محمد فتحي يكتب: اشتغلوا.. أو غوروا

mohammad-fathy

أنا الآن وزير الإسكان.. أول شىء سأفعله حين أدخل مكتبى هو حصر العقارات المخالفة، ومخالفات البناء، والضغط فوراً لتنفيذ قرارات الإخلاء لهذه الأماكن دون تردد، أو إصدار تشريع حاسم يخلى هذه الأماكن، ولا تقل لى تصالح، ولا تقل لى غرامة تافهة يتم تقسيطها على المخالفين فقد أوجدوا «فلوس» البناء فى لحظة وبالتالى هم قادرون على أن يدفعوا الغرامات فى لحظة لو تمت محاسبتهم بحق، ولم نعتمد الشللية والمجاملات والواسطة ورشوة مهندسى الأحياء، وسأكلف المستشارين والخبراء الحقيقيين بوضع خطة لإيجاد مساكن بديلة، وحل أزمات الإيجارات مع التشديد على أى شركة كبرى بتخصيص نسبة يتم الاتفاق عليها من إنشاءاتها لمحدودى الدخل ولو تطلب الأمر تشريعا بذلك، وسأفعل كل ذلك بقوة فإن لم أستطع سأغور فوراً وأقعد فى بيتنا.

أنا الآن وزير النقل والمواصلات.. سأعمل على تطوير السكك الحديدية فوراً ودون انتظار، وألغى أى ترخيص للتوكتوك أو أقصره على الأماكن النائية، وسأعيد الاحترام والالتزام لمرفق اسمه مترو الأنفاق وأطلب من شرطة النقل والمواصلات وشرطة المترو العودة للانضباط الحقيقى وتحصيل غرامات صارمة من المخالفين مع تأمين المحطات المختلفة ولو بلجان شعبية، وسأضع برنامجاً زمنياً يراعى كذلك احتياجات وطاقات العاملين معى، وسأفعل ذلك وأنا حريص على أن يشعر المواطن بتحسن سريع، أو أغور فوراً.

أنا الآن وزير الصحة. سأضع خطة لكى لا تقل المستشفيات الحكومية عن الخاص والاستثمارى، وأولى مهامى أن يشعر المصرى بإنسانيته داخل المستشفى وأن يلقى رعاية صحية محترمة. سأطلب تأمين الاستقبال ودعم رجال الأعمال وتطوير البنية الصحية بمشاركة وتضافر الجهود والأموال، وسأقوم فوراً برفع دخول الأطباء واحترام آدميتهم هم أيضاً، مع شفافية كاملة ورقابة حقيقية على الجميع، خاصة فى إدارة المستشفيات الحكومية والجامعية ومرفق الإسعاف وغرف العناية المركزة.. أو أغور فوراً.

أنا الآن وزير التربية والتعليم. سأجعل من المرؤوسين شعلة نشاط وتفتيش يومى على المدارس التى يشرفون عليها بحيث يشعر الجميع أنهم قيد المساءلة مع أى خطأ. سأقوم بتطوير المناهج وفق تعاون دولى محترم وبالاستعانة بخبراء تعليم حقيقيين وليس هؤلاء الذين تحنطوا على مكاتبهم منذ سنوات. سأجعل المدارس قبلة للتلاميذ يحبون الذهاب إليها بدلاً من النط على السور وسأستعين بالتعليم الترفيهى المطبق فى العالم كله لأصل إلى ما أريد، وأقدم الفاسدين من أصحاب المدارس الخاصة والتجار إلى النيابة بدلاً من أن يصاحبهم مسئولو الإدارة التعليمية فتكون النتيجة «طرمخة» فى كل المجالات.. سأعمل على كل ذلك أو أغور، وفوراً.

أنا الآن رئيس الوزراء. حلفت يميناً وأقسمت على رعاية البلد والمواطنين. إما أن أدير هذه الملفات العاجلة بحسم وأضيف إليها ملف السياحة وملف الاقتصاد وإدارة موارد الدولة، وبالتأكيد الملف الأمنى الذى قد نفرد له مقالاً كاملاً، إما أن أفعل ذلك أو أغور فوراً إلى الدرك الأسفل من التاريخ.

أنا الآن مرشد جماعة الإخوان، إما أن أجعل الناس تحترمنى مهما اختلفت معى، وأقوم بتوجيه مندوبى فى «الاتحادية» لرعاية مصالح الشعب وتحسين صورة الجماعة، وأن أخرس لجانى الإلكترونية والمبرراتية وأراجوزاتى، وأقدم للناس تصرفات عملية وقرارات تاريخية تكبس المعارضة وتجعل الناس تلتف حولى ويصدقون من مثلنى فى «الاتحادية» والوزارات والمحافظات، ومن يدركون أننى أفعل ذلك من أجل وطنى وبالتالى ستدخل جماعتى التاريخ، وليس من أجل تمكين الجماعة، وبالتالى هتروح البلد كلها فى داهية وستذهب الجماعة معها، فإما أن أفعل كل ذلك أو أغور أنا وجماعتى.. وسيحدث ذلك قريباً جداً.

الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى