متهم برتبة: «نجل الرئيس»!

تصور أنك نجل رئيس الجمهورية (خيال مباح)، وأن متظاهرين يهتفون ضد فخامة الوالد، فإذا بك -بحكم التربية وتقدير الموقف- تظهر أمامهم وتشير لهم بإشارات بذيئة!! حدث هذا بالفعل من «عبدالله محمد مرسى»، نجل رئيس الجمهورية الأصغر، ويبدو أن «عبدالله» لا يعلم أن «جمال مبارك» -الذى كان يحكم مصر من الباطن- فى سجن طرة الآن.. وأن مسلسل توريث الحكم قد سقط جماهيرياً فى ثورة 25 يناير.. أما عبارة: (مش عارف أنا مين.. أنا هقلعك البدلة الميرى وهخليك تقعد جنب أمك).. التى قالها «عبدالله» لضابط الشرطة، فهى عبارة تلخص فكر والده فى حكم البلاد. والده «الرئيس المدنى المنتخب» عزل النائب العام السابق، المستشار «عبدالمجيد محمود»، بالمخالفة للأعراف القضائية، ودفع ترزية الدستور لتفصيل مادة للمستشارة «تهانى الجبالى» حتى «تجلس بالمنزل».. فلماذا لا يتأسى «عبدالله» بوالده، الرئيس المؤمن الذى يبكى كل ليلة حتى تبلل دموعه المخدة (حسب تصريح السيدة حرمه).
فى إنجلترا وجهت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية انتقاداً لاذعاً عام 2010 إلى ملكة بريطانيا «إليزابيث الثانية»، ونشرت صورتها وهى تقود سيارتها «الجاجوار» دون وضعها لحزام الأمان، فى إشارة لارتكابها مخالفة غرامتها 60 جنيهاً استرلينياً.. لكن فى مصر – الإخوان أبناء الرئيس هم القانون نفسه والحكومة أيضاً!
«عبدالله» عمره 19 عاماً، يركب سيارة BMW رغم أن والده يتنازل عن راتب الرئاسة! ولا يكتفى برعونته وغطرسته بل يطلق الأصدقاء أيضاً للنيل من هيبة الشرطة.. وبحسب فقهاء القانون فما فعله «عبدالله» يمثل «جُنحة تعدٍ» على موظف عمومى أثناء تأدية عمله؛ لأن الضابط «أحمد حمدى» كان مكلفاً بحراسة منزل الرئيس.
ويؤكد المستشار «رواد محمد فاروق»، الرئيس بمحكمة شمال القاهرة الابتدائية، أن الأمر يتوقف على تقديم المجنى عليه «الضابط» شكوى رسمية بذلك خلال 3 أشهر من حدوث واقعة التعدى.. فهل يفعلها «أحمد حمدى»، فى دولة تسودها البلطجة السياسية، ويُعطل فيها القضاء بميليشيات «الإخوان» و«حازمون»؟!.. لا أعتقد!!
عقوبة نجل الرئيس لن تقل عن الحبس مدة لا تتجاوز 6 أشهر وغرامة لا تتجاوز 200 جنيه إذا تقدم الضابط بشكوى، بالإضافة إلى جريمة السب والقذف فى حق الضابط.. لكن شقيقه «أسامة»، الذى اعتذر «خفية» فى اتصال هاتفى بالإعلامى «خيرى رمضان»، يطالب شعب مصر بالاعتذار.. لأن الشعب أطلق شائعة على والدته بأنها ذهبت إلى طابا بطائرة خاصة للتحضير لزفاف نجلها.. ولم يقل لنا «أسامة» كيف سافرت السيدة والدته، لم يقل لنا من يعتذر عن أرواح شهداء حكم الوالد، ولا عن ضياع الدولة بالأخونة، ولا انهيار الاقتصاد؟! رجاء يا «أسامة»، ذكّر والدك بقول الرسول «صلى الله عليه وسلم»: (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).. دعه يستفتى «المرشد» ربما تنتصر دولة القانون، قبل أن يسقط النظام!!
الوطن