجال الأزهر الشريف.

انتهى زايد من إعداد دراسة منذ أيام تحت عنوان “الفتوى الضالة عن الإخوان والسلفيين”، تضمنت ٥١ فتوى خلال حكم مرسي، وذكرت أن “السلفيين أجازوا في فتاواهم كذب الزوجة على زوجها من أجل السياسة، لأنه كذب أبيض”.

أيضا أشارت الدراسة إلى فتاوى بأن نزول المرأة هي وأطفالها كدروع بشرية في المظاهرات والمسيرات يعتبر جهاد فى سبيل الله، كما أجازت أن تتزوج الفتاة فى سن العاشرة، “حماية لها من الانحراف”، وحرّموا عليها أن تأكل بعض الخضروات، مثل الخيار والموز.

كما صدرت فتوى بتحريم الزواج من أعضاء الحزب الوطنى المنحل، لأنهم فاسدون على حسب قولها، فضلاً عن تحريم خروج الطالبات للدراسة لمسافة أكبر من ٢٥ كيلومتراً.

وقالت نهاد أبو القمصان الناشطة الحقوقية إن “هذه الفتاوى صادرة بالتأكيد عن مرضى نفسيين يختصرون المرأة في كونها جسد”.

وطالبت أبو القمصان بأن لا تصدر الفتاوى إلا من خلال رجال الأزهر بحيث لا تكون وفق أيدلوجية معينة، أو تحتكم إلى أهواء شخصية بعيدا عن الواقع.

واعتبرت أن الأزمة تكمن فى عدم وجود إطار قانونى يحدد كيفية إصدار مثل هذه الفتاوى، ولا يترك شأن إصدارها لمن يريد .

كما أصدر أحد أكبر مشايخ الدعوة السلفية ياسر برهامى فتوى تمنع الطالبات من الذهاب لكلية الهندسة قائلا: “خروج الفتيات لمسافة 25 كيلومتر للدراسة فى كلية الهندسة مكروه، ونصح الفتيات بعدم الدراسة فى كليات الهندسة لأنها تحتاج لمجهود شاق وبها اختلاط “.

ومن الفتاوى التى صدرت ضد النساء أيضا عدم جواز استعمال المرأة للانترنت إلا بوجود محرم “مدرك لعهر المرأة ومكرها”.

اصوات مصرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى