مصر تعيش مرحلة انتقالية
قالت صحيفة “المونيتور” المتخصصة في شئون الشرق الأوسط اليوم، إن الفوضى والجماعات المسلحة تجتاح معظم الأراضي العربية من الشرق إلى الغرب بداية من اليمن إلى تونس، حيث يرغب المتمردون في إقامة دولة تحل محل الأنظمة المستبدة، والتي نجحوا في إسقاطها أو لا يزالوا يكافحون من أجل القيام بذلك، دون وجود صورة واضحة للدولة التي يريدون بنائها.
وأوضحت الصحيفة أن الناس يموتون بالعشرات يوميا في اليمن، والتي قد تقع حكومتها في دوامة الانفصال، أما في العراق فقد فشلت الحكومة في بناء وحدة بديلة، وفي الوقت نفسه تجتاح سوريا المعارك والاشتباكات المسلحة بين النظام والمعارضة التي تتجاهل تطلعات السوريين وجاءت من جميع أنحاء العالم لبناء الخلافة عن طريق القنابل والمدافع، واستعداء أي شخص لا يقبل بخططها.
وأضافت أن لبنان ونظامه يعاني عيوبا بنيوية صارخة، كما أن الموالين والمعارضين للحكومة يقاتلون باستخدام أسلحة طائفية والتي لا يمكنها بناء أمة أو الحفاظ على استقرار البلاد، مما يفتح الباب أمام التدخل الخارجي.
أما بالنسبة لشمال إفريقيا، يجب علينا التعرف على إنجاز الشعب المصري غير العادي، فقد قام باثنين من الثورات الشعبية ضد الاستبداد، وعبروا مرحلة جماعة الإخوان المسلمين التي انهارت بشكل كبير بعد الصدفة التاريخية التي قادتها للوصول إلى السلطة، ولكنها لم تستطع الحكم، وبالتالي تمت إزاحتها بسرعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر تعيش اليوم مرحلة انتقالية تمهد الطريق لإعادة بناء البلد بما يتماشى مع مطالب الملايين الذين ملأوا الميادين عدة مرات، وانتظروا الانتهاء من الدستور الجديد الذي من شأنه أن يحافظ على قيادة مصر في بناء الدولة التي تحقق طموحات شعبها وتصل وحدته لتمهيد الطريق لعودة مصر إلى دورها القيادي في المنطقة العربية.
وذكرت أن بيروت استقبلت الكاتب المصري الشهير “محمد حسنين هيكل”، وتحدث عن الوضع في مصر وآفاق تطوراته، وكيفية تحقيق الاستقرار في الدولة التي يجري بناؤها في مناخ ثوري منذ قيام الثورة، وحالة الجيش والتيارات الإسلامية المعتدلة التي اتخذت مواقف مختلفة من جماعة الإخوان المسلمين ورفضت مقترحات الإخوان.
وأوضحت الصحيفة أن إجابات “هيكل” لم تخف من القلق الخاص بدور ومستقبل مصر، والتي يعتقد الكثيرون أن لديها الحق في قيادة العرب، ولكنه أكد أن الدولة الجديدة ستكون مدنية، وأن الجيش ووزير الدفاع المصري “عبد الفتاح السيسي” لا يسعيان للسلطة ولا الرئاسة، ويعملان على قيادة القاعدة المؤقتة لتشكيل دولة ديمقراطية جديدة، وسيتم تحديد الانتخابات في المواعيد المحددة.
وتطرق في حديثة إلى الوضع الإيراني، خاصة بعد توصل الولايات المتحدة وإيران لاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي، والتطورات السريعة بشأن علاقات إيران مع دول الخليج، موضحا أن هناك اختلافات واضحة في مواقف دول الخليج، وخصوصا بين المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات وعمان.
واختتمت الصحيفة بقولها : الخلاف بين الدول الخليجية وإيران في الأصل سياسي، ولكنه سرعان ما تحول إلى طائفي، ووسط هذه التطورات، من الضروري إعادة تقييم المخاطر التي تواجه الانتفاضات الشعبية التي اندلعت في الوطن العربي من الشرق إلى الغرب، كما أن الفتنة الطائفية تهدد التهام الثورات وإحباط تطلعات الشعب وتدمير الانتفاضات الرائعة التي بشرت بظهور فجر جديد
