المسلمون الآن يقتلون بعضهم البعض وأمريكا “بتتفرج”

نشرت صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية مقالا لها الأمس، عن تحول تنظيم القاعدة عن هدفه الرئيسي أمريكا إلى الطوائف الأخرى بإيران وغيرها، وقالت إنه رغم أن قادة حزب القاعدة من كبار السن مازالوا يوجهون غضبهم باتجاه أمريكا، فإن تكفيرييها يوجهون ضرابتهم لإيران وحلفائها، مضيفة أن أمريكا بالطبع لن تقلل من حذرها وستطارد أي إرهابي في أي مكان، موضحة أن التركيز الكامل لفرعي حزب القاعدة بسوريا والعراق الآن على إيران و ليس على الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن التفجيرات الانتحارية بالسفارة الإيرانية بلبنان يوم الثلاثاء التى أسفرت عن إصابة 140 ضحية ومقتل23 آخرين ضخمت الحرب بين المذاهب الإسلامية، حيث تحمل الفرع اللبناني لحزب القاعدة المسئولية لهذه التفجيرات ردا على استخدام إيران لمقاتلي “حزب الله” لمساعدة نظام “بشار الأسد” بسوريا.
وأوضحت الصحيفة أن المشاكل الطائفية تزيد مع زيادة المذابح، فبعد دوامة “الربيع العربي” أصبح القتل ليس فقط لعبادة الإله الخطأ ولكن لعبادة الله بطريقة خاطئة، فيبدو أن البشر يفضلون قتل جيرانهم بدلا من عدوهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل أيضا بعد أن كانت فى أول قائمة أعداء المسلمين، تدنت مرتبتها، حيث أصبح المسلمون يقتلون بعضهم البعض، موضحة أن التنافس القديم بين الفرس والعرب زاد من الصراع المنتشر، ومن الصعب إنكار أن المنافسة الآن بين أكبر مذهبين فى الإسلام، ولا يوجد شئ من الممكن أن تفعله أمريكا، فليس لديها سوى الوقوف على الهامش.
وتابعت الصحيفة أن الأزمات من الممكن أن تقدم فرصا، حيث يجتمع الدبلوماسيون الغربيون مع إيران بجنيف اليوم؛ لمناقشة طموحات إيران النووية، فحتى الآن تحاول حكومة ” باراك أوباما” الأمريكية الإدعاء بأن الاتفاقية النووية ستكون ناجحة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن العقوبات على إيران كثيرة ولهذا فإن إيران مستعدة لإجراء المحادثات لتقليل هذه العقوبات، فإيران تحاول الحفاظ على نفوذها فى سوريا ولبنان، فسيكون من الغباء تخفيف العقوبات على إيران فى مقابل وعود فارغة لانضمن تحقيقها.
واختتمت ” نيويورك بوست” مقالها بأن مذابح الشرق الأوسط والعقوبات على إيران جعلت الموقف الأمريكي قويا أمام إيران منذ سقوط الشاه، وساعد تنظيم القاعدة فى هذا.
البديل