الأخبار

“الفوضى” تحكم “السكة الحديد”..

59

“حال السكة الحديد فى انهيار مستمر”، هذه الجملة يرددها كل متابع لأوضاع القطاع وكل عامل غير متملق لقياداته، وكذلك كل مسئول صادق مع نفسه يردد نفس الجملة مع أصدقائه الذين يثق بهم، وعلى يقين أنهم لن يشوا به، فالفوضى فى السكة الحديد تصدرت المشهد، والعمال إما غائبون عن مواقع عملهم أو “مزوِّغون”، إضافة لعدم وجود أى أعمال صيانة فى الورش للقطارات، وذلك رغم استئناف الحركة رسميا بخطوط الوجهين القبلى والبحرى.

وطوال فترة توقف حركة القطارات لم تجر أى أعمال صيانة لها، هذا ما اكتشفته “اليوم السابع”، أثناء جولتها داخل ورش الصيانة، سواء فى ورش أبو غاطس بشارع أحمد حلمى، أو فى الورش المركزية بالفرز بالقاهرة، فالقطارات متراكمة وعليها آثار التخريب الذى تعرضت له عقب توقفها خلال فض اعتصامى رابعة والنهضة، وأغلب زجاجها محطم والخردة تنتشر بكل مكان، والشكوى تتزايد من عجز العاملين ونقص قطع الغيار.

الحال فى مبنى رئاسة الهيئة برمسيس لا يختلف كثيراً عن الوضع المتدهور بالورش، فالمكاتب شبه خالية من موظفيها، وأغلب الموظفين يحضرون ساعة أو ساعتين يوميا ثم سريعا ما يتركون أماكن عملهم، ومثلما حضروا إلى موقع عملهم يتركونه دون أن يفعلوا شيئا، ورغم ذلك يحصلون على مستحقاتهم الشهرية كاملة، ولم يسمحوا بأى اقتطاع منها حتى خلال فترة التوقف، حتى الحوافز المرتبطة بالإنتاج فكانوا يحصلون على متوسطها شهريا قبل التوقف، وهو نفس الحال مع المسئولين.

وأحد نواب رئيس هيئة السكة الحديد أكد لـ”اليوم السابع” هذا الوضع المتدهور، طالبا عدم ذكر اسمه، موضحا أن الفوضى أصبحت سمة سائدة فى كل شىء يخص السكة الحديد بما فى ذلك تشغيل القطارات، مستطردا: “العمال يريدون الحصول على مرتبات مرتفعة دون أن يفعلوا شيئا، وطوال فترة التوقف لم تحدث صيانة لأن العمال والمهندسين كانوا يتذرعون بحظر التجوال، وعدم وجود مواصلات حيث إن أغلبهم من المحافظات”.

وأضاف نائب رئيس السكة الحديد ورئيس أحد أهم القطاعات بالهيئة “للأسف غالبية المسئولين لا يراعون ضمائرهم فى العمل، ورغم ذلك يتساوى الذى يعمل بالذى لا يعمل فى المرتبات والحوافز”، معلقا ،”المنظومة فاسدة وكثير من المسئولين يتلاعبون بالقانون لتحقيق أكبر مكاسب مادية لأشخاصهم، وأصبح المسئول غير المناسب، فى المكان غير المناسب، كما أن الترقيات أصبحت مليئة بالمجاملات وأصبح التملق سمة سائدة”.

فيما لفت حسن عيسى سائق قطار لـ”اليوم السابع” إلى أنه لم تجر أى صيانة طوال فترة التوقف، وأن الصيانة على القطارات تجرى بشكل روتينى على الورق فقط، وكثيرا ما يقوم القطار وبها مشاكل فنية، مستطردا: “عندما يحدث حادث يقدم السائق أو مراقب البرج أو عامل المزلقان كبش فداء، ولا يحاكم سوى الموظف أو العامل الصغير”.

وأردف “لا يتوقف الأمر على تصادم دهشور، لأن المسئولين أصبحوا لا يتركون مكاتبهم المكيفة، ولا ينزلون إلى الورش أو على الأرصفة لرؤية حالة القطارات المتردية، وكل مسئول أصبح غير مهتم، سوى بحوافزه ومرتبه، ولا يعنيه حال القطارات ومشاكل الصيانة لأنه يعلم أنه عندما تحدث كارثة لا يساءله أحد إنما يقدم العامل الصغير كبش فداء”.

وأوضح محمد عبد الستار رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالسكة الحديد لـ”اليوم السابع” أن حال القطارات أصبحت أسوأ مما كان قبل التوقف، سواء بالنسبة للصيانة أو لالتزام المشغلين للقطارات ومتابعة المسئولين لهم، وواصل” كل مسئول لم يعد مهتما بمتابعة القطاع أو الإدراة التى يرأسها لكنه عينه على الحوافز والترقيات، مشددا على أنهم لم يصمتوا على تقديم العامل الصغير كبش فداء فى كل حادثة.

وأفاد “عبد الستار” أن المسئولين أكثر ما يفعلونه هو عقد الاجتماعات والحصول على بدلات حضور الجلسات، حيث يتوجه رئيس الهيئة وقياداتها شبه يوميا إلى الوزارة لعقد الاجتماعات مع الوزير، حتى أصبح الكثير من العاملين يتساءلون عن الوقت المتاح لهؤلاء المسئولين للعمل الفعلى مع هذا العدد من الاجتماعات.

فيما حاولت “اليوم السابع” الحصول على رد الدكتور إبراهيم الدميرى وزير النقل أكثر من مرة إلا أنه لم يجب على هاتفه.

 

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى