دعوات لوقف الانتهاكات

دعوات لوقف انتهاكات حقوق الإنسان، ووقف ملاحقة الصحفيين، والتأكيد على حق الجميع في الحصول على المعرفة والمعلومة. تلك أبرز النقاط التي أكدت عليها شخصيات إعلامية وحقوقية بارزة تداعت للاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان في وقفة بشبكة الجزيرة.
ويكتسب الاحتفال بهذا اليوم، وفق المتحدثين، أهمية خاصة لكونه يذكر بمرور عشرين عاما على تطبيق توصيات المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان في فيينا التي تم بموجبها إنشاء ولاية مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.
بيد أنه رغم مرور عشرين عاما على ذلك المؤتمر لا تزال تُنتهك حقوق الإنسان -وفق قول د. مصطفى سواق، المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية بالوكالة “يمينا ويسارا شرقا وغربا وخصوصا في الوطن العربي، ولا يزال الصحفيون الذين ننتمي لفئتهم يُمنعون من العمل ويُسجنون وكثيرا ما يُقتلون”.
سواق من جهة أخرى شدد على ما تكتسيه حقوق الإنسان من بعد عالمي وإنساني لكون مفاهيمها شاملة وجامعة، مشيرا في ذات الصدد إلى تشكيل إدارة خاصة بالحريات العامة وحقوق الإنسان لها أذرع بمختلف قنوات شبكة الجزيرة ومواقعها “شغلها الشاغل هو كل ما يتعلق بصون الحريات وضمان حقوق الإنسان وإبراز الأجندة الحقوقية ضمن تغطياتها الصحفية”.
لا لتشويه الحقائق
وفي كلمته أيضا، دعا سواق الحكومات إلى إطلاق سراح الصحفيين المعتقلين دون قيد أو شرط، مذكرا باعتقال مراسل الجزيرة عبد الله الشامي ومصور الجزيرة مباشر-مصر محمد بدر في السجون المصرية، ومشيرا إلى أن زمن انتهاكات الحكومات لحقوق الإنسان في صمت “قد ولى”.
ومن جهة أخرى، دعا سواق “كل الصحفيين إلى الوقوف مع حقوق الإنسان دون ضغوط، وألا يسهموا بتشويه الحقائق بوقوفهم مع الأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان”.
كما أكد التزام الجزيرة بحقوق الإنسان، وتعهد باستمرارها في النضال من أجل صونها، إضافة إلى انحيازها إلى حق الجمهور في الحصول على المعرفة والمعلومة.
من جهتها، عبرت مديرة مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لدول الخليج العربي واليمن، ومقره الدوحة، عن انزعاجها مما يعانيه الصحفيون في عملهم من اختطاف وقتل، مشيرة في هذا الصدد إلى مقتل ثمانين صحفيا هذا العام 41 منهم في سوريا.
وأشارت أنا بوليني إلى أن منظمتها تعمل حاليا مع الأمم المتحدة على توفير آلية لحماية الصحفيين أثناء تأدية عملهم، وذلك “كأول جهد عالمي في هذا المنوال”.
تضحيات الجزيرة
أما البارونة عضو مجلس اللوردات البريطاني، أودين مانزيلا بولا، فقالت إنه من العار ونحن نحتفل بالعاشر من ديسمبر، يوم حقوق الإنسان، أن يتعرض أشخاص لمنع حقوقهم في العمل بأمان، مشيدة بـ”تضحيات الجزيرة” في هذا المجال.
كما شددت على أنه من العار على الناشطة الحقوقية الميانمارية ذائعة الصيت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أون سان سو تشي، أن “تجلس في بيت جميل دون الكلام عن مأساة مسلمي الروهينغا” داعية إياها للكلام “دون خوف”.
وفي لفتة ذات مغزى استدعاها رحيل زعيم جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا قبل أيام، أشارت البارونة إلى أنها كانت حاضرة لخطاب له في التسعينيات بلندن قال فيه إنه “عندما يكون الظلم قانونا تكون المقاومة واجبا”.
من جهتها، أشارت المديرة التنفيذية للمعهد الدولي للصحافة أليسون ماكينزي إلى أن معهدها يعمل مع هيئات عدة من بينها الأمم المتحدة واليونسكو لتوفير آليات تحمي حقوق الصحفيين. وأضافت “نتذكر كل الذين ضحوا بحياتهم وحرياتهم من أجل المعلومة الصحيحة”.
أما د. العبيد أحمد العبيد، مدير مركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق بمجال حقوق الإنسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية، فوجه “رسالة قوية” باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى الحكومات مفادها دعوة الحكومات إلى حماية حقوق الصحفيين “دونما اعتبار لآرائهم وأهوائهم السياسية”.