شباب الأولتراس يوثقون وقائع تعذيبهم

167

 

 

«هما مش عايزين حد حر في البلد.. رغم إننا مش بتوع سياسة بس هما بيحاربونا عشان احنا أحرار».. بهذا المنطق يبرر أحد شباب الأولتراس الاعتداءات التي وقعت عليهم؛ حين قبض عيلهم في أحداث المطار، التي وقعت قبل وقفة عيد الأضحى المبارك بيوم واحد، حيث ذهبت مجموعة من شباب الأولتراس لاستقبال فريق كرة اليد العائد من المغرب.

تدخلت قوات وزارة الداخلية لفض تجمع شباب الأولتراس أمام المطار، واستخدمت قنابل الغاز، وقبضت على ما يقرب من 170 شابا من الأولتراس، نقلتهم حينها إلى معسكر الأمن المركزي بالمطار.

أفرج عن غالبية المقبوض عليهم، وبقي 25 من أعضاء الأولتراس، وجهت الداخلية لهم تهم التجمهر وتكدير السلم العام، والتعدي على قوات الأمن وإتلاف المنشآت العامة، وحيازة أسلحة نارية وذخائر.

إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي تداولت صورا لأعضاء الأولتراس الذين أفرج عنهم توضح آثار تعذيب على أجسادهم.

وثق مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف تلك الحالات في ثلاث شهادات نشرها المركز، دون ذكر أسماء أصحابها، وأوضح في بيانه الذي نُشر عبر صفحتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك “ننشر الشهادات بدون أسماء أصحابها لأننا لا نشكوا الجريمة لمن ارتكبها.. لكنها موثقة وجاهزة حين يحين وقت الحساب”.

الشهادة الأولى

وقال شاب من شباب الأولتراس في الشهادة الأولى: “احنا كنا مستنيين لعيبة الأهلي قبل وقفة العيد بيومين الساعة 6 مساء عند المطار القديم – صالة 1، حصلت مشادة بيننا وبين الأمن، ماعرفش سببها كان اشتباك بسيط مش مستاهل، الناس ولعت شماريخ لكن مش أكتر من كده.

فوجئنا إن ضابطا طلّع مسدسه بيضرب نار حي. طلعنا نجري بره المطار. واحنا بنجري، اتنين من أصحابنا اتمسكوا، واحد صاحبنا راح يجيبهم سيبناه وجرينا، لقينا على الطريق كمين.

كانت الدنيا ضلمة ولقينا ضرب خرطوش وغاز. رجعنا وجرينا ناحية تانية، لقينا كمين تاني، واحنا بنشاور ونقول سلمية، فضلوا يقربوا والكمين من الناحيتين فاتزنقنا في 5 أمتار على الرصيف. ورغم إننا اتحبسنا في الكمين، ضربوا علينا خرطوش. وفجأة ضربوا علينا قنبلتين غاز.

الغاز ملا المكان لدرجة إن الضباط والعساكر ما ستحملوش وبعدوا. وده خلانا نعرف نجري.

ركبت عربية ميكروباص مع 5 هربوا معايا. كل ما نروح حتة نلاقي كمين، وبيفتشوا كل عربية ملاكي يدوروا علينا. عدينا على كمين فتش الميكروباص وطلعنا بره وأخد بطايقنا، ونمنا على الأرض على بطننا وضابط الجيش قال لنا “نام على بطنك زي الـ…”، وقال لي حط جزمته فوق إيديا والعساكر شدوا الآلي، وقال لنا اللي هيبص يمين أو شمال أنا هقتله..وشتايم. جه ضابط قوات خاصة (شرطة)، و25 عسكري أمن مركزي أخدونا ومشينا حوالي 800 متر. اتلم عليا 3 عساكر، واحد مكتفني واتنين بيضربوني بالعصيان طول الطريق.والضابط معاه بندقية الغاز بيضربني بسلاح البندقية.

واختتم شهادته بجمله “احنا اللي قتلناكوا في بورسعيد واحنا اللي هنقتلكوا هنا” والتى قال إن أحد الضباط قاله له.

الشهادة الثانية

بينما رصدت الشهادة الثانية قيام ضباط الشرطة بإطلاق النار فوق رؤوس شباب الأولتراس، حيث ذكرت “عملوا علينا كماشة (زنقونا في السور). سب وشتيمة وأجبرونا نقعد على الأرض فوق بعض (نتكوّم فوق بعض). ضيّقوا الدائرة على الآخر، وحطوا الرشاشات فوق راسنا. ضربوا نار فوق دماغنا بالظبط يعني، أي حد يعلّي راسه بالصدفة كان مع السلامة. ده حصل لمدة 40 دقيقة.

وأضافت الشهادة “بعد ما بهدلونا، قوّمونا بالضرب لغاية عربية الترحيلات. وبعد كده يتسلوا على الصف اللي ورا”.

الشهادة الثالثة

بينما تحدثت الشهادة الثالثة عن عنف مبالغ فيه من قبل قوات الشرطة، حيث ذكرت “عنف مبالغ فيه مش متناسب مع الموقف. العساكر، خرجوا عن سيطرة الظباط. فيه ناس مننا جريت.. جريوا ورانا قبضوا على ناس أنا منهم.

أول دفعة اتقبض عليها كانوا بيفتشوا عليهم فينا. لما اتمسكت كان بيني وبين الصالة 500 متر. لما قبضوا عليّ ودوني أوضة المباحث جوا صالة 1. المسافة دي كلها ضرب، واللي ماسكني وكل عسكري معدي يضرب بشوم، أو أحزمة، أو جذوع شجر، وشوفت خنجر مع عسكري.

ضرب لغاية أوضة الاحتجاز. كنا حوالي 15 واحدًا في الأوضة دي. كان لسا فيه اشتباكات. الضباط كانوا بيحكولنا.

أخدوا كل حاجة مننا. اتفتحت دماغي (3 غرز).

وأوضحت الشهادة “فيه ناس شكلها صغير (ممكن يكونوا فوق السن) سابوهم يروحوا. اللي فوق السن قسمونا على حوالي 4 زنازين، كل زنزانة 10 إلى 15 واحدًا، دخل الضابط تاني، اختار ناس عشوائي خرجهم.. صفونا. واللي تبقى 25 واحدًا.. بدون سبب واضح. بالشكل”.

محامي الأولتراس: التحقيق تم بدون محامين وطلبت منهم إثبات التعذيب أمام النيابة

أكد محمد رشوان، محامي مجموعة الأولتراس، أن المجموعة التي قُبض عليها في المطار تعرضت بالفعل للضرب والتعذيب داخل معسكر الأمن المركزي في المطار، لافتًا إلى أنه طلب من مجموعة الأولتراس إثبات ذلك أمام النيابة العامة، لعرضهم على الطب الشرعي.

وأضاف رشوان، أن النيابة انتقلت للتحقيق مع مجموعات داخل معسكر الأمن المركزي في المطار، فور القبض عليهم ودون أن يكون معهم محامون، لافتًا إلى أن القانون يجيز أن يتم التحقيق مع المتهمين دون وجود محامين في حالات الضرورة القصوى أو الحالات التي تمس الأمن القومي.

من جانبه، قال مصطفى أحمد، عضو حركة شباب من أجل العدلة والحرية، التي أعلنت تضامنها مع شباب الأولتراس «إن ما حدث مع شباب الأولتراس هو العادي من الشرطة، فالداخلية تستخدم أسلوبًا مع المقبوض عليهم بما يسمى”الحفلة”، وهو ما يعني أن تمارس عليهم كافة أشكال الضرب والتعذيب بالعصي سواء على الظهر أو في الرأس أو الوجه”.

الداخلية: عاملناهم معاملة كريمة رغم تجاوزاتهم

وفي سياق آخر، علق اللواء هانى عبداللطيف، المتحدث باسم وزارة الداخلية، على واقعة اعتداء ضباط الشرطة على شباب الأولتراس، قائلاً: “رغم أنه كان هناك تجاوزات من جانب الأولتراس إلا أنه تم التعامل معهم معاملة كريمة، ولا توجد أى تجاوزات حدثت، والشباب الذى تم ضبطه تم معاملتهم معاملة كريمة، ورجال الشرطة لا يريدون العودة إلى هذه التجاوزات مرة أخرى، مؤكدًا على أنه سيتم فحص هذه الواقعة بالكامل.

الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى