«رمسيس»وكر للتحرش العلنى

«رمسيس ليست مجرد محطة تغير اسمها تخليدا لذكرى شهداء ثورة يناير، بل محطة يحسب المرء فيها نفسه شهيدا لما يلقاه من معاناة فى الدخول أو الخروج من عربة المترو، وهى اسم على مسمى».. هكذا قال أحد راكبى المترو وهو يعانى الخروج من «بروفة يوم الحشر»، بحسب قوله، التى تكدس فيها راكبو الخطين الأول والثانى للمترو بمحطة الشهداء.
قوة الدفع هى سيدة الموقف، فليس بمقدور الركاب تحريك أقدامهم من شدة الزحام، وبرغم تخصيص بابين للخروج ومثلهما للدخول، فإن المصريين والقوانين (دونت ميكس).. بحسب طالب بجامعة القاهرة يضطر للتغيير من الخط الأول للخط الثانى عبر محطة الشهداء بعد غلق محطة السادات منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة.
وليت الأمر يتوقف على قوة الدفع والزحام، بل إن الركاب يمنعون إغلاق الأبواب، ليدخل الوافدون إلى المحطة فى حالة وصولهم متأخرين للحاق بأعمالهم.
فى عربتى السيدات تعرف محطة الشهداء بالأصوات الصادرة منها، حيث يبدأ الصراخ وأحيانا السباب، لتصل فى بعض الأوقات لاشتباكات، ففى اللحظة نفسها التى يغادرها الركاب ويدخل آخرين، يبدأ صراع الأقوياء وخصوصا فى حالة وجود أم بأطفالها، لأنهم عادة يدهسون تحت الأرجل، لتبدأ المشاجرة دفاعا عن أطفالها.
لم تقتصر معاناة السيدات بمحطة الشهداء على تلك المشاهد فى أثناء الدخول والخروج، بل إن التحرش بطل أغلب قصص الفتيات والسيدات فى أثناء ركوبهن العربات المشتركة، أو حال وقوفهن على الرصيف.
تحكى إحدى الفتيات تدعى مروة، معاناتها.. «منذ إغلاق محطة السادات أصبحت أبدل من محطة الشهداء بين الخط الأول، حيث محل سكنى بحلوان، للخط الثانى بالدقى مقر عملى».
وأضافت: «أركب عربة السيدات خوفا من التحرش بالعربات المختلطة.. وذات مرة فشلت فى الوصول لعربة السيدات، وكان هناك مجموعة من شباب المدارس الثانوية تتراوح أعمارهم ما بين 13 و17 عاما، يقفون على الرصيف قبل عربة السيدات، يمنعون الراكبات بحائط بشرى يشكلونه هم».
وأضافت: «الصبية يتحرشون بالفتيات والنساء المتجهين لعربة السيدات، وبسبب أصوات إنذار المترو المرتفعة والزحام الطبيعى بالمحطة، لا يلحظ أحد الموجودين من رجال الشرطة أو أمن المحطة على الرصيف خللا أو أمرا غير طبيعى، ولا تتمكن الفتيات من الوصول إلى عربة السيدات إلا بعد انتهاكهن جسديا ونفسيا».
فى مشهد آخر تقف إحدى ضحايا التحرش، لم تكمل عامها العشرين، بمحطة جمال عبدالناصر بالخط الأول فى حالة بكاء هستيرى، ظن المارة فى بداية الأمر أنها ضلت الطريق لصغر سنها، وعند سؤالها قالت م. محمد: «أنا متجهة للمعادى وصعدت للمترو من محطة محمد نجيب وبدلت من الشهداء»، مشيرة إلى تعرضها للتحرش أثناء خروجها من محطة الشهداء، وعند محاولة الموجودين فى المحطة تهدئتها وإقناعها بركوب المترو مرة ثانية رفضت تماما، وآثرت انتظار والدها لتوصيلها المنزل.
وبسبب ما يحدث فى المحطة، دشنت مبادرة «شفت تحرش»، حملة توعية للركاب، بعد تلقيها شكاوى وبلاغات وشهادات كثيرة عن وقائع تحرش داخل المترو، خاصة محطة الشهداء.
الشروق