ننشر حوار “السيسى” لصحف كويتية

48

 

 

 

السيسى حول ترشحه للرئاسة: “دعونا نرى ماذا تحمل الأيام.. ولكل حادث حديث”
وعن اختيار مرسى له وزيرًا للدفاع: “يعز من يشاء ويذل من يشاء”
لم أشك لحظة في أن الشعب المصري سيخرج بهذا الزخم الكبير
الإخوان كانوا يهددون الشعب والجيش بالميليشيات.. ولم يستمعوا إلى نصيحتنا فى 30 يونيو
حسم الأمر.. وبعض الدول التى أيدت الإخوان أدركوا أن 30 يونيو ثورة شعبية
ما نراه حاليًا فى مصر تداعيات لن تغير فى الوضع من شيء
نسعى لعلاقات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل مع كل الدول
أوصيكم ببلدكم خيراً.. وكنت أخاف على دول الخليج مثلما كنت أخاف على بلادى

أجرى الفريق أول عبدالفتاح السيسى نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربى حوار مع 3 من رؤساء تحرير الصحف الكويتية هي “السياسة الكويتية” و”الأنباء” والخليج” وفيما يلى نص الحوار.

الفريق عبدالفتاح السيسى ألقيت على عاتقه مهمة حفظ أمن مصر وحدودها وحقق رغبة شعبه فى إنهاء حكم “الإخوان”، تحدث بكل شفافية عن التاريخ والمشكلات التى تواجهها بلاده، عن مصر فى ظل الهزيمة ومصر الانتصار فى حرب العبور عام 1973 عن الاقتصاد والانفجار السكاني والوضع الاجتماعي والأمن والديانات وتعايشها على تلك الأرض المباركة، تحدث بالأرقام والأدلة والشواهد كما تحدث أيضا عن نفسه.

ما قاله السيسى يصدر عن رجل عارف مدرك لمشكلات بلاده واسع الثقافة متبحر دينيا واجتماعيا واقتصاديا.

مع الحملة الشعبية لترشيحكم لرئاسة الجمهورية.. هل أنت بالفعل مرشح للرئاسة؟

– وهل سيكون مرضيًا لكل الناس هذا الأمر؟ هل سيرضى ذلك بعض القوى الخارجية “وهل سيعنى هذا بالنسبة لى العمل على إيجاد حلول لمشكلات مصر التي سبق وأن أوجزتها لكم؟ على كل حال دعونا نر ماذا تحمل الأيام لنا”.

جوابك هذا لنا ملاحظات عليه، منها أنك محبوب من شعبك، ومقبول من دوائر الخارج التى تخاف على مصر وأمنها واستقرارها ومستقبلها، لقد ظهر ذلك واضحا فى الفترة التى حكم فيها الإخوان، فالعديد من الدول تضررت تماما كما تضرر الشعب المصرى من ذلك الحكم ولهذا نعتقد أن وجودك على رأس هرم الدولة سيكون ضمانة للشعب ولتلك الدول وهذا ما سيفتح الباب للعديد من الاتفاقات الاقتصادية المتكافئة بينها وبين مصر، وهى اتفاقات مفيدة لمعالجة تداعيات ما حصل العام 1976 ولا تزال آثاره بادية بوضوح على الوضع فى بلادكم.

إن تلك التداعيات ازدادت وتعاظمت فى ظل حكم “الإخوان”، وبالتالى فمن واجب الجميع العمل على معالجتها وإزالتها وهى تحتاج إلى رجل مدرك حقيقة المشكلات التى تعانيها بلادكم، ولهذا فأنت ستكون مفيداً للمرحلة المقبلة المهمة اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا وأمنياً فى تاريخ مصر.

وكما تعلم فإن العديد من دول العالم حريصة على أمن مصر واستقرارها وهى لم تخف قلقها فى الفترة الماضية حين أمسكت جماعة الإخوان بزمام الأمور فى البلاد، كذلك فإنها لم تخف ارتياحها من سقوطهم، ولمنع تكرار كل هذا، هناك شريحة عريضة من الشعب المصرى ومن الدول العربية وغير العربية ترى فيك الرجل المناسب لهذه المرحلة.

لماذا اختارك محمد مرسى وزيراً للدفاع؟
– يعز من يشاء ويذل من يشاء، عندما دعوت الشعب لتأييد التحرك والتعبير عن رغبته فى إنهاء الوضع الشاذ، لم أكن أشك لحظة بتجاوبه، ولا شككت أيضا فى أن يخرج بهذا الزخم الكبير.

الشعب حين خرج إلى الميادين لم يكن بالعشرات أو المئات أو الآلاف بل بالملايين وهذا يعنى أننا أمام ثورة شعبية وليس انقلاباً عسكرياً.

لقد كان الإخوان يتحكمون بالأوضاع ككل فى البلاد، وفى كل مرة كانوا يهددون بميليشيات ما لمواجهة الجيش والشعب ومنع تحركهما، لقد كانوا واضحين فى تهديداتهم، وفى كل مرة يظهرون فيها أمام وسائل الإعلام كانوا يلوحون بإشارات التهديد ولم يستمعوا إلى النصيحة عندما اسديناها لهم، وخصوصا نصيحة الجيش لهم بأن يتجاوبوا مع ثورة 30 يونيو.

سيادة الفريق دعنا ننقل لك ما دار فى حوار مع شخصية عسكرية مصرية رفيعة زارت الكويت قبل فترة، وهى من الشخصيات التى لها قرارها فى جيشكم لقد سألناه السؤال نفسه: لماذا اختار مرسى – عبد الفتاح السيسى وزيرا للدفاع ؟ فرفع الرجل سبابته، علامة الشهادة، وقال: إنها إرادة الله تعالى.

سيادة الفريق أنت تعرف أن أداة التغيير الأولى فى أى دولة هى الجيش ولا تكفى الثورات الشعبية وحدها فى التغيير إذ لابد من مساندة عسكرية لها، وأنتم جيش مصر لبيتم الرغبة الشعبية وحسمتم الأمر، فبارك الله بخطواتكم، لكنْ لدينا سؤال.. هل فعلا حسم الأمر؟ وهل الأحداث التى تشهدها مصر اليوم ستؤثر فى الوضع؟

– نعم الأمر حسم.. وبعض الدول التى كانت تؤيد حكم الإخوان وممارساتهم المتسلطة أدركت اليوم أن ما جرى فى 30 يونيو لم يكن انقلابا عسكريا إنما هو ثورة شعبية ضد حكم لفظته الناس أما ما ترونه حاليا فهو مجرد تداعيات سهلة وبسيطة، ولن تؤثر فى الوضع أو تغير فى الأمر شيئا.

هل ستغير مصر تحالفاتها فى ضوء المواقف التى شهدناها فى المرحلة القريبة الماضية؟ أى هل ستغير تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وخصوصًا اليوم فى ظل الغزل المتبادل بين مصر وروسيا؟

– هذا غير وارد، إذ ليس من الحكمة أن تكون على علاقة مع هذا أو ذلك وتغير تحالفاتك جراء مواقف معينة، وهذه ليست سياسة الدول التى تحكمها الفطنة والحكمة، كما أنه ضد منطق الأمور.

ويكمل الفريق أول السيسى.. “نحن نسعى إلى علاقات متوازنة مع الجميع مع كل الدول، علاقات تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية وعدم الإملاء”.

عدنا لنسأل مرة أخرى.. نرى أنك رجل متبحر فى قضايا مجتمعك وفى التاريخ والأمن بالإضافة إلى تبحرك فى الأمور العسكرية وقضايا الجيش، فهل ستحرم مصر من كل هذا وتبتعد عن إدارة شؤونها؟

– ابتسم الفريق أول السيسى بوضوح غامض.. وقال “لا جواب، دعنا نر ماذا تحمل لنا الأيام”.

لا نخفيك أننا التقينا أثناء وجودنا فى القاهرة بعض الشخصيات “وهم قلة” وعندما طرحنا عليهم إمكانية أن تكون رئيس الجمهورية القادم، كانت وجهات تظرهم شبه اجتماعية على أنهم لا يفضلون عسكريا فى هذا المنصب، لكننا قلنا لهؤلاء: إن الذى أعلن الجمهورية الخامسة فى فرنسا كان الجنرال شار ديجول، ولاجنرال فرانكو كان معجزة إسبانيا فهو الذى أنهى الحرب الأهلية.. فما رأيك بقولهم وقولنا؟

– مرة أخرى ابتسم الفريق أول عبد الفتاح السيسى وقال: “لكل حادث حديث، دعونا نتحدث معكم عن مشكلات مصر، لعلكم تكونون خير رسول منا إلى بلدكم العزيز الذي أوصكم به خيراً، عليكم أن تحافظوا عليه، ولا تجعلوه فى مهب الريح، فأنتم بخير، بل بألف خير”.

لا يغرنكم حديث البلاغة الزائفة، أو أى حديث موتور ومتمصلح، والله إنني كنت أخاف على دول الخليج مثلما كنت أخاف على بلادي، لذلك أحفظوا بلادكم حتى لا تخسروا نعمة الأمان والأمن والاستقرار والعيش الكريم”.

صدي البلد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى