الأخبار

«اللحمة حلوة.. لما تبقى من عرق الجبين»

70

 

 

على جانب الطريق، افترش الصبى رصيف أحد شوارع مدينة نصر، بمجموعة من «فوط» السيارات، ينتظر أحد المارة كى يبيعه إياها، بعد أن مرضت والدته فاختار أن ينوب عنها طوال أيام عيد الأضحى، فى الوقت الذى يمرح من هم فى مثل سنه بالشوارع وداخل المتنزهات العامة، فالعيد يمثل لـ«محمد» ابن الحادية عشرة «لقمة العيش» التى تساعده فى تحصيل مصروفاته الدراسية هو وشقيقه، كما يوفر بعض الجنيهات لعلاج والده العاجز ووالدته التى نخر المرض عظامها. «لما الغلابة تعيّد.. نسترزق منين؟» السبب الذى أسند إليه «محمد ربيع»، بقاءه فى الشارع والعمل 12 ساعة متواصلة طوال أيام العيد، «أنا من التبة فى مدينة نصر يوم ما أحب أخرج ولاّ أتفسح هروح فين؟ كل حاجة بقت غالية.. والقرشين اللى هصرفهم فى العيد ما أشتغل وأجيب ضعفهم عشان مصاريف المدرسة، واللى يسألنى عن معنى العيد للغلابة اللى زينا هو راحة عشان نقدر نكمّل شغل». الطفل الذى أكسبته أشعة الشمس بشرة خمرية لم يشعر بالضيق للحظة لأنه ينوب عن والدته فى العمل بسبب مرضها «هى عملت عشانى كتير كفاية إنى طلعت الـ7 على المدرسة بفضلها لأنها بتحوّش القرش عشانى أنا وأخويا». لا ينتظر بائع الفوط الصغير «كيس لحمة» من المارة كغيره من الفقراء الذين اصطفوا على جانبى الطريق، وإنما يتمنى أن يجمع ثمنها من مدخراته حتى يفاجئ والدته بـ«عيدية» تكرمها على شقاء السنين.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى