نقاب بـ«فيونكة»..
قطعة سوداء اللون كما اعتدنا رؤيتها، تخفي ملامح الوجه تظهر فقط عينين يلمعان بضي ابتسامة واضحة، مصحوب بـ”فيونكات” ذات الألوان المشرقة الواحدة بجوار الأخرى تسمعهم وتراهم يتبادلن أطراف الحديث يضحكن ويلعبن لا يمنعهم شيىء من الحياة، فهن لايختلفن عن غيرهن من الفتيات.
يستمر المشهد جميلًا إلى أن يأتي من يسبهن بألفاظ بذيئة أو من يعبر عن اشمئزاه من طلتهن فيخرب عليهن سعادتهن، مشهد معتاد تعيشه المنتقبات في حياتهن اليومية إلا أن سارة وصديقاتها قررن تغيير تلك النظرة بصور بسيطة في أحدى نزهاتهن بحديقة الأزهر بارك فبدأت زينب القاضي بصحبة كاميراتها توثيق جانب من حياتهم.
وقررت الفتيات نشر صورهن على صفحاتهن على “فيسبوك” ليجدن رد فعل واسع النطاق، ومفاجئ لهن وكيف لمنتقبات أن يتنزهن ويضعن “الفيونكات”، فتقول سارة: “والله احنا زينا زي بقيت الناس يمكن احنا عايشين حايتنا أكتر منكم بنخرج وبنتفسح وبنروح في كل حتة، أنا والله لما لبست النقاب خرجت أكتر لما كنت من غير نقاب بجد في ناس بتكره النقاب، احنا مش بنكرهم بالعكس لأن هما مش شايفين النقاب زي ما احنا شايفينه لو شافوه من عنينا احنا كلهم حايحبوه والله بندعلهم ربنا يهديهم رغم إن في ناس كتير بتشتمنا بس كله في ميزان حسناتنا والحمدلله على نعمة النقاب ومهما عملوا هانفضل متمسكين بيه وبنحبه”.
ستة فتيات يجتمعن، يذاكرن معًا يتنزهن، فعلى الرغم من أنهن بمراحل دراسية مختلفة إلا أنهن يساعدن بعضهن البعض، مخصصين وقتًا للاطلاع وآخر للخروجات والفسح، محاولين تجنب الإساءات التي يحاول فرضها عليهن من يقابلهن وتعلق سارة: “الناس اللي بتبصلنا بقرف كأننا جايين من كوكب تاني بس فعلا عندهم حق، احنا جايين من كوكب الجميلات نفسي أقولهم إننا زينا زيهم والناس اللي بتشتم بس بجد ربنا يهديهم إحنا اصلا مش بيهمنا منهم عادي”.
وتستكمل: “أقولك على حاجة، كنت في الأهرامات وكان في أجانب مبسوطين أووي مننا وكانوا عايزين يصورونا، إنما بقى الناس التانيه كانوا بيبوصولنا بقرف”.
ورغم أن سارة حديثة العهد بالنقاب؛ إلا أنها تؤكد أنه لا يعيق حياتها اليومية المعتادة بل بذلت جهدًا كبيرا مع أسرتها لتقنعهم به في ظل الأحداث الدائرة بالبلد في الوقت الراهن، وتطمح سارة إلى أن تنهي الثانوية العامة هذا العام وتلتحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، مؤكدة أن رئيس الجامعة حتى لو منع أعضاء هيئة التدريس المنتقبات لن يقوى على تنفيذ ذلك القرار مع آلالاف المنتقبات بالجامعة من الطلاب.
وتشير سارة إلى أنه لا يوجد ما يمنع من ارتداء النقاب بألوان غير الأسود طالما ليست ملفته لكني كشخص أحب اللون الأسود وتوضح “اه صحابي كلهم بيلبسو ألوان بس أنا بحب الاسود، النقاب لوحده بهجة مش محتاج ألوان، وأنا من قبل ما ألبس النقاب وانا مش بحب الالوان، كل واحد وشخصيته”، وعن سبب إرتداءها للناقبا “نفسي ابقي شبه زوجات الرسول صل الله عليه وسلم، أنا بحب النقاب جدا بحبو كدا لله في لله، واحنا بقينا في زمن البنت تستر نفسها أحسن والله “.
ورغم أن صور الفتيات التي انتشرت لا تحوي شيء مخل وأنها مجرد صور لمنتقبات بنقاب أسود مصحوب باللمسات البسيطة من “الفيونكات”، إلا أنهم تعرضوا للنقد من بعض مستخدمي الفيسبوك، واصفين إياهن بأنهن فتنة بتلك الصور، لتعلق سارة مبتسمة: “بصي هاقولك حاجة سيبك من الناس تعيشي مرتاحة والله عيشي عادي انتي زي أي حد عادي خالص سيبك من كلام الناس من أي حد يقولك أي كلمة، سيبك خالص عشان ترتاحي إنتِ كل حد يقولك كلمة مش كويسة في ميزان حسناتك وكله عند ربنا مفيش حاجة بتضييع”.
