وائل عباس يكتب عن الرغبات المكبوتة لوزير الإعلام

 

wa2l 3bas

 

 

في البداية أحب أستميح الزملاء علماء النفس والأخصائيين وأطباء علم النفس العذر إنى النهارده هاتعدى على إختصاصاتهم على إعتبار إني واحد من الشعب المصري. والدستور الشعبي – سيبكم من دستور اللجنة إياها – يبيح للمواطن حق الإفتاء فيما يعرف وفيما لا يعرف وهو العرف المتبع بين عموم طبقات الشعب المختلفة. ويمكن عذري أنا هو دراستي لـ قليل من علم النفس بجانب دراستي للأدب والمسرح الإنجليزي المتأثر بوضوح بكل ما يظهر في هذا المجال ودراستي للأدب الأمريكي والأوروبي والأفريقي إن جازت لي الفشخرة.

سيجيموند شلومو فرويد هو الإسم الحقيقي لعالم الطب النفسي النمساوي الشهير سيجموند فرويد والذي يعتبر المؤسس لعلم التحليل النفسي. وفرويد في الأساس طبيب متخصص في الأعصاب ولد في منتصف القرن التاسع عشر. من أشهر مؤلفاته وهو ليس أشهرها على الإطلاق كتاب السايكوباثولوجي للحياة اليومية. والكتاب يحلل عدد كبير جدا من الظواهر في حياتنا اليومية نعتبرها تافهة أو غريبة أو شاذة وقليل ما إهتم أحد بتفسيرها.

في الحقيقة لم يكن فرويد هو مخترع المصطلح المتعارف عليه بالفرويديان سليب أو زلة اللسان الفرويدية فهو لم يسم أبدا أي من إكتشافاته بإسمه. حتى منهجه في التحليل النفسي أسماه السايكو اناليسيس ثم سمي العلم لاحقا السايكو ديناميك. أما الفرويديان سليب التي وضع فرويد تفسيرها في كتابه فأصبح لفظا شائعا يتحدث به العامة في حياتهم اليومية.

وما قاله صلاح عبد المقصود وزير الإعلام الإخواني للصحافية ندى محمد أثناء حفل توزيع جوائز مصطفى وعلي أمين للصحافة والتي سألته : هي فين حرية الإعلام دي؟ – وهو سؤال في الحقيقة وجيه جدا – ليرد عليها عبد المقصود بمثال نموذجي لما يسمى زلة اللسان الفرويدية حيث قال لها : إبقي تعالي أقولك فين ! ثم أشاح بنظره عنها مبتسما وكأنه قال إفيه أو نكتة مضحكة متوقعا قهقهة من الجمهور وهو ما لم يحدث. متناسيا معنى الإفيه الجنسي وأنه يتحدث إلى أنثى في المقام الأول !

وهذه ليست الزلة الوحيدة للوزير فقد سبق وأن قال لزينة يازجي مذيعة قناة دبي الفضائية في حلقة من برنامجها إستضافته فيه : ياريت أسئلتك ما تكونشي سخنة زيك ! وهي العبارة التي لاقت إستهجانا واسعا وقتها وأثارت الكثير من التعليقات. وصلاح عبد المقصود ليس الوحيد أيضا المعروف عنه الزلات الفرويدية إذا أخذنا في الإعتبار موقعة الحبرشة الشهيرة وكل العبارات الخاصة بالصوابع اللي بتلعب جوه فهذه أيضا مصنفة علميا كزلات فرويدية.

الإسم العلمي للزلة الفرويدية هو بارابراكسيس وقد تحدث الزلة أثناء الكلام أو الكتابة أو في الذاكرة أو حتى أثناء الحركة أي أنها قد تكون زلة حركية ولهذا السبب أصر على أن موقعة الحبرشة هي زلة فرويدية. وتفسيرها حسب فرويد هو أنها نتيجة رغبة أو أمنية أو صراع داخلي أو تداعي خواطر تحركه الأنا العليا ومكبوت في اللاوعي ليظهر فجأة بالمخالفة لقواعد السلوك القويم.

وعلشان أكون موضوعي وحيادي هناك الكثير من الإكتشافات الجديدة والتعديلات على إرث فرويد وكل ما سبق هو نظريات وإفتراضات لها إنتقادات وتفنيدات من علماء آخرين معترضين ومعارضين أو يستخدمون مناهج اخرى في التفسير مثل إفتراض السمع الخاطيء أو القراءة الخاطئة أو السهو او النسيان. لكن أجدني مدفوعا بصفتي ناشط معارض ومدون إثاري مغرض – حسب تصنيف ملفات أمن دولة مبارك – أميل إلى التفسير الفرويدي لهذه الظاهرة الإخوانية لأنه يمكننا بسهولة إدراك ماهي الرغبات المكبوتة والصراعات الداخلية وكيف تفكر الأنا العليا سواء عند صلاح عبد المقصود أو غيره في ضوء ما نعرفه الآن عن كيف يتربى الإخواني في عائلته وداخل جماعته بما لا يترك متسعا للشطحات الفردية أثناء الطفولة أو المراهقة أو الشباب أو إتخاذ قرار شخصي بحرية كما يفعل نظير الإخواني من غير المنتمين للإخوان والذي يعتبر غير ملتزم أخلاقيا من قبل الإخوان طبعا.

والحقيقة أن وجود صلاح عبد المقصود في وزارة الإعلام ليس هو المشكلة بقدر ما يمثل وجود وزارة إعلام في حد ذاته مشكلة ضخمة خصوصا في دولة قامت فيها ثورة شعبية كان من مطالبها الإلغاء التام لهذه الوزارة الشمولية الموروثة من الديكتاتوريات السابقة.

وقد بح صوتنا كنشطاء مكسوري الجناح لا نمتلك من حطام الدنيا إلا شوية أكاونتات على النت بنجعجع فيها كل ما يفيض بينا مطالبين بإصلاح أحوال الإعلام والصحافة وتغيير القوانين الخاصة بإحتكار نقابة صحفيين واحدة للأمر في مصر خاضعة للمؤسسات الصحفية ورأس المال ضد أعضائها في حين أن منطق إنشاء نقابات يكون العكس تماما من ذلك كما طالبنا بتغيير قانون إتحاد الإذاعة والتلفزيون الذي يمنع إنشاء أي محطات أرضية سواء للتلفزة أو الراديو إلا من قبل النظام وفي الحالات المستثناة يضع شروطا تعجيزية لا يتمكن من تحقيقها إلا أصحاب رأس المال والنفوذ برغم من رخص وسهولة إنشاء محطات أرضية للراديو مما يثبت أنه قانون قمعي وسياسي بالدرجة الأولى.

ولكن كل ما طالبنا به طار أدراج الرياح حيث أصر الإعلاميون والصحفيون المخضرمون المحنكون من أصحاب فيلات جولف السليمانية والسيارات الهامر على الإستمرار في المنظومة القديمة من إحتكار الدولة للبث الأرضي وإنشاء رأس المال للقنوات الفضائية التجارية وبيع وشراء الصحف والفضائيات وما يترتب عليه من عمولات مليونية ومص لدم الصحفيين الغلابة وإلقاؤهم في الشوارع من حيث أتوا كما قال أحد أساطين سمسرة الصحف لا فض فوه. ولم يتنتفض منهم أحد كما توقعنا لتحرير الإعلام والصحافة جديا والإستفادة من مناخ ما بعد ثورة شعبية.. وإن فعلوا لكان جد في الأمور أمور وربما لم يكن كثير مما حدث تحت حكم العسكر ومن تلاهم من الإخوان قد حدث.

 

 البداية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى