طالب الثانوي المخترع: أعد مشروع سلامة الطيران

- لم يشجعني فعليا أي من وزراء تعليم مبارك والإخوان إلا “أبو النصر”
- هناك الكثير من المبتكرين بين طلاب المدارس ولكن تجاهل “عبقريتهم” يحبطهم
- أعد الآن مشروعا لتحسين مستوى سلامة الطيران المدني سيخرج للنور قريبا
- أبو النصر وعدني بإصدار قرار بتقديم الدعم العلمي للطلاب المبتكرين بمدارس مصر
طالب بالصف الثاني الثانوي بمدرسة السعيدية الثانوية العسكرية بنين، مخترع صغير موجود بمدارس مصر منذ أن كان الدكتور أحمد زكي بدر وزيرا للتربية والتعليم، ومع ذلك لم يشعر أحد بوجوده إلا بعد أن اكتشفه الوزير الحالي الدكتور محمود أبو النصر، الذي استقبله بمكتبه بالوزارة وأعلن عن تكريمه في جميع وسائل الإعلام، على 3 اختراعات قابلة للتنفيذ.
موقع “صدى البلد” الإخباري استطاع أن يجري حوارا مع هذا المخترع الصغير، ليكشف أسرار مشواره في مجال الاختراعات، ذلك المشوار الذي شهد إهمال 4 وزراء تربية وتعليم مصريين وهمأحمد زكي بدر – يسري الجمل – أحمد جمال الدين موسى – جمال العربي تولوا الوزارة منذ عهد مبارك وحتى الآن، ولم يشعروا بوجود موهوبين ومبتكرين وعباقرة مثل “مينا” في مدارسهم الذين كانوا هم المسئولين الأوائل عليها بحكم جلوس كل منهم على كرسي الوزارة.
بداية هل لك أن تحدثنا عن بداية رحلتك كمخترع صغير؟
بالتأكيد.. أنا من صغري وأنا أعشق الألعاب القائمة على الفك والتركيب والتفكير والإبداع، إلى أن وصلت للصف الأول الإعدادي، وكنت وقتها في مدرسة الجيزة الإعدادية بنين وبدأت أول اختراع لي.
وما هو هذا الاختراع؟
فكرت وقتها في فكرة اختراع غواصة صغيرة مضافة إليها أذرع، لكي تستخدم في إصلاح كابلات الإنترنت التي كانت تنقطع وقتها بشكل ملحوظ.
هل علم أحد من المسئولين وقتها بهذا الاختراع؟
نعم علم به عبد الناصر يحيى، مسئول الموهوبين بإدارة جنوب الجيزة وقتها، والذي انبهر بالفكرة جدا، وساعدني في إيصالها لمسئولي مديرية تعليم الجيزة، ثم عرضت الفكرة في مسابقة موهوبين في عهد الوزير أحمد زكي بدر، الذي كرمني وقتها بشهادة تقدير وميدالية ومكافأة 250 جنيها لم أقبضها حتى الآن لأسباب لا أعرفها! ومع ذلك استمريت وفكرت في اختراع ثان.
وماذا كان اختراعك الثاني.. وفي أي مرحلة عمرية فكرت فيه؟
توصلت لاختراعي الثاني وأنا في الصف الثالث الإعدادي، حيث كنت وقتها في مدرسة أبو الهول الإعدادية، ووقتها اخترعت روبوت آلي لإنقاذ الأحياء الموجودين تحت الأنقاض في حالة انهيار أي عقار، كما يمكنه تفتيت الصخور حول الشخص المحتجز ورسم خريطة طريق لوصول رجل الإنقاذ لمن هم على قيد الحياة.
وبالنسبة لاختراعك الثالث؟
اختراعي الثالث كان عبارة عن طائرة لإطفاء الحريق، تستخدم لإخماد الحرائق داخل المباني السكنية والمصانع الصغيرة، وتتمكن من اختراق نوافذ المباني ومباشرة عملية إنقاذ الأشخاص المحاصرين داخل الأماكن المغلقة والداخلية من المبنى، وهذه الفكرة جاءتني بعد أن انتقلت للمرحلة الثانوية بمدرسة السعيدية الثانوية العسكرية بنين، حيث أصبح تفكيري أكبر واستطعت أن أطور حتى في اختراعاتي السابقة.
هل هناك أفكار جديدة ستفاجئنا بها قريبا؟
نعم لدى فكرتان جديدتان جار البحث في إمكانية تنفيذهما حاليا، أولهما مشروع تحسين مستوى سلامة الطيران المدني والذي يهدف للتقليل من حوادث سقوط الطائرات، أما عن الفكرة الثانية فهى فكرة مشروع للحفاظ على أجهزة الهاتف المحمول في حالة اصطدامها بالأرض من ارتفاعات عالية، خاصة بعد أن وجدت الهواتف المحمولة الحديثة تتلف من أقل الصدمات.
ألم يهتم بك وباختراعاتك أي من وزراء التربية والتعليم الذين تولوا الوزارة منذ أن كنت في الصف الأول الإعدادي وحتى الآن؟
للأسف.. الوزير الحالي محمود أبو النصر هو الوحيد الذي اهتم، حيث استقبلني وشاهد اختراعاتي وأعجب بها، وأعطى لي شهادة تقدير، ثم أخرج من “جيبه الشخصي” مبلغ 1000 جنيه كنوع من التشجيع لي.
كما وعدني بأن يرسلني ضمن فريق من صغار الباحثين لمسابقة البحث العلمي التي تنظمها أمريكا لأمثل مصر، كما وعدني بأن تقدم الوزارة وفقا لقرار وزاري جديد دعما علميا للطلاب المخترعين مثلما تقدم دعما رياضيا.
وماذا عن باقي وزراء التربية والتعليم الذين سبقوا أبو النصر؟
لم يهتم أي منهم بي ولم يشعروا بوجودي أصلا، لأن تشجيع المخترعين والموهوبين يبدو أنها كانت أمور خارج اهتماماتهم اصلا، فلم تساعدني وزارة التربية والتعليم ماديا إلا مرة واحدة فقط في عهد الوزير أحمد زكي بدر الذي أمر بصرف 200 جنيه لمساعدتي في عمل “ماكيت خشب” لاختراع الغواصة، ووقتها لم يتم الصرف إلا عن طريق فواتير وأوراق رسمية وتوقيعات موظفين وروتينيات مملة، ومن وقتها لم أحصل على جنيه من التعليم إلا في عهد الوزير الحالي محمود أبو النصر الذي كرمني بـ1000 جنيه من جيبه الخاص.
في رأيك لماذا أصبحت أنت ومن مثلك من صغار المخترعين عملة نادرة؟
بالعكس.. نحن لسنا عملة نادرة، بل إن مدارس مصر مليئة بالكثير من المبتكرين والمبدعين الصغار، ولكنهم يظلون مجهولين بالنسبة للرأي العام بسبب ما يتعرضون له من إحباطات مادية ونفسية، حيث إن هناك فترة كان المسئولون فيها لا يهتمون إلا بمن يبتكرون الدائرة الكهربائية والمصابيح البدائية، أما الاختراعات الأكبر من ذلك فكان المسئولون ينظرون لها بلا اهتمام على أساس أنها غير قابلة للتنفيذ، دون حتى أن يناقشوها.
ما الرسالة التي تحب أن ترسلها لزملائك من الطلاب المبتكرين؟
لا تنهاروا أمام ضربات الإحباط وتجاهل المسئولين، واستمروا في طريقكم لأن البحث العلمي هو الذي سيطور التعليم ويحقق له ازدهارا حقيقيا، فكونوا على قدر المسئولية من أجل مصر.
صدى البلد