انتفاضة ماسبيرو ضد تمكين الإخوان من التليفزيون وقمع الإعلاميين

“تعمد إهانة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ووصف الإعلان الدستوري بالإعلان الديكتاتوري” كانت أهم الاتهامات التي وردت في المذكرة التي تقدمت بها سوزان حامد رئيس قناة القاهرة الثالثة، ضدي.. بهذه الكلمات بدأت الإعلامية عزة الحناوي حديثها لـ”الوطن” عن سبب وقفها عن العمل، أثناء الوقفة الاحتجاجية أمام نقابة الصحفيين اليوم.
وتابعت “في سابقة هي الأولى من نوعها عملت سوزان مداخلة هاتفية لبرنامج “مع الناس” الذي أقدمه وعنفتني على الهواء مباشرة، وعلى مرأى ومسمع من الجميع.
كانت البداية كما روت الحناوي لـ”الوطن” عندما تلقت مداخلة هاتفية من عضو جماعة الإخوان المسلمين ياسر عبد الرافع نائب الشعب المنحل، وسألته عن الإشراف القضائي على الاستفتاء قائله “الإشراف على الاستفتاء يستدعى 13 ألف قاضٍ، متوفر منهم ألفين فقط ما تعليق حضرتك؟”.
واعتبر النائب الإخواني أن هذا السؤال هجوم علي الإخوان والحرية والعدالة، وقال: “انتي مش عايزة حوار توافقي، وترفضين الاتجاه التوافقي، انتي وكل اللي شغالين معاكي، طول النهار بيردحوا للرئيس مرسي وحزب الحرية والعداله، مين قال لجبهة الإنقاذ تبعت ناس تحرق مقرات الإخوان، أنا عايز أعرف مين اللي وراء قناة القاهرة، لتشوية صورة الإخوان المسلمين في شوارع القاهرة، عايزين حوار هادئ، إنما ليه قناة القاهرة بتهيج الشارع علي الإخوان” وتابع “لما حسني مبارك كان موجودا كنتوا كلكم بتلعقوا نعاله”.
الأمر الذي أثار حفيظة الحناوي، وردت قائله “أستاذ ياسر، كلامك ده غير مقبول بالمرة، وسنحرر ضدك بلاغ للنائب العام بتهمة السب والقذف، ومش هنسكت علي إهانتك للتليفزيون المصري والإعلاميين، انتوا مش عايزين حد يشتغل بضمير وينقل الحقائق” وأكدت الحناوي أنها بعيده عن أن تتحيز لأي فصيل سياسي ولا للنظام، ولا لصفوت الشريف ولا لأي شخص.
وبعد لحظات من مداخلة نائب الشعب المحل، دخلت رئيس القناة سوزان حامد، في مداخلة بالبرنامج، لتعنيفي وتوجيه المذيعتين على الهواء مباشرة، قائله: “أنتم جنبتم الموضوعية، ولم تلتزموا بالحيادية، ولم تسمعوا الرأي والرأي الأخر”.
فقاطعتها الحناوي قائله: “إحنا جبنا الرأي والرأي الآخر وتلقينا مداخلتين من الحرية والعدالة، مقابل مكالمة واحدة من الجانب الآخر، وباقي الأخبار سردناها من الصحف المصرية”، فقالت سوزان: “لا يجوز طرح آرائكم الشخصية ومشاكلكم علي القناة” وذلك اعتراضا على إعلانهم عن خبر لوقفة احتجاجية للإعلاميين؛ تنديدا بحصار مدينة الإنتاج والهجوم علي الإعلاميين، فقالت الحناوي: “أنت الآن تقولين مشاكل وتطرحينها على الهواء” وتابعت “هل من المفترض أن يتم سب الإعلاميين في ماسبيرو دون رد منا”.
واختتمت سوزان حديثها قائله: “أرجوا منكم الالتزام بالحيادية والاستماع للرأي والرأي المعارض دون التحيز”.
لم ينته الأمر عند هذا الحد، وتفاجئت الحناوي، أنه تم منعها من دخول الاستوديو وتقديم البرنامج، وتم إيقافها عن العمل دون سند قانوني، فحررت – يوم 22 ديسمبر الماضي – محضرا برقم “2921” 2012 إداري قسم شرطة بولاق أبو العلا تتهم فيه ياسر عبد الرازق بالسب والقذف، وسوزان حامد بالتعسف ومنعها من تقديم برامجها، وهاني جعفر رئيس قطاع القنوات الإقليمية، وصلاح الدين عبد المقصود وزير الإعلام بالتواطئ.
وتقدمت بدعوى إلى النيابة الادارية، يوم 31 ديسمبر، تتهم فيه سوزان حامد بمنعها من دخول الاستوديو وإيقافها عن العمل، واتهمت كل من وزير الإعلام صلاح الدين عبد المقصود وهاني جعفر رئيس القطاع بالتواطئ أيضا.
وأكدت الحناوي، أن هناك مخطط لما أسمته بـ “أخونة الإعلام” مشيرة إلى أن الطبقة الاجتماعية التي تتابع التليفزيون المصري هي الأقاليم والقرى والنجوع والمناطق العشوائية، التي يستهدفها الإخوان لحصد المكاسب الانتخابية، مؤكدة رفضها أن يكون التليفزيون بوقا للإخوان أو لفصيل دون الأخر.
الوطن